مساء الإثنين السابع عشر من محرم كان مساء جميلاً للمثقفين وخصوصاً عشاق الشعر وذلك من خلال ملتقى قراءة النص الرابع الذي نظمه نادي جدة الأدبي عن مسيرة الشعر في المملكة تحت رعاية د. إبراهيم العواجي . الافتتاح كان في تمام التاسعة مساء بفندق الكعكي بجدة حيث قدم للأمسية الأستاذ محمد علي قدس أمين سر النادي وبدأ افتتاح الملتقى بكلمة رئيس نادي جدة الأدبي الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين قال فيها: أيها الحفل الكريم، مرحباً بكم جميعاً في ناديكم الأدبي الثقافي، الذي يعتز بمثقفيه ورواده.. وبفضل من الله وعونه، نلتقي مجدداً الليلة، وفي أيامنا الثلاثة القادمة، في مدار (قراءة النص) في حلقته الرابعة، وهذا المشروع الذي ينهض به النادي سنوياً، يتناول في كل عام حلقة من حلقات الدرس المعرفي في المسيرة الثقافية.. وأرجو ان تأذنوا لي بأن أشير إلى قلة المشاركات من النساء في هذا النشاط السنوي، رغم أننا أعطيناهن كما أعطينا المشاركين ستة أهلة، لكي يشاركن في البحث عبر المحاور المختارة منذ ذلك الوقت.! ***** أيها السيدات والسادة: لقد سمعنا وما زلنا نسمع، أن الشعر لم تعد العناية به جادة، على حين ان الجزيرة العربية وطن الشعر منذ العصر الجاهلي فكيف نتجاهله في منابر نزعم انها ذرى إشعاع!؟ والأذن العربية لا يطربها إلا الشعر الذي يهز المشاعر والنفوس، وسيظل الشعر المتميز الهوى والغناء والشجن والسلوى، وإن قيل إن الرواية غزت نبض الحياة، أعني الشعر، فلن يكون ذلك في الأذن العربية.. وهناك سبل أخرى تحفل بالشعر، مثل الصحافة والإذاعة والتلفاز من نشر الشعر والاحتفاء به.. هذا الملتقى الذي نبدأفيه الليلة الحفاوة بالشعر إنشاداً وبحثاً ودراسة أو تغنياً. أشكر معالي الأخ الدكتور إبراهيم العواجي، على تفضله برعاية هذا الملتقى المعرفي، ونحن حفيون به ومقدرون له هذه المشاركة الكريمة، رعاية وإنشاداً لعطائه الشعري المتميز، والشكر موصول لسعادة الشيخ عبدالمقصود خوجة.. كما نشكر معالي الأخ المهندس عبدالله المعلمي أمين محافظة جدة، لتفضله بمشاركتنا هذا النشاط السنوي، والأخ المعلمي بجانب انه مهندس فهو ذو حس أدبي، نجد ذلك في حديثه وثقافته، وليس ذلك غريباً، فوالده الأخ والصديق عليه رحمة الله أديب وشاعر ومتحدث وخطيب بارز، وقد كان في السلك العسكري، حتى وصل إلى رتبة فريق. وأشكر للاخوة والأخوات الباحثين والباحثات تفضلهم بهذا التواصل مع ناديهم، دعماً له بأداء المزيد من الدرس المعرفي، في ساحة جميلة من الوطن الغالي، في مدرسة جدة للنقد. واسمحوا لي كذلك بشكر أعضاء مجلس إدارة النادي في دعم هذا النشاط، والجنود العاملين من أجل إنجاز هذه الملتقيات السنوية، والشكر الصادق أزجيه إلى الأخوين الكريمين، الدكتور عبدالعزيز السبيل، والدكتور حسن النعمي، وهما دعامتان لهذا العمل الجاد ونجاحه بعد توفيق الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله. كلمة معالي أمين محافظة جدة المهندس عبدالله يحيى المعلمي: ان القراءة المجردة من أعمال الفكر تظل دائماً أسيرة قيود تكبل الألباب، وتحد من آفاق الإبداع.. أما القراءة الموجهة بقناعات مسبقة، والمحكومة بالأطر الجاهزة، فهي التي كانت، وما زالت، وراء ما عانت منه بعض مجتمعاتنا من انغلاق وجمود، وما شهدته الساحات الأدبية والفكرية من رفض وإقصاء، ولعل مما يحسب للنادي الثقافي الأدبي في جدة انه كان على الدوام سباقاً إلى المبادرات الإبداعية، وتواقاً إلى احتضان نسائم التجديد، دونما إفراط أو تفريط، وما مبادرة النادي في إقامة هذا الملتقى