اطلعت على الخبر المنشور في جريدة الجزيرة عدد 11460 حول المقاصف المدرسية، ولأهمية هذا الموضوع أقول أن الاهتمام بالتغذية الصحية في مدارسنا، هم كبير يشغل بال العاملين في مجال التربية والتعليم، وقد استبشر التربويون وأولياء أمور الطلاب خيراً، حينما تولت وزارة التربية والتعليم إدارة المقاصف المدرسية بنفسها، حيث أسندت إدارتها إلى مؤسسات متخصصة في مجال التغذية. فكم من الدراسات الميدانية التي تؤكد سوء التغذية لدى الكثير من الطلاب، ويوصي المشرفون على هذه الدراسات بضرورة اشتمال التغذية المقدمة في المقاصف المدرسية على العناصر الغذائية الكاملة. فكثير من العلل والأسقام علاجها في الاكثار من تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة وفي أوقات معينة، وأفضل الأوقات لتناول الغذاء الصحي، فترة الصباح، حيث إنها أطول الفترات وهي الفترة التي يعمل فيها الإنسان أكثر من بقية الأوقات. وعلى الرغم من أهمية هذه الفترة فقد أهمل البعض الأكل فيها، لذا جاءت أهمية العناية بالمقاصف المدرسية، ووجوب تزويدها بالعناصر الغذائية المفيدة والمتنوعة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل حققت المقاصف المدرسية هذا الغرض؟ الإجابة عن هذا السؤال، تفيد بأن المقاصف المدرسية لم تف بهذا الغرض كما ينبغي. على الرغم من اتفاق الجميع على أهميتها وضرورة العناية بها. فماذا يباع فيها قبل وبعد إشراف الوزارة عليها غير الشطائر، سوى معجنات بأشكال وألوان مختلفة ومنزوعة القشرة كثيرة السكريات والدهون والأملاح ورقائق البطاطس والعصائر الطبيعية فيها قليلة. ولكي تؤدي المقاصف المدرسية الغرض منها على أكمل وجه، لابد من تحديد الهدف منها بالضبط. هل الربح الوفير فقط أم الرغبة في تقديم الغذاء الصحي؟، هذا ضروري جداً. فالجمع بين الربح الوفير والغذاء السليم يحتاج الى وقت كاف، هذه حقيقة يجب وضعها في الحسبان. لأن توفر المواد الغذائية المفيدة مثل: الحليب ومشتقاته والمعجنات المصنوعة من الحبوب غير منزوعة القشرة والمحشوة بالتمر أو بالفواكه والخضار في المقاصف فقط، ستجد هذه المنوعات الغذائية صدوداً وأعرضا من الكثير من الطلاب، لقلة تعودهم على تناول هذه الأغذية خارج نطاق المدرسة. ومن ثم ستنخفض المبيعات وتقل الأرباح، ولكن هذا هو السبيل للتغذية السليمة، فلابد من الصراحة والوضوح في هذا المجال، فلا تجدي التوجيهات التي تحض على الاهتمام بالحليب وحث الطلاب على شربه وغيره من العناصر الغذائية النافعة وهم يفتقدونها في المقاصف المدرسية. وفق الله الجميع لما فيه الخير محمد بن فيصل الفيصل