كان حلماً محلقاً ذاك الذي داعب خيال محرر الجزيرة سعود الهذلي حين تحدث عن السعودة وبالأخص سعودة محطات البنزين فقد نادى مشكوراً بذلك عبر تحقيقات أجراها مع بعض الشباب الذين ايدوا آراء المحرر ووقفوا جنباً إلى جنب مع قرار السعودة وذلك بعدد الجزيرة 11501 وتاريخ الرابع من شهر صفر لعام 1425ه. لقد سر اولئك الشباب بما طرحه عليهم المحرر وأيدوا ذلك وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على وعي صادق وحب للعمل اليدوي من أجل بناء الوطن بسواعد فتية . وفي الحقيقة قرار السعودة قرار يثلج الصدر ويساعد الشباب على العطاء وخدمة هذا الوطن المعطاء الذي طالما مد يد العون لهم وأعطاهم الكثير وحان الآن الوقت لرد جميل الوطن فبالعمل والصبر والمثابرة يبنى الوطن وبحبات عرق اولئك الشباب الذين نذروا انفسهم لخدمته ليسير قدماً إلى الأمام فما أجمل أن تصبح تلك الكوكبة من أبناء الوطن نجوماً تحقق أمنية الوطن والمواطن فنجدهم في كل مكان وفي كل قطاع وفي كل عمل. وما أجمل أن نراهم يطوفون ساحات الوطن من مشرقه إلى مغربه بحثاً عن لقمة العيش الكريم في أي عمل مادام شريفاً. وما أحسن أن يجد الشاب نفسه وقد تحققت احلامه وتجسدت آماله حراً في عمله فخوراً بخدمة وطنه سواء ذلك في الأعمال الحرة ام الاعمال اليدوية. فإذا كانت السعودة قد حققت نجاحاً في أسواق الخضار وفي اسواق الذهب فلن يكسد نجاحها أيضا في محطات البنزين.. فهناك من الشباب من يسعى جاهداً للحصول على دخل مادام انه من عمل شريف ونظيف. أن اهمال الشباب وعدم تشجيعهم على البذل والعطاء والعمل الشريف احباط يكسر عنفوان النشاط لديهم ، حينها يتولد الكسل وتهدر الطاقة في غير محلها وقد تنتشر الجرائم والسرقات من أجل الحصول على المال فعندما يجد الشاب الابواب جميعها قد أوصدت امامه والمجتمع قد رفضه وفضل عليه مقيم حينها يصطدم بالواقع المرير ويحاول أن يعبر عن خيبة امله فيعبر طرقاً ملتوية ويسلك فجاجاً خطرة فيغرق في بحر الضياع والفساد والانحلال من اجل الحصول على حفنة من الريالات. إن تشجيع الشباب على العمل بأيديهم ودفعهم قدماً إلى الأمام يزرع في نفوسهم حب المواطنة لذلك يجب أن تتوحد الأفكار والجهود لتنشئة جيل يشعر بروح المسؤولية ويرنو إلى الحرف المهنية ليبني وطنه بسواعده لا بسواعد الآخرين من العمالات المختلفة. فهل يقف المجتمع مع اولئك الشباب ويعطيهم الفرصة لاثبات الذات من خلال تطبيق نظام السعودة أيضاً على محطات البنزين؟ وهل ستتحقق امنياتهم ام ستظل امنيات يعاندها الواقع فتنثني مع انكسار الزمن؟ اتمنى أن لا تذهب تلك الأمنيات ادراج الرياح وأن لا تضيع كلمات اولئك بواد غير ذي زرع وأن لا تهمل من قبل المسؤولين الذين يقدرون الابداع وذلك من أجل أن يضاهي وطننا أوطان العالم في شتى المجالات. فليس بالمدح فقط تخدم الوطن فبالعمل اولاً وبالاخلاص ثانياً.