المصابون بداء السكري تزيد نسبة الإصابة لديهم بالأمراض العينية كالماء الأبيض والماء الأزرق

علاج الشبكية بالليزر أكثر أماناً لقرنية العين

*إعداد - إدارة الإعلام والنشر والعلاقات العامة بالمركز:
شبكية العين
ينصح أطباء العيون بفحص العينين بصفة دورية وبشكل مستمر، ويزيدون من تأكيدهم في حال الإصابة بداء السكري لتأثيره السلبي والخطير على العين، وخصوصا الشبكية التي هي من أهم الأجزاء الداخلية للعين التي تتأثر تأثرا مباشرا بمثل هذه الأمراض فتصاب بما يسمى (بالاعتلال الشبكي)، فكلما كان اعتلال الشبكية متقدماً أصبح من الضروري زيارة الطبيب المختص في طب وجراحة العيون والمؤهل لعلاج مثل هذه الأمراض باستخدام التقنيات والأجهزة الحديثة، ولحساسية هذا الموضوع التقينا بعدد من استشاريي طب وجراحة العيون بالمركز ليحدثونا عن شبكية العين وكيف يمكن علاجها وفق التقنية الحديثة كالليزر مثلا أو التقنيات الحديثة الأخرى المستخدمة في مثل هذه الأمراض، كما سنتطرق معهم إلى علاقة شبكية العين بداء السكري وغير ذلك من المحاور المهمة في هذا الموضوع .
تعريف الشبكية
* د / زكريا ماهو التعريف الطبي لشبكية العين؟ وماذا يعني انفصال الشبكية وكيف يتم تشخيصها؟
- الشبكية هي عبارة عن غشاء حساس للضوء يبطن الحائط الخلفي الداخلي للعين وشبكية العين هي الجزء المدرك من العين والتي تحول الضوء إلى نبضات كهربائية ترسل عن طريق العصب البصري إلى الدماغ للترجمة الفورية، والطبقة العصبية التي تبطن العين من الداخل تتألف من نهايات عصبية تتلقى الأشعة الضوئية والأجسام المرئية وترسلها إلى الدماغ، حيث تتم الرؤية، ونظرا لغزارة الشبكية بالأوعية الدموية فإن تعرض الشبكية إلى انسداد تدريجي بالأوعية يؤدي بالتالي لفقدها وظيفتها الفسيولوجية (الرؤيا) وانفصال شبكية العين يعني انفصال طبقة الشبكية عن طبقة المشيمية، وانفصال الشبكية الذاتي العلة وهو أكثر الأنواع شيوعاً, وينتج عن وجود تمزقات وثقوب في شبكية العين مما يؤدي إلى تسرب وتوغل السوائل من خلالها بين طبقة الشبكية وطبقة المشيمية مما يُسبب انفصالهما عن بعضهما وبالتالي مرض انفصال شبكية العين، والعوامل التي تؤدي إلى حدوث هذا النوع من انفصال الشبكية، انفصال الجسم الزجاجي عن الشبكية هو من أكثر أسباب حدوث الشقوق والثقوب في الشبكية. من الطبيعي أن يتقلص الجسم الزجاجي مع تقدم العمر حتى ينفصل عن الشبكية محدثاً ثقوبا وأحياناً شقوقا فيها وهذا الانفصال يُصيب بعض الأشخاص في سن الخمسين.
انفصال الجسم الزجاجي بحد ذاته ليس بخطر ولكن خطورته تكمن في احتمال تسرب وتوغل السوائل في الثقوب والشقوق التي يُحدثها في الشبكية وبالتالي انفصالها، ويتم التشخيص بأخذ تاريخ مرضي من المريض والأعراض التي تدل على انفصال الشبكية , وكلما كان التشخيص والعلاج مبكراً كلما كانت النتيجة أفضل للحفاظ على البصر، ولابد من قيام الطبيب بفحص قاع العين لرؤية الثقوب والشقوق في الشبكية وكذلك لرؤية العلامات التي تدل على انفصال الشبكية وعلى ضوء ذلك يتم التشخيص.
