يعتبر اعتلال الشبكية السكري من أهم أسباب ضعف أو حتى فقدان البصر على مستوى العالم. وتكمن أهمية الحديث عنه أنه يمكن تفاديه أو الوقاية منه بإجراءات بسيطة وأمنة. السكر غير المنضبط يعتبر تقادم العهد بمرض السكر دونا عن أي أسباب أخرى السبب الرئيسي لاعتلال الشبكية السكري. وصحيح أن التظيم الدقيق لمستوى السكر وضبط اي مستويات أخرى لضغط الدم والدهون ووظائف الكلى يؤدي إلى بطء وعدم تطور الاعتلال السكري، إلا أن ذلك لا يعفي تماما من الاعتلال السكري. ارتشاح ونزيف بالجسم الزجاجي يؤثر مرض السكر على الشعيرات الدموية في كل جسم الإنسان ومن ضمنها شبكية العين، مما يؤدي إلى حدوث: - ضعف بجدار الشعيرات الدموية وحدوث الارتشاح السكري بمقلة الإبصار أو نزيف بداخل الشبكية. - انسداد بالشعيرات الدموية وحدوث ضعف التروية بأنسجة الشبكية مما يؤدي إلى نمو الأوعية المستحدث والتي قد تؤدي إلى نزيف بالجسم الزجاجي أو تلفيات الشبكية. فقدان البصر في البداية لا توجد أية أعراض باستثناء ظهور سحابات أو ذبابات طائرة، ثم قد يعاني المريض من ضعف في الرؤية وخصوصا في الرؤية المركزة والقراءة. ثم قد يعاني المريض من فقدان مفاجئ بالرؤية نتيجة حدوث نزيف بالجسم الزجاجي أو انفصال شبكية العين. الفحص الدوري لقاع العين الفحص الدوري في الموعد المحدد ولدى الطبيب المتخصص هو السبيل الوحيد للاكتشاف المبكر وبالتالي تفادي المضاعفات الشديدة أو فقدان البصر، وذلك بإجراء علاج بالليزر في الوقت المناسب. ليزر علاج الشبكية يعتبر ليزر الأرجون هو العلاج الأساسي سواء لارتشاح المقلة السكري أو ضعف التروية. وهو من العلاجات الآمنة والفعالة بشرط إجرائه في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. وفي حالة عدم إمكانية إجراء الليزر سواء لوجود عائق مثل النزيف أصبح بالإمكان علاج الشبكية السكرية بواسطة حقن مادة معينة تساعد في تقوية الأوعية الدموية ومقاومة الأوعية المستحدثة. وقد وفرت التقنية الحديثة الكثير من الوسائل التشخيصية مثل الفحص بالماسح الطبقي أو الموجات فوق الصوتية أو أشعة، بالإضافة إلى الوسائل الجراحية مثل جراحة الجسم الزجاجي مع حقن الغاز أو زيت السيليكون. د. محمد عبد المعبود - استشاري أمراض الشبكية والجسم الزجاجي