حل السكرتير الأول للحزب الشيوعي السوفييتي نيكيتا خروتشوف محل نيكولاي بولجانين في رئاسة الاتحاد السوفييتي، ليصبح خروتشوف أول زعيم يجمع بين أكبر منصبين في الاتحاد السوفييتي منذ رحيل جوزيف ستالين. ولد خروتشوف لأسرة من المزارعين الأوكرانيين في عام 1894. وعمل في المناجم قبل انضمامه إلى الحزب الشيوعي السوفييتي في عام 1918. في عام 1929، انتقل خروتشوف إلى موسكو وبدأ يتدرج المناصب بالحزب حتى أصبح السكرتير الأول للحزب الشيوعي الأوكراني عام 1938. وصار ملازما لجوزيف ستالين الذي رأس الاتحاد السوفييتي منذ عام 1924. وعندما مات ستالين في 1953، بدأ الصراع يشتد بين خروتشوف وجورجي مالينكوف، خليفة ستالين المختار، على منصب سكرتير أول الحزب الشيوعي السوفييتي. وبالرغم من فوز خروتشوف بالمعركة وحصوله على المنصب، إلا أن مالينكوف حصل هو الآخر على منصب أكثر رسمية وهو رئاسة الاتحاد السوفييتي. في عام 1956، ندد خروتشوف بستالين وسياساته الاستبدادية في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي. وقد لقي برنامج خروتشوف المناهض لستالين معارضة ضارية من بعض المتزمتين في الحزب الشيوعي. حتى بات استبعاد خروتشوف من منصبه بأمانة الحزب وشيكا. ولكن بعد صراع وجيز، ضمن خروتشوف إزاحة مالينكوف وباقي أعضاء الحزب البارزين والمعارضين له من طريقه. وفي عام 1958، أعد خروتشوف نفسه لتولي رئاسة الاتحاد السوفييتي. وفي السابع والعشرين من مارس من العام نفسه، صوتت المحكمة السوفييتية العليا والهيئة التشريعية السوفييتية بالإجماع على حصول خروتشوف على منصب الرئاسة. وبذلك أصبح خروتشوف الزعيم الأوحد للاتحاد السوفييتي بدون منازع. اعتمد خروتشوف على سياسة (التعايش السلمي) مع الغرب. كما منح للاتحاد السوفييتي الريادة في السباق الفضائي بإطلاق الأقمار الصناعية الأولى وأيضا رواد الفضاء في عهده. وكان لزيارة خروتشوف للولايات المتحدة في عام 1959 أثراً واضحاً في تحسين العلاقات الأمريكية السوفييتية. ولكن تلك العلاقات لم تلبث أن تعرضت لانتكاسات كبيرة في مطلع الستينات. ففي عام 1960، انسحب خروتشوف من قمة معرض (يو تو) الذي جمع بين أكبر أربع قوى في العالم. وفي عام 1961، أجاز خروتشوف بناء سور برلين كحل عنيف للمسألة الألمانية الشرقية. ثم كان أكتوبر من عام 1962، الذي أوشك فيه كل من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على الدخول في حرب نووية بسبب نقل الاتحاد السوفييتي لصواريخه النووية إلى كوبا.