اعتلال الشبكية
* ماهي أسباب اعتلال شبكية العين وماهي مراحل اعتلال الشبكية ؟
- يحدث اعتلال الشبكية بسبب تأثير الارتفاع المزمن لسكر الدم على الأوعية الدموية الدقيقة بقاع العين ويساعد على ذلك ارتفاع ضغط الدم وزيادة مدة الإصابة بالسكري، وفي البداية تحدث انسدادات بتلك الأوعية فتصبح ضيقة وتزداد قابليتها لمرور السوائل من جدرانها مما يسبب رشحا للسوائل والدم بقاع العين. كما تحدث توسعات في جدار بعض الشرايين الدقيقة والتي ترشح مسببة رشحا للدم والذي يحتوي على بروتين ودهنيات، وفي المراحل المتقدمة من الإصابة تنمو أوعية دموية جديدة غير طبيعية مما يعيق قدرة الإبصار نتيجة وجود نزيف شديد كما تحدث تليفات بالشبكية تؤدي في النهاية إلى فصل الشبكية. في هذه المراحل المتقدمة يكون المريض قد فقد جزءاً كبيرا من قدرة الإبصار ويكون العلاج صعباً للغاية، إن نوع اعتلال الشبكية المصاحب للسكري لا يحدث إلا عند مرضى السكري فقط ومن الصعب على المريض أن يكتشف إصابة العين في مراحلها المبكرة حيث لا يصاحب ذلك أية أعراض أو مشاكل في الإبصار في ذلك الحين لذا يلزم إجراء الفحص الدوري لقاع العين لدى الطبيب على الأقل من ثلاثة إلى ستة شهور.
مراحل الاعتلال
* إلى ماذا يعزى اعتلال شبكية العين وهل له صلة بالحمل وماهي مراحل اعتلال الشبكية ؟
الاعتلال في شبكية العين يمكن أن يعزى، بالإضافة إلى العوامل السابقة، إلى عدم علاج الضغط المرتفع أو الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، وخاصة، أمراض الحساسية لذلك، يتعين على كل من يعاني من اضطرابات في الشبكية أن يراجع الحالة الصحية لتلك الجوانب، مع ضرورة الانتباه بشكل خاص إلي علاج الضغط المرتفع والامتناع عن تناول الكحوليات والتدخين وتجنب الإفراط في تناول المضادات الحيوية، وبالنسبة لمرضى السكر فيجب عليهم اتباع الحمية المناسبة والمحافظة على ضبط نسبة السكر في الدم، كما يجب عليهم إجراء فحص الشبكية بصفة دورية، كما أن على مرضى ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما) التأكد من ضبط ضغط العين بواسطة الأدوية المناسبة مع التزامه باستخدامها في الوقت المحدد له من قبل طبيب العيون، ومراحل اعتلال الشبكية يكون بانسداد الشعيرات الدموية مؤدياً إلى نقص التغذية الدموية والأوكسجين اللذين يصلان إلى الشبكية، تورم الشبكية وظهور تجمعات دموية وزلالية، تكاثر شعيرات دموية جديدة ضعيفة الجدار سهلة النزف، تكرار حدوث النزف داخل الشبكية والجسم الزجاجي للعين، تليف الشبكية والجسم الزجاجي، انفصال الشبكية. أما بالنسبة للحمل فهناك بعض التغيرات التي تحصل في الشبكية نتيجة تسمم الحمل فينصح بالولادة المبكرة لتجنب زيادة المضاعفات.
أشعة الليزر والنظر
* نسمع كثيراًعن (أشعة الليزر)، صفها لنا وماعلاقتها بالشبكية ؟
- أشعة الليزر أشعة من غاز خامل، ولكنها تحطم الصخر وتذيب الحديد وتزيل الحواجز، وأيضاً تشفي المرضى وتحسن النظر، خصوصاً مرضى السكر وما يصاحبهم من نزيف في الشبكية، أو انفصال شبكي، وهكذا وكل يوم هنالك اكتشاف جديد وفائدة أكثر لبني الإنسان، وأشعة الليزر قد تكون ضارة وقد تكون مفيدة، وعن ماذا تختص أو تتميز به الأشعة فأقول إن الأشعة تمر في جميع الأوساط وتنكسر وتنعكس بنسبة مختلفة، ولا يكون لها أي تأثير إلا إذا امتصت في أحد المستقبلات. وبالنسبة للعين فتمر الأشعة بجميع طبقات العين ولا تشعر بها إلا آخر طبقة من طبقات الشبكية العشر التي يوجد فيها مستقبلات الضوء التي تحتوي على الصبغة التي تمتص الضوء هذا بالنسبة لليزر، أما الرؤية فيمر الشعاع الضوئي عبر العين إلى أن يصل إلى أخر طبقات الشبكية ويحوله إلى ذبذبات كهربائية تنتقل إلى العصب البصري ومن ثم إلى المخ، ثم تتم الرؤيا.