لقراءة النص عبر سنوات متتالية إلا دليل على تلمسه لأبعاد الأمر الرباني الخالد ومضامينه. لقد تركت دعوتكم لي للمشاركة في حفل افتتاح هذه الندوة أثراً بليغاً في نفسي وذلك من ناحيتين.. الأولى أن هذه الدعوة تأتي في وقت تتبنى فيه أمانة محافظة جدة توجهاً مفاده ان النهضة العمرانية والاقتصادية لمدينة جدة لا تكتمل دون ان يكون لها روح ترفرف في جنباتها.. وان روح هذه النهضة هي الثقافة والأدب والفنون، وتعبيراً عن ذلك أنشأت الأمانة مؤخراً إدارة عامة للثقافة والسياحة وكانت بذلك أول أمانة تولي مثل هذه المكانة للنشاط الثقافي والسياحي وتضعه على خارطة اهتماماتها، وفي طليعة أولوياتها. د. أحمد صالح الطامي قسم اللغة العربية، كلية الآداب - جامعة الملك سعود: لله الحمد والشكر والامتنان وعلى من أوتي جوامع الكلم نبينا محمد أفضل الصلاة والتسليم. ها نحن نلتقي رابعة في رحاب نادي جدة الأدبي الذي ما فتئ يضخ الدماء في جسد حياتنا الثقافية، يصل فيها ما انقطع بين الأدباء، وعشاق الكلمة وصناعها، ويحرك فيها ما ران عليه الخمول والكلال والجمود، ويتعهد جذور الفكر، وأشجار الكلمة، ويستزرع شجيرات الأمل في أفق ثقافتنا وأدبنا. هذا الملتقى السنوي تجسيد لهاجس يسكن أفئدة الأدباء، وسد لفراغ واسع كان الركود مرتعاً له، وإحياء لوشائج كادت تنقطع بانتظار زمان الوصل، فكان نادي جدة الثقافي الأدبي رائداً في أداء واجبه تجاه ذلك الواقع. وهو موقف لا يملك الأدباء نحوه إلا الشكر والتقدير والاعتزاز. ينعقد هذا الملتقى في مرحلة يواجه فيها وطننا وعالمنا العربي تحولات في مساراتها المختلفة، أثارت الكثير من التساؤلات، والمواجهة الشجاعة، والشفافية. ولقد أحسن النادي حين جعل النص عنوان هذا الملتقى السنوي. فالنص يظل بحاجة دائبة وملحة إلى قارئه أو قرائه، ويظل القارئ مسكوناً بالنص قراءة بعد قراءة. النص بكل أشكاله وأجناسه وأنساقه نائم أو ميت ينتظر أنفاس القارئ الفاعل بنظراته، وتساؤلاته، ونقده. إن الحركة الأدبية تحتل مساراً رئيساً وعميقاً في بينة ثقافتنا وفكرنا وتوجهنا . من هنا، جاءت الحركة الأدبية في بلادنا لتكون المحور الرئيسي لمتلقي هذا العام، لتخضع هذه الحركة، بعد قرن من انطلاقتها الحديثة في عهدنا السعودي، للمواجهة والمساءلة، ومن ثم لاستشراف المستقبل، في ظل عولمة ثقافية وفكرية لا مناص لنا من إدراكها والتفاعل معها ومواكبتها حتى لا نغرد مرة أخرى خلف السرب. إن الحركة الأدبية، وهي مكون رئيس من مكونات ثقافتنا وفكرنا، بحاجة مستمرة إلى وقفات جادة: نقداً، وتقويماً، ورفضاً، وتقديراً، واستشرافاً. وتزداد هذه الحاجة مع ثراء هذه الحركة وتوهجهها إبداعأً ونقداً، بعد ان تخطى الأدب في المملكة مرحلة الاستجابة وردة الفعل إلى مرحلة الفعل والتأثير. فهل حظيت هذه الحركة بما تستحق من اللقاءات والندوات والمؤتمرات؟ سؤال أترك إجابته لكم. لكن هذا الملتقي يأتي عكاظاً جديدة تشد إليها رحال الأدباء والباحثين في بلادنا، وليلقي هذا اللقاء النصوصي المتجدد حجراً بعد حجر في بحيرة من الماء الآسن. وهو نشاط يتوج أنشطة إصدارية متميزة، أصبحت من معالم الإصدارات الأدبية والنقدية على مستوى العالم العربي، والمتمثلة في مجلة علامات في النقد، ونوافذ، والراوي، وجذور. لعل من الفأل الحسن ان ينعقد هذا الملتقى لأول مرة بعد ان أصبح للثقافة وزارة كانت حلم المثقفين لعقود مضت، لترتقي الثقافة إلى استقلالية مأمولة تندمج مع الإعلام الذي هو، في الواقع، وجه من أوجه الثقافة. من أجل ذلك، انتعشت وكبرت آمالنا، وعانقت تطلعاتنا النجوم، ونحن ننتظر ان