من المهم جدا في مجال القضاء النهائي على الأمية بالمملكة التأكيد التام على ضرورة الاستمرار بهمة عالية ونشاط ملموس وعمل دؤوب في مكافحة الأمية من أجل الخلاص منها، وإنجاز مهماتها الأساسية. لا بد من التأكيد هنا بأن الجهود المبذولة خلال نصف قرن في مكافحة الأمية في المملكة قد قضت على الجزء الأكبر من ظاهرة الأمية. ففي حملة واسعة استثمرت فيها جميع الجهود الكثيرة التي منها: 1- تكثيف الجهود في فتح مراكز محو الأمية في جميع مدن وقرى وسهول وجبال ووديان المملكة قد سهل على الكثير من المواطنين الذين فاتتهم فرص التعلم بأن تمحي أميتهم. 2 - تنظيم حملات محو الأمية الصيفية لأكثر من عشرين عاما لتعليم المواطنين الأميين في مواقع تجمعاتهم السكنية التي لا يتوفر فيها معظم الخدمات الثقافية والاجتماعية والصحية والزراعية. 3 - قيام القطاعات الثفافية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدور كبير في تعليم مئات الأميين الصناعيين والزراعيين والخدمات والعمال. 4 - قيام الوزارات الحكومية كوزارة الدفاع والداخلية ورئاسة الحرس الوطني بدور كبير ومثمر في محو أمية منسوبيهم من الأميين. 5 - جهود الرئاسة العامة لتعليم البنات في مكافحة الأمية لا تقل شأناً عن جهود وزارة التربية والتعليم من حيث فتح المراكز وعدد الفصول وعدد الدارسين الملتحقين بها. 6 - قيام القطاع الأهلي العام بدور واضح في فتح الفصول لمحو الأمية لتعليم منسوبيه من الأميين، وكذلك المدارس الأهلية لها تميز ونشاط ملحوظ في هذا المجال. 7 - برامج استثمار جهود الطلبة في المرحلة الثانوية والجامعة في تعليم الأميين خلال العطل المدرسية. 8 - قيام التلفزيون بدوره الإعلامي وتنشيط الأميين على التعلم وحث القادرين على الإسهام في مكافحة الأمية، وكذلك إعداد الدروس لمن لا تمكنه ظروفه من الالتحاق بمراكز الأمية. 9 - إعداد الخطط والمناهج وتطويرها بما يتناسب ورغبات وتطلعات الأميين نحو التعليم. 10 - إيجاد الحوافز المادية والمعنوية والاجتماعية تحقيقاً لمطالب العمل في مكافحة الأمية. 11 - تنشيط العمل في مناسبة اليوم العربي والعالمي لمحو الأمية وعند افتتاح مراكز محو الأمية في بداية كل عام دراسي بالمحاضرات والندوات من أجل الحث على التعلم وبيان خطورة الأمية على الفرد والأسرة والمجتمع. وهنا يمكن أن يوجد عدد مهم من المتسربين وأعداد لم تلتحق أصلا بمراكز محو الأمية، وأعداد الذين انضموا إلى المراكز ولكنهم لم يصلوا إلى المستوى المطلوب من التعليم. إن عملية الاستمرار في مكافحة الأمية عملية ضرورية جدا في إطار البناء الجديد للمجتمع السعودي. ولذا ينبغي على الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم وإدارات التعليم وضع خطة عامة وشاملة لتصفية الجيوب المتبقية من الأميين والعمل على تقويم ما تم إنجازه واتخاذ الإجراءات والاستعدادات اللازمة للإعلان عن انتهاء الأمية في المجتمع السعودي وخاصة الذكور. وفيما يلي توضيح لما ينبغي اتخاذه من إجراءات في مكافحة الجيوب المتخلفة من الأميين في الفترة المقبلة وهي: 1 - إحياء دور إمام المسجد في محو الأمية وخاصة في القرى والأماكن النائية، وتتعاون وزارة الشؤون الاسلامية مع وزارة التربية والتعليم فيما ينبغي عمله واتخاذه بهذا الشأن. 2 - حث القادرين من الجامعيين للمساهمة في محو الأمية خلال العطل المدرسية مقابل مكافآت تشجيعية تعطى لهم. 3 - تشجيع الأندية الرياضية في الدعوة للتعلم وتعليم الأميين وحثهم عن طريق رعاية الشباب وتضمين معونة الأندية العمل في محو الأمية. 4 - إلزام جميع وزارات الدولة ومؤسساتها في العمل بمحو الأمية وتقديم تقارير نهائية بعدم وجود أميين يعملون لديها. 5 - إلزام الشركات التي لم تقم بدورها في محو الأمية بحصر عدد الأميين لديها والعمل على محو الأمية. 6 - إسهام الجمعيات الخيرية وتخصيص جزء من مخصصاتها لمكافحة الأمية، وتتعاون وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المشرفة على هذه الجمعيات بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في ذلك. 7 - ضرورة إسهام البنوك السعودية في محو الأمية بالصورة التي تراها وزارة التربية والتعليم في ذلك. 8 - تتعاون إدارة المرور والصندوق العقاري وبنك التسليف والبلديات مع وزارة التربية والتعليم في وضع خطة مناسبة لإسهام هذه الجهات في محو الأمية. 9 - يتوج العمل بخطة مرنة لا تقل عن خمس سنوات في محو الأمية تعلن النتائج بعدها بخلو المملكة نهائياً من الأمية وخاصة بين الذكور. 10 - إعداد خطة شاملة تصاحب العمل للدعوة وحث الناس على التعلم والمساهمة في محو الأمية وتذاع مراراً وتكراراً في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمنظورة. 11 - تشكيل مجلس أعلى لمحو الأمية وتعليم الكبار من عناصر واعية بمشكلات البلاد الاجتماعية ومدركة لأبعاد وخطورة مشكلة الأمية.