الحل بالليزر
* هل يتم كي الارتشاحات والتغيرات الحاصلة بالشبكية وكيف يتم علاج النزف والارتشاح الناتجين عن مرض السكر ؟
- بالتأكيد يتم كي الارتشاحات والتغيرات الحاصلة بالشبكية، نتيجة مرض السكر، وهي عبارة عن أوعية جديدة هشة تتكون نتيجة نقص الأوكسجين عن الشبكية، وقد وجد أن هذه الأوعية الهشة تتآكل مع الوقت وتنزف، وهذا النزف المتكرر يفقد العين وظيفتها، ويقل الإبصار مع مرور الوقت، وفي النهاية يؤدي إلى تليف وانفصال الشبكية، ولذلك استعملت أشعة الليزر لكي (كوي) هذه الشعيرات الدموية الجديدة، وتزيد من التصاقها مع المشيمية، وبالتالي تمنع تكون الشعيرات من جديد، أو بمعنى آخر تقضي على الجزء الطرفي للشبكية، حتى تحافظ على الجزء المركزي مكتفياً بالكمية البسيطة من الأوكسجين، أما كيف يتم علاج النزف والارتشاح الناتجين عن مرض السكرفأقول: ليس هناك علاج يؤخذ بالفم يؤدى إلى علاج ارتشاح ونزف الشبكية والجسم الزجاجي، والعلاج الوحيد هو عمل الليزر، أما إذا كانت كمية النزيف كثيرة فإن العلاج الوحيد هو إجراء عملية جراحية لإزالة الجسم الزجاجي والنزف، وتوقيت مثل هذه العملية يعتمد على حالة الشبكية.
السكري وفقد البصر
وما هي علاقة داء السكري بالعين؟
داء السكري من الأمراض التي تصيب الأوعية الدموية في جسم الإنسان، مما يؤدي إلى انسدادها التدريجي أحياناً والكامل، وقد تكون الإصابة به في سن مبكرة نتيجة خلل في إفراز الأنسولين من خلايا البنكرياس، أو غالبا في سن متقدمة نتيجة ضعف في إفراز الأنسولين بكميات لازمة للمحافظة على نسبة سكر الدم في المعدل الطبيعي، وتعتبر المضاعفات العينية لداء السكري ثالث سبب لفقد البصر عند مرضى السكري مابين 25 إلى 50 سنة من العمر، كما يقدر عدد المرضى المصابين بداء السكري والذين يصابون بالساد (الماء الأبيض) في سن مبكرة أكثر من 4 إلى 6 مرات من المرضى غيرالمصابين بداء السكري. والذين يصابون بمرض ارتفاع ضغط العين (الماء الأزرق) أكثر بمرتين من المرضى غير المصابين بداء السكري. أي بمعنى آخر أن داء السكري يزيد من نسبة الأمراض العينية الأخرى.
شلل مؤقت
* ما هي المضاعفات التي تحدث للعين نتيجة تأثرها بداء السكري وكيف يمكن أن يكون تأثير السكري على شبكية العين؟
- من أهم هذه المضاعفات حدوث التهاب طرف الأجفان والرموش المتكرر، والإصابة بشلل مؤقت في أعصاب عضلات العين، وضعف غشاء القرنية الطلائي وتعرضه للخدوش والإصابات، وإصابة قزحية العين بأوعية غير طبيعية قد تؤدي إلى الإصابة بالماء الأزرق، واعتلال البؤبؤ الحدقي، وازدياد الإصابة بالماء الأبيض، واعتلال الشبكية والمركز البصري، وكأنها تمر على كل طبقات العين أما عن مراحل تأثر شبكية العين فيمكن القول بأن هناك ثلاث مراحل لتأثير داء السكري على شبكية العين، فالمرحلة الأولى تكون من خلال اعتلال شبكي بسيط (مبدئي)، وتتميز هذه المرحلة بوجود عقد دموية صغيرة مع ندب نزفية في طبقات الشبكية، وغالبا لا تؤدي هذه المرحلة إلى ضعف البصر إلا إذا صاحبها رشح في مركز البصر، والمرحلة الثانية هي من خلال اعتلال المركز البصري، وذلك نتيجة ترسبات دهنية صلبة أو ناعمة تميل إلى اللون الأصفر نتيجة ترشيحات غير طبيعية من جدران الأوعية الشبكية المتعددة، وهذه المرحلة تؤدي إلى ضعف في البصر، أما المرحلة الثالثة فتكون من خلال اعتلال الشبكية الوعائي (المتأخر)، ويمثل هذا مرحلة متأخرة من مراحل الاعتلال الشبكي السكري، ويتميز بظهور أوعية دموية غير طبيعية في رأس العصب البصري أو في أماكن أخرى على سطح الشبكية أو في القزحية، وقد تنمو داخل الجسم الزجاجي الشفاف، وهذه الأوعية قابلة للنزيف مما يؤدي إلى انعدام الرؤية وأيضاً تؤدي إلى انفصال الشبكية بسبب التليف.
