اعتلال الشبكية السكري من أخطر الأمراض التي من الممكن أن تصيب العين، وهناك أمور ضرورية يجب على مرضى السكري فعلها؛ لتجنب الإصابة به، من أهمها اتباع الفحص الدوري للاكتشاف المبكر لأمراض العين، والتنظيم الجيّد للسكر وضغط الدم في الحد الطبيعي، وتنظيم نسبة الدهون بالدم، والتوقف عن التدخين نهائياً، وعلاج فقر الدم، وكذلك المتابعة الحثيثة أثناء الحمل بالنسبة للنساء، إضافة إلى الإبلاغ عن أي تغيرات في النظر والوقاية من التهابات العين وعلاجها - إن وجدت - مع متابعة الإصابة بالمياه البيضاء والزرقاء ومعالجتها. وحول هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور توفيق البياتي طبيب العيون المتخصص في أمراض الشبكية. في البداية ما الآثار الجانبية لمرض السكر على العين؟ - إن لمرض السكر تأثيرات ومضاعفات كثيرة على العين، قد تؤدي في الكثير من الأحيان لنقص القدرة البصرية، وفي الأحيان الأخرى تؤدي إلى فقدان البصر بشكل كلي، ومن بين هذه التأثيرات ما يسمى بمرض الشبكية السكري؛ إذ يحدث نتيجة تلف في جدار الأوعية الدموية للشبكية؛ ما يسبب حدوث ارتشاح ونزف داخل العين، واستمرار حدوث مثل هذا الارتشاح يؤدي في النهاية إلى تلف الشبكية، وفي كثير من الأحيان تتكون أوعية دموية غير طبيعية على سطحها تكون في العادة ضعيفة وعرضة لحدوث نزيف حاد. كل هذه التغيرات إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب تؤدي إلى حدوث نزيف وفقدان الإبصار. أكثر عرضة للإصابة بالماء الأبيض والأزرق ومرضى السكر معرضون للإصابة بالمياه البيضاء، وهي عتامة العدسة التي تؤدي إلى ضعف قوة الإبصار، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد؛ فمرضي السكر عرضة للإصابة أيضاً ب(الجلوكوما) المياه الزرقاء، أو ارتفاع ضغط العين المسبب لتلف العصب البصري، وهو ما يتطلب العلاج بشكل مبكر وجيد. تزايد فرص الإصابة هل كل مرضى السكر معرضون للإصابة بتغيرات الشبكية؟ - ليس بالضرورة، ولكن تزداد فرص الإصابة بمضاعفات مرض السكر وتأثيراته الجانبية على الشبكية بزيادة مدة الإصابة بمرض السكر، ولكن درجة ارتفاع السكر في الدم تؤثر في مقدار التغيرات في الشبكية. وفي إحدى الدراسات الطبية وُجد أن المرضى الذين يحافظون على مستوى السكر في الدم في المعدلات الطبيعية أقل تعرضاً للإصابة بمرض الشبكية السكري، بالمقارنة بالمرضى الذين يرتفع مستوى السكر عندهم عن المعدلات الطبيعية.. ومن ثم فإننا نطلب من جميع مرضى السكر متابعة معدل السكر في الدم والتأكد التام من أنه يقرب من المعدل الطبيعي. الأعراض ما أعراض الإصابة بمرض الشبكية السكري؟ - في أغلب الأحيان ليست هناك أعراض في البداية, وقد لا يحدث تغير في قوة الإبصار حتى يصل المرض إلى مرحلة متقدمة، وبعدها يبدأ المريض في الإحساس بضعف في قوة الإبصار، عندما يبدأ الارتشاح في مركز الإبصار بالشبكية, وقد يحدث فقدان مفاجئ في الإبصار نتيجة النزف الحاد في الشبكية والجسم الزجاجي. الفحص الدوري كيف يتم التعرف على مرض الشبكية واكتشافه مبكراً قبل حدوث تلف الشبكية؟ - يجب فحص مرضى السكر فحصاً دورياً بواسطة طبيب العيون المتخصص في علاج أمراض الشبكية؛ للتأكد من عدم وجود تغيرات بشبكية العين، ويكون الفحص سنوياً غالباً في بادئ الأمر. الليزر في العلاج هل يمكن علاج تغيرات الشبكية الناتجة من مرض السكر؟ - نعم بكل تأكيد؛ إذ يمكن علاج هذه التغيرات بواسطة متخصص في علاج أمراض الشبكية، وتعتمد طريقة العلاج على مرحلة المرض.. فيمكن علاج الارتشاح حول مركز الإبصار بعمل أشعة ليزر يتم توجيهها بواسطة عدسة وجهاز خاص إلى أماكن الارتشاح وسدها، وكذلك يمكن علاج الأوعية الدموية غير الطبيعية التي تؤدي إلى حدوث النزف، وذلك بواسطة أشعة الليزر أيضاً. التدخل الجراحي كيف يتم علاج النزف والارتشاح الناتجَيْن من مرض السكر؟ - العلاج الوحيد هو عمل الليزر، أما إذا كانت كمية النزيف كثيرة فإن العلاج الأفضل هو إجراء عملية جراحية لإزالة الجسم الزجاجي والنزف، وتوقيت مثل هذه العملية يعتمد على حالة الشبكية. الانفصال الشبكي التليفي هل يتسبب مرض السكر في حدوث انفصال شبكي؟ - نعم.. قد يحدث في بعض الحالات أن يتكون تليف على سطح الشبكية؛ الأمر الذي قد ينتهي إلى انفصال شبكي تليفي. إزالة الجسم الزجاجي هل يمكن علاج مثل هذا الانفصال الشبكي؟ - نعم.. يمكن علاج الانفصال الشبكي الناتج من مرض السكر، ويتطلب هذا إزالة الجسم الزجاجي وإزالة التليف، ولا بد هنا من تأكيد ضرورة إجراء مثل هذه الجراحة بواسطة جراح متخصص في جراحات الشبكية والجسم الزجاجي. الحفاظ على مستوى السكر والضغط هل من نصيحة أخيرة؟ - أهم نصيحة هي المحافظة على مستوى السكر في الدم إلى الحد الطبيعي بقدر الإمكان، وهي الطريقة الوحيدة والمثلي للوقاية من الإصابة بمضاعفات مرض السكر, وكذلك عن طريق الكشف الدوري على الشبكية وضغط العين للتأكد من سلامتها والعلاج المبكر إذا تتطلب الأمر.