تستظل الأندية الأدبية تحت ظلال وزارة الثقافة والإعلام، وهي تتحمل هذه المسؤولية ومعها كل آمال أهل الفكر والأدب والثقافة في وطننا العزيز. لا أملك وقد شرفت بهذه الكلمة باسم زملائي المنتدين إلا ان أزجي الشكر والتقدير الصادقين إلى النادي الأدبي الثقافي بجدة، ممثلا برئيسه المخلص الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين وزملائه الناشطين من أعضاء النادي على هذا الجهد الجاد المثمر والمبارك، والمتابعة الصبورة، ودقة التنظيم، وحسن الضيافة. وفق الله اخوتي المشاركين وأخواتي المشاركات في هذا الملتقى، وأسأل الله أن يجمعنا دائماً على دروب العمل المخلص البناء من أجل خدمة أدبنا وثقافتنا ووطننا كلمة المنتديات ل د. فاطمة إلياس يجيء ملتقانا هذا العام - ملتقى قراءة النص الرابع - مهيباً مجللاً تزفه القصائد وتحفه كوكبة من الشعراء والشاعرات في موكب عكاظي عتيد يشهده ويباركه نخبة من الأدباء والمثقفين وبعض من باغتتهم سورة الكتابة وحمى الشعر. وتأتي أهمية هذا الملتقى من تخصيصه للشعر ومسيرته في السعودية عنواناً له وموضوعاً لمحاوره. فلقد واكب الشعر أحداث أمتنا العربية المتلاحقة وعبر عن أمالها وأمجادها التليدة، وانتكاساتها منذ العصور الجاهلية الأولى، أيام كان الشعر هو ديوان العرب ولسان حالهم ومطيتهم التي جابوا بها أفاق التاريخ ليطرزوا في ذاكرة الزمن أسطورة الزهو العربي، والإباء العربي والحب العذري ونماذج البطولة العربية، والعبقرية العربية التي فجرتها لغة الضاد بألقها وإبداعاتها. ومع ما منيت به أمة الضاد من انهزامات وانكسارات، تعرضت أيضا لغة الضاد.. وعاء شاعريتنا الذي لا ينضب .. إلى محاولات لسلخها من جذور الوعي العربي وسلبها وهجها المتجدد، وتجريدها بعنجهية من مرجعياتها التاريخية وقوالبها المتوارثة والتي رسخت في اللاوعي مشكلة ثقافتنا الجمعية، ليتوارى الشعر خجلاً بعد أن تهشمت قواعده على صخرة التجديد اللاواعي واللامسؤول، (ولا أقول كل التجديد) وتحت وطأة التغريب الذي تزامن مع انحسار القيم وفقداننا الثقة في مرجعية موروثنا الشعري والأدبي بصفة عامة مما أضعف الهمم وأدى إلى عجزنا عن تطويع اللغة والإحاطة بأسرارها إلى الهروب من قواعدها وقوانينها التي هي سر خلودها وعبقريتها والتي اجتهد في تنظيمها الأقدمون، لتغدو اللغة على يد بعض المتسلقين والمستسهلين من المستشعرين مسخاً هلامياً، ولتغدو القصيدة مجرد تهويمات عابقة ونسخة منقحة من تقاليد شعرية لا تحمل ثقافتنا ولا تمت إلى هويتنا الشعرية بصلة. مجردة من بصمتنا الشعرية التي سمونا بها ردحاً من الزمن. فالتجديد لا يعني تبديد موروثنا الشعري وهدم ما مضى أو تقويض أركان البناء الشعري التقليدي بل تفكيك شفراته وإعادة ترتيب مفرداته وتوزيع ثكناته التعبيرية. ومعضلة الصراع بين القديم والحديث وبين التقاليد الأدبية والحداثة هي مشكلة أزلية لا تقتصر على تراثنا الشعري بل تشمل جميع الأمم. ويبدو لي ان المشكلة تكمن في الخلط بين مفهوم التميز والتفرد لدى الشاعر وبين التجرد من التراث والتمرد عليه أو التنكر للأقدمين، بينما سر التفوق هو في مدى استيعاب النص الحديث لقوة ونبوغ النصوص القديمة وتجارب فحول الشعراء الخالدين ولا أقول تكرارها بل إعادة صياغتها وقولبتها في ديباجة جديدة تنسجها ثقافة المجتمع وخلاصة تجارب الشاعر وتفاعله مع عصره.. أي انه لا بد من وجود ما يسمى بالحس التاريخي (Historical Sense) كما عرفه T.S Eliot الشاعر البريطاني الأمريكي والذي يعني تمثل واستلهام حضور الماضي واستمراريته وليس فقط أفوله وانتهاءه (ماضويته) وهذا ما يجعل الشاعر يكتب مستحضراً ومستشعراً ليس فقط جيله وعصره بل أدب أمته منذ العصور الأولى وحتى الحاضر، مستلهماً ثقافتنا وتاريخنا بحيث ينصهر الماضي بالحاضر في وعي الشاعر في نظام توافقي آني ليبدع نصوصاً يستشرف بها المستقبل. وهذا لعمري ما يخلق شاعراً متميزاً ذا هوية شعرية عريقة وانتماء ثقافي متين. أيها السادة والسيدات.. لقد شرفت بإلقاء كلمة اللجنة النسائية في الجلسة الافتتاحية لهذا المحفل الشعري البهي فما عساي أقول وأنا صنيعة هذا النادي العريق الذي أفضل علينا نحن شقائق الرجال بتخصيص قاعة لنا بين جنبات النادي لتشهد ميلاد (جماعة حوار) والتي يرعاها سعادة الدكتور حسن النعمي والذي يؤكد في كل جلسة على أهمية صوت المرأة وريادتها، كما كانت للنادي المبادرة الأولى في دعوتنا لملتقيات قراءة النص سنوياً وإفراده قاعة لنا في مثل هذا الوقت من كل عام. وما هذا الملتقى إلا حلقة من سلسلة الندوات واللقاءات التي حرص عليها النادي الأدبي الثقافي بجدة وتميز بها ضمن نشاطاته الرائدة في إثراء الحياة الثقافية والفكرية في بلادنا. فهذه مطبوعاته وإصداراته الدورية والفصلية المتخصصة تغزو مكتباتنا وتنير عقولنا بطروحاتها النقدية الفكرية الجادة بدءا ب(علامات) و(نوافذ) و(جذور) وانتهاء ب(عبقر) آخر العنقود الذي توجت به منظومة دوريات النادي، والذي للأسف لم يصدر منها سوى ثلاثة أعداد ليتوقف هذا المنبر الذي كان يعول عليه كثير من الشعراء الشباب لنشر تجاربهم وإبداعاتهم وللتواصل مع رموز الشعر في عالمنا العربي من خلال تفرد (عبقر) بتخصيص جزء منها لأفق عربي في كل عدد.. وليته استمر! وهنا أجدها مناسبة للطلب من سعادة رئيس النادي إعادة إصدار (عبقر) مع تفهمنا الكامل لظروف النادي وإمكانياته. كما أجدها فرصة للمطالبة بدعم النادي ليس معنوياً فقد بل مادياً، فالثقافة يا سادة رياضة أيضا، والأديب والمفكر وهو يركض خلف الفكرة وخلق ومضات الحقيقة.. هو يستجدي جنبات الشعر (Meses) وبنات الأفكار، عدا عن ركضه خلف لقمة العيش، لا يقل لياقة بأي حال من الأحوال عن لاعب كرة القدم وهو يركض خلف كرة لعوب. هذا مع استبعاد إصابة الأديب أو المفكر بالرباط الصليبي الذي ولحسن الحظ لا علاج له إلا في مشافي باريس. فرياضة الأدب والثقافة هي نشاط فكري ومعرفي بحت غير ضار بالمفاصل وخال من كولسترول الهزائم المتتالية. لذا فإن الاستثمار فيه قوي المفعول ومضمون النتائج. أخيراً.. الشكر كل الشكر للسادة الضيوف ولرئيس النادي وجميع أعضاء النادي الفاعلين وأخص بالشكر هذا الساتر أو الجدار الفاصل الذي بيننا والذي مكننا من مشاركتكم أيها السادة هذا الملتقى وجميع الملتقيات الجادة، والذي كان وجوده (خلافاً للجدار الشاروني) ضرورياً لإضفاء الشرعية على وجودنا بينكم وليظل شاهداً على تفردنا، وإصرارنا على تخطي العقبات، أولاً وأخيراً على حرصنا على خصوصيتنا. ألقى بعد ذلك الشيخ عبدالمقصود خوجة الأديب المعروف وصاحب الاثنينية الشهيرة كلمة شكر فيها النادي ورئيسه على هذا النشاط المتألق وقال: لقد سعدت برؤية هذه الوجوه، وقدم الدعوة للمشاركين لتناول طعام العشاء مساء الثلاثاء بمنزله. بعد ذلك ألقى راعي الحفل د. إبراهيم العواجي عدداً من قصائده التي نالت الاستحسان وكانت ختام حفل الافتتاح. لقطات من حفل الافتتاح *تم توزيع إصدارات النادي على الحضور مع صورة للصفحة الثقافية ب(الجزيرة) عدد الإثنين. * كانت الحميمية سمة الجميع حيث كان الملتقى فرصة لالتقاء المثقفين من أنحاء المملكة. * أمسية د. العواجي كانت محل الاستحسان. * تواجد كثيف للصحفيين.