الخطوط السوداء الطائرة
* وما هي الأعراض التي تشير إلى إصابة شبكية العين وما هي أفضل الطرق الوقائية والعلاجية ؟
- قد تمر فترة زمنية طويلة دون أن يلاحظ المريض أي أعراض، ولكن يعتبر حدوث تشويش في الرؤية من الأعراض الدالة على إصابة شبكة العين، وكذلك حدوث بقع أو خطوط سوداء طائرة، أما ضبط نسبة السكر :داء السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على معظم وظائف الجسم، ومن ضمنها العين، وعلاجه بالدرجة الأولى يعتمد على ضبط نسبة السكر ومعدلاته في الدم، وهناك الكثير من النصائح والإرشادات العامة والخاصة التي يجب اتباعها لمعالجة اعتلال الشبكية ومضاعفاتها لتجنب الإصابة بفقدان البصر(العمى)، ومن أهمها الفحص الدوري لمرضى السكر والذي يشمل تحليل نسبة السكر ومدى انضباطها، التحكم في نسبة السكر بالدم، وقد أثبتت البحوث والدراسات العلمية أن ضبط نسبة السكر في الدم بمعدله الطبيعي أو ما يقاربه يؤدي إلى تخفيف وتأخير نسبة حدوث الاعتلال الشبكي على المدى البعيد، بالإضافة إلى علاج الأمراض الأخرى التي قد تصاحب مرض السكر، مثل ضغط الدم، فقر الدم، ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. كذلك ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن.
التدخل الجراحي
* د / منصور فاروقي متى يمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي وما الهدف من العلاج بالليزر؟
- يمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي في حالة وجود نزيف بالسائل الزجاجي، اذا استمر وجوده لأكثر من ثلاثة أشهر، أو استكشاف أوعية دموية غير طبيعية في مقدمة العين. والهدف من العملية إزالة الدم للتمكن من علاج الشبكية بالليزر في آن واحد، كذلك في حالة وجود تليف بالشبكية، إذا هدد مركز البصر بالانفصال، والعملية عبارة عن إزالة الأغشية المسببة للتليف لوضع الشبكية، وبالأخص المركز البصري في وضعه الطبيعي. أيضاً عند إزالة الماء الأبيض إذا حجبت الرؤيا أثناء المعالجة بالليزر، وعلاج الشبكية بالليزر ينقسم إلى قسمين، القسم الأول من خلال علاج مركز البصر، وذلك لتخفيف نسبة الترشيحات في المركز البصري لمنع تدهور الرؤية والمحافظة على مستوى النظر. والقسم الثاني من خلال العلاج التام للشبكية، ويستخدم خارج المركز البصري، ويحتاج إلى وقت أطول في العلاج، وقد يصاحبه ألم، والهدف من العلاج بالليزر هو تقليص وتضمير الأوعية غير الطبيعية، وزيادة فعالية الأوكسجين داخل طبقات الشبكية، وتقليل نسبة النزيف داخل الجسم الزجاجي، أو تكوين الألياف غير الطبيعية التي قد تؤدي إلى انفصال الشبكية، وقد يضطر الطبيب إلى إعادة المعالجة أكثر من مرة عند الضرورة. ويخضع المريض قبل الليزر لعدة فحوصات من ضمنها توسع حدقة العين، وتصوير الشبكية بصبغة الفلوراسين لتحديد الأماكن التي تحتاج إلى العلاج بالليزر خصوصا المركز البصري.
مضاعفات السكر
* ماهي مضاعفات مرض السكر على شبكية العين، وماهي آثاره الجانبية ؟
- يؤدى مرض السكر في كثير من الأحيان إلى كثير من المتاعب التي قد تنتهي في أحوال كثيرة بفقدان الإبصار، والحقيقة أن إهمال متابعة وعلاج مرض السكر هو الذي يؤدى إلى حدوث مثل هذه المضاعفات التي تؤدى في النهاية إلى فقد الإبصار، وآثار مرض السكر الجانبية على العين، والآثار الجانبية لمرض السكر على العين؟ إن لمرض السكر تأثيرات ومضاعفات كثيرة على العين، كل منها قد يسبب ضعف قوة الإبصار، وفى بعض الأحيان فقد الإبصار.
