من منّا لا يحب قراءة الكاريكاتير أو التعليق عليه؟ أنا أؤكد ان الجميع يحب قراءة الكاريكاتير لما فيه من طرافة وفكاهة ويكفي أنه يرسم البسمة على الشفاه وقد يعالج بعض الخلل في المجتمع. إن رسامي الكاريكاتير يحاولون جاهدين من خلال التعليقات الطريفة معالجة بعض السلبيات في المجتمع وإيجاد الحلول المناسبة لها فلا شلت أيمانهم على هذه التعليقات. ومن خلال صفحات الجزيرة طالعنا احد رسامي الكاريكاتير بزوج عاطل يخدم زوجته أثناء غيابها واستميح رسامنا عذراً في التعليق على ذلك. فأولاً: يا رسامنا العزيز ألا ترى أنك قد بالغت كثيراً عندما أسندت أعمال المطبخ التي هي أصلاً من شؤون المرأة الى هذا الزوج المسكين ؟ فأنا معك في أن هناك أعداداً كبيرة من الأزواج العاطلين الذين قد يقضون يومهم نوماً وليلهم سهراً وزوجاتهم هن اللائي يقمن على شؤون المنزل وتدبيره ولكن لا تصل لدرجة ان يقوم الرجل بالطبخ وكأنه المرأة ألا تلاحظ أنك قد انقصت قدر الرجل واجحفت في حقه؟ الرجل وان كان عاطلاً والمرأة وإن كانت عاملة متخاذلة لا تحب العمل داخل المنزل ولا تتحمل المسؤولية فلا تصل في مجتمعنا السعودي المحافظ وبالذات الى دخول الرجل المطبخ وتقشير البصل وتقطيعه. فالرجل له دور في الحياة يختلف تماماً عن دور المرأة وان كان كلاهما مكملاً للآخر.. فالرجل الشرقي خاصة لديه كرامة لا يحب ان تهان حتى وإن كان من قبل زوجته.. ألا تلاحظ ان أعداد الطلاق تزداد يوماً بعد يوم؟ ألا تتفق معي على ان عمل المرأة احد أسباب هذا الطلاق؟ لأن المرأة بعد ان تأتي متعبة ومتأخرة لا يسعها الوقت لإكمال أعمال المنزل ومتطلبات الزوج فتبدأ المشاحنات بينهما مما يؤدي الى الطلاق. ولو أن كل رجل عمل كما عمل صاحبنا في الكاريكاتير لوجدنا ان نسبة الطلاق قليلة جداً والتي سبق وذكرت أهمها (عمل المرأة). إذن تلك الحالة شاذة لا يقاس عليها. ثانياً: المرأة في مجتمعنا ولا أقول عند الكل بل عند البعض مهضوم حقها فهي تعمل في عملها صباحاً ومن ثم تأتي مرهقة وتدير شؤون منزلها بنفسها وترعى مصالح أطفالها وتتولى تعليمهم والإشراف عليهم وتنفق من مالها الخاص على منزلها وبعد كل هذا أتريد الزوج يدخل المطبخ ليطبخ ويعمل عمل زوجته وتسند إليه أعمالاً ليست من صميم عمله. لو ان البعض ولا أقول الكل عمل كعمل صاحبنا لأقفلت مكاتب الاستقدام أبوابها وكسد سوقها وقلت الخادمات في المنازل ما دام هذا الزوج سيقوم بعمل الخادمة ولكن كما ترى مكاتب الاستقدام تزداد يوماً بعد يوم. الكاريكاتير وان كان فيه شيء من المبالغة إلا أنه لطيف جداً لكنه شاذ في مجتمعنا المسلم الذي وضح حقوق وواجبات كلا الطرفين (ولكن لكل قاعدة شواذ). مع تمنياتي لرسامنا بالتوفيق والاستمرار على هذا العطاء الرائع, وللعزيزة خالص شكري وتقديري.