وسط أنقاض منازل دمرها جنود إسرائيليون تناضل ندا الاغا (16 سنة) وعائلتها للصمود في مخيم اللاجئين برفح. أصيب والداها بنيران إسرائيلية واخترقت الطلقات جدران غرف البيت على مقربة من برج مراقبة إسرائيلي على الحدود ولكن العائلة لن ترحل. قالت ندا في المخيم المدمر بالقرب من حدود غزة مع مصر (توقعنا أن يدمروا البيت. لكننا لا نملك نقوداً لاستئجار بيت في مكان آخر). تعيش عائلتها على طرف منطقة مدمرة من المنطقة العازلة التي انتزعتها إسرائيل من رفح تلامس الحدود فيما تسميه حملة مستمرة للتخلص من مسلحين فلسطينيين وما تزعمه من اكتشاف أنفاق يستخدمونها لتهريب أسلحة من مصر. وبتوقف عملية السلام يعتزم رئيس وزراء إسرائيل ارئييل شارون إجلاء المستوطنين اليهود من غزة للتقليل من تزايد الهجمات المسلحة عليهم وعلى قواته في المستوطنات. ولا تمثِّل خطته لفك الاشتباك عزاء للفلسطينيين على خط رفح الأمامي. قالت عبلة التي تقيم في رفح مشيرة إلى ثقوب الطلقات في غسالتها (هذا ما يتحدثون عنه. ولكن من يعرف). ويذكر أن وزارة الحرب الإسرائيلية قد نصحت شارون بمعقولية الانسحاب من غزة عدا شريط ضيق على الحدود مع مصر. وتزايد القتال في غزة منذ أعلن شارون خطته. ويبرز هذا الانسحاب بوضوح اعتراف شارون بالهزيمة أمام المسلحين الفلسطينيين الذي اقلقوا وجود المستوطنين والجنود في غزة، ولهذا فإن شارون يحاول تحقيق انتصار ما ولو عن طريق قصف المدنيين وتدمير منازلهم.. واغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس وزعيمها الروحي خارج مسجد في غزة يوم 22 مارس - آذار الحالي مما أدى بالحركة إلى التوعد بانتقام شامل وهددت إسرائيل بقتل المزيد من القيادات الفلسطينية. وتعيش عائلات في بيوت اخترقتها الطلقات على أطراف منطقة الموت في رفح في خوف مستمر من سقوطهم ضحايا أو فقدان بيوتهم. ينامون في الغرفات الخلفية في أمان نسبي من نيران إسرائيل. قال محمد حسن منصور مشيراً إلى جدر بيت جاره (إذا ذهبت إلى هناك سيبدؤون في إطلاق النار). وتقول وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن القوات الإسرائيلية هدمت 1400 بيت في غزة وأكثر من 900 في رفح وحدها منذ قيام الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وتقول إن نحو 15000 شخص أصبحوا مشردين. وتزعم إسرائيل أن عملياتها العسكرية في رفح تهدف إلى منع الهجمات الفدائية. ويقول فلسطينيون انه كثيراً ما تدخل دبابات وجرافات إسرائيلية رفح ليلاً تحت غطاء من النيران فيهرب السكان مذعورين. ويقول سكان إن أغلب مداهمات الإزالة حدثت في أواخر 2003 ولكن المزيد نسف بعد ذلك. وقال بيتر هانسن رئيس أونروا (عادة عندما تأتي الدبابات في الثانية صباحاً لا يوجد وقت سوى للفرار بملابس النوم. وكل هذا يعطي بالتأكيد شعوراً بعدم الأمان). وينتقل فلسطينيون فقدوا بيوتهم للإقامة مع أقارب أو استئجار شقق إذا استطاعوا بينما يستمر آخرون في الإقامة في بيوت متداعية. قالت أم محمد التي تعرض بيتها بالقرب من الحدود لنيران آلية من الطائرات (يطلقون النار كل ليلة). وأضافت انه عندما يشتد القصف تمضي هي وعائلتها الليل في أماكن أحرى. وأضافت (تعرضنا للقصف ست مرات في الشهر الماضي).