ومن هذه التأثيرات:
تأثيرات جانبية على الشبكية، أو ما يسمى بمرض الشبكية السكري، وقد تحدث نتيجة تلف في جدار الأوعية الدموية للشبكية، مما يسبب حدوث ارتشاح ونزف داخل العين، واستمرار حدوث مثل هذا الارتشاح يؤدى إلى تلف في الشبكية، وفى كثير من الأحيان تتكون أوعية دموية غير طبيعية على سطح الشبكية، وهذه الأوعية الدموية ضعيفة وعرضة لحدوث نزيف حاد.
كل هذه التغيرات إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب تؤدى إلى حدوث نزيف وفقدان الإبصار، ومرضى السكر معرضون للإصابة بالمياه البيضاء (الكتاركتا)، وهي عتامة العدسة التي تؤدى إلى ضعف قوة الإبصار، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، فمرضى السكر عرضة للإصابة أيضاً ب (الجلوكوما) المياه الزرقاء، أو ارتفاع ضغط العين المسبب لتلف العصب البصري، الشيء الذي يتطلب العلاج.
جدير بالذكر أن المياه الزرقاء (الجلوكوما) قد تصيب أي شخص, ولكن نسبة حدوثها تكون أعلى بكثير لدي مرضي السكر عنها في الأشخاص الآخرين
اكتشاف المرض مبكرا كيف يتم التعرف على مرض الشبكية واكتشافه مبكراً قبل حدوث تلف الشبكية وما هي أعراض الإصابة؟
يجب فحص مرضى السكر فحصاً دورياً بواسطة طبيب العيون المتخصص فى علاج أمراض الشبكية؛ للتأكد من عدم وجود تغيرات بشبكية العين, ويتطلب هذا الفحص وضع قطرة لتوسيع قاع العين لفحص الشبكية، ويكون الفحص سنوياً غالباً فى بادئ الأمر ، وفي أغلب الأحيان ليست هناك أعراض في البداية, وقد لا يحدث تغير في قوة الإبصار حتى يصل المرض إلى مرحلة متقدمة، وبعدها يبدأ المريض في الإحساس بضعف في قوة الإبصار، عندما يبدأ الارتشاح في إتلاف مركز الإبصار بالشبكية, وقد يحدث فقدان مفاجئ في الإبصار نتيجة النزف الحاد في الشبكية والجسم الزجاجي، ويمكن علاج تغيرات الشبكية الناتجة عن مرض السكري بواسطة جراح متخصص فى علاج أمراض الشبكية، وتعتمد طريقة العلاج على مرحلة المرض.. فيمكن علاج الارتشاح حول مركز الإبصار بعمل أشعة ليزر, وهي عبارة عن ضوء شديد يتم توجيهه بواسطة عدسة وجهاز خاص إلى أماكن الارتشاح وسدها, وكذلك يمكن علاج الأوعية الدموية غير الطبيعية التي تؤدى إلى حدوث النزف, وذلك بواسطة أشعة الليزر أيضاً، والليزر ليس خالياً من المضاعفات والآثار الجانبية, ويجب أن يستخدم بواسطة أطباء مدربين تدريباً عالياً على استخدامه.
مراحل العلاج
* د / وليد هل بالإمكان علاج الشبكية ؟ وماهي طرق العلاج ؟
- مع تطور الطب وخصوصا فيما يختص بالعيون فإنه بالإمكان علاج 90% من الحالات لإصلاح الشبكية و33 %من الحالات التي تُعالج بإعادة الشبكية لموقعها يُصبح لديهم حدة بصر ممتازة خلال 6 أشهر من العملية.، وهناك عدة طرق للعلاج مثل العلاج بأشعة الليزر Laser Photocoagulation إذا كان الانفصال صغيرا ومحدودا يمكن حرق جوانب التمزقات في الشبكية بواسطة أشعة الليزر مما يؤدي إلى تكوين أنسجة ليفية تسد أطراف التمزق وبالتالي تمنع السوائل من التسرب بين الشبكية والمشيمية، والعلاج بأشعة الليزر يتم تحت تخدير موضعي، والعلاج بالتجميد، يُستخدم أوكسيد النايتروز لتجميد الأنسجة خلف التمزق في الشبكية وبالتالي تكوين أنسجة ليفية لسد أطراف التمزق , يكون العلاج في العيادة الخارجية وتحت تخدير موضعي، والعلاج الغازي ينفع على وجه الخصوص للانفصال الشبكي في الجزء العلوي من العين , ويتم بحقن فقاعات صغيرة من غاز خاص لهذا الغرض أو الهواء في الجسم الزجاجي تحت تخدير موضعي , تطفو هذه الفقاعات وترتفع للأعلى
وتضغط على الشبكية وتُلصقها بالمشيمية. يمتص الجسم هذه الفقاعات ويستبدلها بسوائل , ويُمتص الهواء خلال أسبوع أو أثنين.
