الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد، فإنه بات من المعلوم أن الفكرة الأساسية في إقامة معرض وسائل الدعوة إلى الله تحت شعار (كن داعياً) نبعت من معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وقد حظيت هذه المعارض بدعمه اللامحدود، وقيادته المتميزة منذ كانت فكرة حتى خرجت إلى النور بتجارب عديدة كانت البداية في الدام ومن ثم في جدة مرورا بالرياضوالقصيم ووصولا إلى المدينةالمنورة. وليس هذا المعرض الخامس لوسائل الدعوة إلى الله المزمع إقامته في المدينةالمنورة - بداية من يوم الثلاثاء 18-1-1425ه - هو الأخير، بل سيتلوه - إن شاء الله تعالى - معارض أخرى وذلك حسب خطة محكمة يشرف على تنفيذها معالي الوزير. فقد أمر بتشكيل لجنة منظمة لهذه السلسلة من المعارض يرأسها فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالله سرور الصبان وكبل الوزارة لشؤون التخطيط والتطوير، ويتفرع من هذه اللجنة لجان تعمل من أجل تنظيم هذه المعارض وخروجها على أكمل وجه ممكن مماثلين في ذلك المعارض التخصصية والاحترافية. إن إقامة هذه السلسلة من المعارض لتعد نقلة نوعية في أسلوب ووسيلة توصيل دعوة هذا الدين الحنيف إلى أوساط الناس بمختلف شرائحهم وتنوع مشاربهم. إن أهمية الدعوة إلى الله تعالى لهي واضحة جلية في كل زمان ومكان، إلا أن ما يمر به العالم اليوم من تداعيات ليست الدعوة بمعزل عنها أبدا، ومن هذا المنطلق فإن نشر الدعوة الوسط بين الناس وتسخير جميع الوسائل لذلك لا سيما التقنيات منها يعد اليوم - ربما - أهم من أي وقت مضى. وإدراكا من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لما تمثله المعارض من أهمية بالغة في كونها نشاطا دعوياً وثقافياً، فقد عملت على تسخيرها كغيرها من الوسائل لخدمة الدعوة إلى الله. وإيماناً من الوزارة بأهمية الدعوة إلى الله وضرورة تبصير المسلمين بأمور دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة ارتأت الوزارة إقامة معرض (وسائل الدعوة إلى الله) بهدف تعريف الناس على مختلف الوسائل التي يمكن استخدامها والاستعانة بها في الدعوة والتشجيع على الاستفادة منها وبيان كيفية ذلك، مع إظهار الوسائل والجهود المبذولة القديمة والحديثة في الدعوة إلى الله وذلك من أجل تحقيق الفائدة القصوى من تلك الوسائل. فهي فرصة سانحة للجميع للحضور والمشاركة الفاعلة في المعرض الخامس لوسائل الدعوة إلى الله، الذي يقام في دورته الخامسة في المدينةالمنورة تحت شعار (كن داعياً) بعد أن حقق نجاحاً واضحاً وجلياً في دوراته السابقة في الدماموجدة عام 1422ه، وفي الرياض 1423ه، وفي القصيم عام 1424ه. ومما تجدر الإشارة إليه، والإشادة به في آن واحد، ما قامت به الوزارة من دراسات ميدانية، هدفت إلى قياس رأي زوار المعرض من الرجال والنساء عن أهدافه ومحتوياته، كما هدفت إلى قياس رأي أفراد الجهات المشاركة بالمعرض عن الخدمات والتسهيلات التي قدمت لنجاح مشاركتهم، أو العقبات التي حالت دون نجاح مشاركتهم. إن معرفة رأي الزوار والمشاركين ووجهات نظرهم واتجاهاتهم حول المعرض، يعد أسلوباً مهماً من أساليب التعرف على مدى نجاح المعرض، وقياس مدى استفادة زواره منه، بل إن هذه الدراسات الميدانية تعد من أهم الطرق الملحة لتقويم المعرض، من أجل معرفة الإيجابيات بغرض التأكيد عليها، ومن أجل معرفة السلبيات التي قد تعترض طريق هذه السلسلة من المعارض لتفاديها في المستقبل. ولا شك أن فكرة الوزارة في القيام بدراسات ميدانية، تستطيع من خلالها معرفة رأي الزوار تعتبر فكرة مهمة، واعترافا مهما بحقيقة علمية تتعلق بأهمية الحصول على المعلومة من مصدرها الحقيقي، دون الاختصار أو القفز إلى اجتهادات فردية، أو الوصول إلى نتائج عمومية غير مدروسة ولا موثقة، والتي قد لا تأخذ في الحسبان تباين الآراء. فمعرفة آراء الزوار والمشاركين في معرض وسائل الدعوة إلى الله لها أهمية كبيرة فهي توضح الأبعاد الواقعية لاتجاهاتهم وآرائهم حيال الدعوة ووسائلها، وعليه يمكن التعامل مع الأمر بموضوعية، وحيادية، ومن ثم تطوير أساليب ووسائل دعوية أكثر فاعلية للنهوض بالدعوة وتطويرها. وختاما، فالوزارة قد أخذت قصب السبق في فكرة هذا الملتقى الدعوي لوسائل الدعوة إلى الله تعالى التقليدية والحديثة، بل ونستطيع القول بأنها قد تخصصت في هذا الجانب، كما أخذت الوزارة قصب السبق - أيضا - في إجراء الدراسات الميدانية لمعرفة رأي الزوار في المعرض وفي الوسائل الدعوية، وكيفية تطوير وتنمية شأن الدعوة في المملكة. وهذه دعوة لزيارة المعرض الخامس بالمدينةالمنورة وإبداء الرأي أيا كان هذا الرأي، فهو مقدر ومحترم ويحظى باهتمام كبير، فالمعرض متخصص في وسائل الدعوة إلى الله تعالى.