تناولت الصحف الغربية عموما وفي مقدمتها كبريات الصحف البريطانية الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة العاهل المفدى فيصل بن عبدالعزيز لمصر مؤخرا بالتعليق والإشادة بالنتائج المهمة التي توقعت أن تؤول إليها محادثات الزعيمين الكبيرين على الصعيدين العربي والدولي فكتبت صحيفة الغارديان مقالا بعنوان (موافقة الملك فيصل نجاح كبير لمصر) جاء فيه: ***** لقد حقق الرئيس السادات حين حاز على موافقة الملك فيصل نجاحا كبيرا في مجال تعزيز مركزه في الداخل والخارج. لقد كانت مصر منذ حرب يونيو تحاول تجميع القوى العربية وراء استراتيجيتها الخاصة بإيجاد تسوية سلمية في الشرق الأوسط. وأي هدف بهذا الحجم لابد له لكي ينجح من دعم الملك وقالت: وبينما فشل الرئيس عبدالناصر بسبب ماضيه المناهض للسعودية كانت للرئيس السادات بمعونة اتصالاته الشخصية في المملكة العربية السعودية فرصة أكبر للنجاح. وأضافت تقول: وقد ذهب الرئيس السادات إلى حد إرضاء الملك بموافقته على إيمانه المطلق بأن على العرب أن يستلهموا الإسلام في كل عمل يقومون به وهو أمر لم يكن يفعله الرئيس عبدالناصر. وفي المقابل دعا الملكُ فيصلُ اللهَ أن يكون عونا للرئيس السادات في زعامته الحكيمة والرشيدة وناشد الدول العربية والإسلامية أن تدعم مصر التي عبر عنها الملك بالقلعة الحصينة حتى تستطيع القيام بالمهمة الملقاة على عاتقها. وفي ختام تعليقها قالت الغارديان: وقد أجرى السادات حملة تطهير واسعة مناهضة للسوفيات في صفوف رجال حكمه وفي عين الوقت عقد أول اتفاقية عربية مع روسيا بينما وثق علاقاته مع أكثر الزعماء العرب مناهضة للشيوعية وربما كان السادات ذكيا جدا حينما أدخل إلى بناء السياسة التي ينتهجها ما يمكن اعتباره أقوى الأعمدة جميعا. أما صحيفة التايمز فقد كتبت تقول: إن المحادثات التي استمرت أسبوعا بين الرئيس المصري أنور السادات والملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية ربما ينظر إليها حتى الآن كانتصار آخر في النطاق الدبلوماسي فالشيء الذي لا شك فيه هو أن الرئيس السادات قد كسب إلى جانبه حليفا مهما في محاولاته الوصول إلى تسوية عادلة للصراع في الشرق الأوسط. وأضافت تقول: إن مصر في مقابل ذلك قد أعطت المملكة العربية السعودية تأييدها لمتابعة السياسة الحالية التي تعتمد على تسوية مشكلات الخليج العربي بطريقة أبعد ما تكون عن قلب الاستقرار في المنطقة. وبالنسبة للدعم العربي لدول المواجهة قالت الصحيفة في ختام مقالها: وعلى أية حال بخلاف ليبيا التي قطعت معونتها السنوية للأردن والكويت التي أوقفت نصيبها مؤقتا فإن المملكة العربية السعودية قد استمرت في تأييدها الاقتصادي كما أنها حاولت أن تتوسط بين الملك حسين والفدائيين.