من الغازات التي تُستعمل لتثبيت الشبكية غاز سلفاهيكسافلورايد وغاز بيرفلوروبروبين, وهذه الغازات يمتصها الجسم أبطأ من امتصاصه للهواء خلال 2 - 6 أسابيع، يمكن ستخدام أشعة الليزر أو التجميد كذلك لتثبيت الشبكية في مكانها ،العلاج بتحزيم صلبة العين أكثر أنواع العلاج استخداماً ويتم بوضع ضمادة أو حلقة من السيليكون على صلبة العين لتضغط على الشبكية وتثبتها في مكانها. الحلقة غير مرئية ودائمة إلا في حالات الأطفال يجب تبديلها لمواكبة نمو عين الطفل، الحلقة تضغط على العين فتزيد من طولها وهذا يؤدي إلى قصر النظر أو زيادة شدة قصر النظر إذا كان موجوداً أصلاً. تُستخدم أشعة الليزر أو التجميد كذلك لتثبيت الشبكية في مكانها، العلاج بإزالة الجسم الزجاجي، عندما يكون الانفصال كبيرا أو مع وجود نزيف في الجسم الزجاجي يُعيق الرؤية أو العلاج يتم إزالة الجسم الزجاجي وتبديله بالهواء أو بالغاز أو بزيت السيليكون أو بسائل سيلين للضغط على الشبكية لتلتصق بجدار العين.
الوقاية من الانفصال
* كيف نتقي انفصال الشبكية وما الطريقة المثلى لفحص العين ؟
- الوقاية من انفصال الشبكية يكون بالفحص الدوري لقاع العين للذين لديهم عوامل خطورة لحدوث انفصال الشبكية، ومراجعة الطبيب المختص عند الشعور بأي من أعراض انفصال الجسم الزجاجي أو شبكية العين، وخاصة الذين لديهم عوامل الخطورة ،والمراحل الأولى من إصابة شبكية العين تستلزم المتابعة المستمرة مع طبيب العيون وفي المراحل المتقدمة يستخدم الليزر في علاج مضاعفات شبكية العين وذلك بكي المنطقة المتأثرة ومنع تطور المرض للمنطقة السليمة من الشبكية ويتم معالجة المضاعفات الأخرى مثل الكتاركت (المياه البيضاء) والجلوكوما جراحياً، والطريقة المثلى لفحص العين تكون بزيارة طبيب العيون وتسجيل جميع الأعراض الخاصة بالنظر مثل زغللة النظر وكذلك أي عمليات جراحية أجريت للمريض سابقاً، إضافة إلى ذلك قياس قوة الإبصار وضغط العين وتوسيع حدقة العين وفحص قاع العين، وإذا كان الفحص طبيعياً لقاع العين فيلزم مراجعة الطبيب سنوياً لإجراء نفس الفحوص، أما إذا وجدت تغيرات مرضية في الشبكية فقد يتم إجراء تصوير ملون لقاع العين بمادة الفلوروسين لمعرفة مدى احتياج المريض للعلاج.
مميزات جهاز الشبكية
من مميزات جهاز علاج الشبكية بالليزر أنه يعالج أمراض الشبكية المرتبطة بمرض السكري والأمراض الأخرى كارتفاع ضغط الدم ويعتبر هذا الجهاز الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط من ناحية التكنولوجيا المستخدمة فيه، كما أنه الأكثر أمانا على قرنية العين، ومن مزاياه أيضا التقليل من أثر قوة الليزر على القرنية وتركيزها في الشبكية، ومن مزاياه دقته المتناهية في ضرب أماكن محددة جدا في الشبكية دون التعرض للأماكن التي لايراد علاجها، وهذا الجهاز متعدد الألوان والموجات لمواءمة طبيعة الحالة للحصول على نتائج أنجع في العملية وراحة للمريض أثناء المعالجة.