سيتلقى أكبر مشروع لعلاج مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) دفعة هذا الأسبوع عندما تبدأ خمسة مستشفيات في أغنى إقليم بجنوب إفريقيا تجربة توزيع دواء منقذ للحياة ومضاد لفيروس اتش.أي.في.الارتجاعي. وقال مسؤولون إن إطلاق المشروع التجريبي اليوم الخميس في إقليم جواتنج الذي يتضمن جوهانسبرج يشهد بأن الحكومة نفذت تعهداً بإتاحة الأدوية المضادة لفيروس الإيدز الارتجاعي في جنوب إفريقيا الدولة صاحبة أكبر عدد من المصابين. ويبلغ عدد الحاملين لفيروس اتش.اي.في.المسبب للإيدز 5.3 ملايين من أصل 45 مليوناً هم عدد السكان. ولكن في نفس الوقت الذي يستعد فيه أطباء جواتنج لعلاج المرضى المحتاجين اتهم زعماء المعارضة حكومة الرئيس ثابو مبيكي باستغلال توزيع الأدوية لكسب أصوات الناخبين على أعتاب الانتخابات العامة يوم 14 من أبريل نيسان. وقال زعيم التحالف الديمقراطي المعارض توني ليون في إحدى الحملات الانتخابية (من حقنا أن نسأل: لماذا التأخير؟)، وأضاف ليون (ومن حقنا أن نسأل لماذا تفعلونها قبل 14 يوماً من الانتخابات؟). ونفى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الذي يتوقّع أن يحقق فوزاً قوياً في الانتخابات تلك الاتهامات، وقال إنها محاولة من المعارضة للحصول على أصوات المنتخبين الخائفين. وجواتنج من بين التسعة الأقاليم الأوائل التي ستوزع مضادات ارتجاع الفيروس بعد أن قررت الحكومة العام الماضي إسقاط معارضتها لإتاحة تلك الأدوية والبدء في برنامج وطني للعلاج من الإيدز. وبدأ إقليم وسترن كيب حول كيب تاون برنامجه المستقل في وقت مبكر من هذا العام ومن المتوقَّع أن تعقبه أقاليم أخرى في الأسابيع القادمة بينما تعلن الحكومة عن مناقصات مع شركات أدوية لضمان توافر إمداد ضخم من العقاقير. وقال مسؤولون إن 50 ألف جنوب إفريقي سينتظمون في البرنامج بحلول نهاية العام ليرتفع 1.4 مليون عام 2009 بتكلفة إجمالية تبلغ 4.4 مليارات راند جنوب إفريقي (700 مليون دولار أمريكي). وقال مسؤولون في الإقليم إنه ليس من المتوقّع أن يشارك مبيكي ولا وزير الصحة في تدشين البرنامج اليوم الخميس. وقال أطباء إن بعض المرضى الذين سيتجشمون عناء الرحلة إلى المستشفيات المحلية يوم الخميس على أمل الحصول على الدواء سيرجعون صفر اليدين. فالمسجلون لدى العيادات ومن تتوافر فيهم معايير تشخيص صارمة هم وحدهم الذين سينالون العقار.
