نلهث كثيراً.. ولا نتوقف.. واذا وقفنا فإننا نعود مرة أخرى لنلهث ولا نفتر حتى يسدل الستار علينا.! هي الحياة بايقاعها المتسارع. الذي لا يتوقف ومع بزوغ شمس كل يوم نحمل آمالا.. ولكن أحياناً يتحقق منها اليسير، الآخر يرحل مثل وميض ضوء خبأ في لحظات.! كل لحظاتنا أصبحت ترقباً وانتظاراً فتارة تحاصرنا الهواجس..فنعزف على أوتار لحن الانتظار.! وفجأة تلقي بنا الى وادٍ سحيق، نلتمس فيه ذاك البصيص البعيد.. فيدفعنا بين مد وجزر.. وتبقى حياتنا سياجاً من الخوف والتمني. نتقدم بحذر حينما نغفو ونستيقظ ونجد أن الوقت داهمنا.! فلا نستطيع العودة الى نقطة البداية، فنسير رغماً عنا، ورغبة العودة باتت مستحيلة فتمضي ، نجثو كما أرادت لنا.! نبكي ونحزن نفرح ونسعد.. ونحن موقنون أن لكل منا محطة.. ولكن لا نعلم متى نقف عليها.!؟ علينا أن نغالب تلك المآسي التي تعرقلنا ألا نلتفت الى الوراء.! فالتقوقع في الماضي، لعبة الخاوين المتكئين على الفراغ والندم.. يرتدون منظارا أسود قاتما على أعينهم. أما الحاضر فهو للجسورين الذين يوقنون أن الرزق والعمر والسعادة بيد الله وحده.! فمنهم من يمضي ويلقي بأعبائه الى أقرب شاطئ ويعقل أموره لله متواكلاً عليه.! والبعض يمشي وئيداً ويتعثر، وإذا جابهته عقبة ما فإنه يبحث عن دفاتره الماضية التي ذهبت مع الريح ويبقى أسير الحلقة المفرغة.! تلك هي حياتنا تسيرنا ونتلمض أحيانا مرارها لأنها دافع الى المسير وسبل البحث عن الجديد نألفه ويألفنا ثم تمضي مثل قطار سريع..! ولكل منا محطة خاصة به.. ولكنه يجهل متى يتوقف عندها ونحن نمضي حيث تقلنا ونشرع أبواب الأمل وننثر أحلامنا الملونة بعطر الأماني. ونرشف أول مذاق السعادة حيث دفء القناعة.! مرفأ وتختلف فلسفة الحياة من إنسان لآخر. ولكن يبقى المنطقي، الذي يمضي بنا حيث الشاطئ الآمن.!