استمر وعلى نطاق واسع عربيا ودوليا التنديد بتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئييل شارون إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حيث انضم إلى هذه الانتقادات بطريرك اللاتين في القدسالمحتلة، في وقت تزعم فيه الولاياتالمتحدة ان خطة الإرهابي شارون للانسحاب من غزة يمكن ان تسهم في تحريك جهود التسوية المتعثرة.. فعلى الصعيد الميداني ذكر موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية على الانترنت أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على قوة عسكرية إسرائيلية في منطقة الحدود مع مصر قرب رفح. وأفادت الصحيفة بأن القوات لم تبلغ عن وقوع أي إصابات أو أضرار. ومن ذات المنطقة زعمت تقارير أذاعها راديو إسرائيل ان الجيش الإسرائيلي دمر نفقا يستخدمه النشطاء الفلسطينيون ويمر تحت الحدود بين مصر وقطاع غزة. وأضافت التقارير ان النفق اكتشف في بلدة رفح الحدودية وان الجيش الإسرائيلي كان قد بدأ عملية تفتيش واسعة منذ مساء الاثنين بهدف قطع الطريق على الأسلحة والذخائر التي تمر إلى النشطاء الفلسطينيين. ومن جانب آخر حذّر بطريرك اللاتين في القدسالمحتلة ميشيل صباح إسرائيل من اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ونسب راديو إسرائيل إلى صباح قوله في كلمة أمس الثلاثاء ان مثل هذا العمل من شأنه إلحاق مزيد من الضرر بالوضع الأمني في إسرائيل. فيما يتصل بجهود التسوية المتعثرة فقد أعلن السفير الأميركي في القاهرة ديفيد ولش ان انسحاب إسرائيل من بعض المناطق الفلسطينية في إطار خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئييل شارون للفصل مع الفلسطينيين يمكن ان تكون (مفتاحا) لتفعيل العملية السلمية، على حد تعبيره. وقال ولش في مقابلة بثتها محطة نايل تي. في التلفزيونية المصرية (إذا كان ثمة قرار لدى الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من بعض الأماكن (في الأراضي الفلسطينية المحتلة)، قد يكون ذلك مفتاحا لتفعيل عملية) السلام. وكان ولش يرد على سؤال: كيف يمكن ان تؤدي خطة شارون للفصل مع الفلسطينيين إلى تحقيق رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش المتعلقة بإنشاء دولتين فلسطينية وإسرائيلية وتطبيق خارطة الطريق؟ واوضح السفير الأميركي ان انسحابا إسرائيليا يجب ان يكون (منسجما) مع خارطة الطريق (ويقربنا من رؤية الرئيس بوش)، موضحا ان خارطة الطريق هي (وسيلة) ستؤدي إلى السلام. وسئل ولش هل ستكون هناك خطوات موازية لخطة الانسحاب الإسرائيلي، فاوضح ان هذه المسألة هي موضوع مناقشات بين مختلف الأطراف ومنهم مصر والأردن. ولم يقدم مزيدا من الإيضاحات. وردا على الصحافي الذي سأله ما إذا كانت وزارة الخارجية الأميركية تعتبر، على غرار الحكومة الإسرائيلية، ان ليس هناك شريك فلسطيني من اجل السلام، قال، (من وجهة نظر عملية... هناك السلطة الفلسطينية، لكنه استدرك زاعما أن المشكلة ليست منظمة ومؤهلة كفاية لتحمل مسؤولياتها في إطار خارطة الطريق او اي عملية أخرى). وأعلن ولش (من غير المقبول بالنسبة الينا ألا يبذل أحد شركائنا جهوداً في وقت نسعى نحن إلى وقف العنف)، موضحا ان (عليهم - الفلسطينيون - تنظيم أنفسهم ليعملوا كحكومة). وسئل عن أداء رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع، فأجاب: (لو شعرنا ان الأمور تسير على ما يرام لكنا قلنا ذلك). وفي ما يتعلق بالإصلاحات والمشروع الأميركي الشرق الأوسط الكبير، أكد ولش اننا لا نستطيع فرض شيء على البلدان، موضحا ان من الضروري عدم التعاطي مع هذه الخطة على أنها (مثيرة للإزعاج). من جهة أخرى، أشار ولش إلى ان زيارة مبارك المقررة الأسبوع المقبل إلى الولاياتالمتحدة تأتي في (وقت بالغ الأهمية) وهناك (فرصة) يتعين اغتنامها على جبهة النزاع العربي-الإسرائيلي وعلى الجبهتين الفلسطينية والعراقية. وعلى صعيد آخر بدأ رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أمس في القاهرة مع المسؤولين المصريين بحث تطورات الوضع في المناطق الفلسطينية ، وكان وصل إلى العاصمة المصرية ليل الاثنين الثلاثاء. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ان زيارة قريع (المفاجئة) ستستمر ثلاثة أيام. وتأتي الزيارة قبل أقل من أسبوع من زيارة من المقرر ان يقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك إلى الولاياتالمتحدة حيث سيجتمع مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في الثاني عشر من أبريل - نيسان.