قال رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء) إن المذبحة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الأربعاء الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينياً وإصابة قرابة (60 مواطناً فلسطينياً) ستؤثر بشكل سيئ على نتائج محادثات تستهدف الإعداد لأول لقاء له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. وكان وزير الشؤون الخارجية، د.نبيل شعث، قد أعلن مؤخراً أن اللقاء سيعقد في العشرين من شباط الجاري. ومن المقرر عقد الاجتماع التحضيري يوم الأحد القادم، لكن مصادر فلسطينية أشارت إلى احتمال تأجيل اللقاء أو إلغائه، في ضوء الضغوطات التي يتعرض لها قريع من قبل فصائل المقاومة، التي طالبته بالامتناع عن التقاء شارون، إثر مجزرة غزة الدموية. وقد حذر قريع خلال تصريحات صحافية اسرائيل من محاولة فرض إجراءات أحادية، ومواصلة بناء الجدار العازل في الضفة الغربية.. مؤكدا أن هناك خيارات كثيرة وأفكاراً كثيرة ومبادرات كثيرة لدى الجانب الفلسطيني، من الممكن أن يتخذها في حال اتخذت اسرائيل قرارات أحادية الجانب. لكنه استدرك قائلاً: نحن في الوقت الراهن مازلنا ملتزمين بخيار دولتين، لكن إذا مضت اسرائيل في بناء الجدار العنصري، وحاولت فرض وقائع جديدة على الأرض فلن يكون ذلك مقبولاً على الفلسطينيين، عندئذ سيكون هناك موقف فلسطيني. وتطالب فصائل المقاومة الفلسطينية قريع بالامتناع عن التقاء شارون، على إثر مذبحة الشجاعية الدموية.. حيث حذر الشيخ إسماعيل هنية أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من عقد أي لقاءات فلسطينية مع الاحتلال، الذي يرتكب المجازر الوحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ما يوفر له الغطاء للقتل والإرهاب، مؤكداً على قدرة المقاومة التي حققت توازن الردع مع الاحتلال في الرد على المذابح. وقال هنية في تصريح صحافي تلقت الجزيرة نسخة منه: إن المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الإرهاب الصهيوني في حي الشجاعية وفي مدينة رفح هي استمرار لسياسة المجازر والمذابح التي ترتكبها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والقتل العشوائي والحصار. ومما قاله هنية الذي تعرض لمحاولة اغتيال في شهر أيلول من العام الماضي: إن العدو يرتكز في سياسته على الإرهاب وإغراق غزة في الدماء، ويعتقد أنه يمكن أن يقهر الشعب الفلسطيني، ليتخلى عن مشروعه الجهادي المقاوم، بهدف تصفية القضية الفلسطينية.. مؤكداً: نحن لا نتكلم بالكلمات فحسب بل من جهادنا ومقاومتنا وبطولات مقاتلينا الذين يلقنون الدروس للعدو من رفح إلى جنين إلى حيفا... وأشار هنية إلى أن قدرة المقاومة الفلسطينية فائقة ويدها طويلة، كما انها حققت توازن الردع مع العدو، مما دفعه إلى التفكير بالرحيل من غزة وتفكيك المستوطنات، مشدداً على أن دماء الشهداء لم ولن تذهب هدرا.. منوهاً أن سياسة التضليل والخداع الإعلامي الإسرائيلي عالي المستوى ويقدم للعالم وجه سلام وسياسة، بينما على الأرض ينفذ المجازر والدم والاغتيالات والقتل. وقال هنية: إن سياسة الجزار شارون ترتكز على موجة إرهاب واسعة ضد الشعب الفلسطيني، وخلق أجواء سياسية مغشوشة عبر إعلان إعلامي بتفكيك المستوطنات والانسحاب والعمل على تصفية القضية الفلسطينية في ركائزها الأساسية، مشدداً على أن سياسة شارون ستفشل من خلال مقاومة الشعب الفلسطيني وثباته على الاستمرار في نهجه المقاوم.. موضحاً أن المبادرات واللقاءات الفلسطينية والعربية مع قادة العدو تشجعه على تصعيد حربه على الشعب الفلسطيني، وإن اللقاءات في التوقيت الحالي بالذات كأنها تشكل غطاء على المذابح بشكل أو بآخر.. بقصد أو بدون قصد. وشدد هنية على أن مسيرة المفاوضات عبثية محصلتها صفر، والشعب الفلسطيني فجر انتفاضته على قاعدة أنه كفر بالمفاوضات، قائلاً: إن المحاولات لإنقاذ العدو بعقد لقاءات على أي مستوى، وتحت أي ظرف مرفوضة ومدانة من كل أبناء شعبنا.