مطلوب من علماء الإسلام أن يجتهدوا في رمي الجمرات وفي مكانها وفي وقتها وفي إمكانية إضافة أدوار أخرى للجمرات، وإكمال حوض جمرة العقبة وتوسيع أحواض الجمرات، مسائل عدة تحتاج من علمائنا الكرام الاجتهاد فيها ليقع التيسير على حجاج بيت الله الحرام. إن هذه الشعيرة والمنسك هي عبادة مؤثرة لها حكمها السامية العظيمة وهي من العبادات التي مبناها على التيسير واليسر والسماحة. ويبقى الأمر يحتاج إلى البيان والإيضاح وتفقيه الحجاج وإرشادهم. وتحتاج منطقة الجمرات إلى تطوير وتوسيع مبنيين على اجتهاد العلماء اعتماداً على قواعد الإسلام بأن المشقة تجلب التيسير، ولا ضرر ولا ضرار. وحكومتنا الرشيدة بذلت في المشاعر المقدسة جهوداً مباركة ولا تزال تبذل، فتحتاج مبادرة من أهل العلم والفقه لإبداء ما فيه تيسير على الحجاج، وتفادٍ لما يقع من الأضرار من إزهاق الأرواح وتأذي المسلمين. وفريضة الحج مبناها على اليسر والسماحة ويوم النحر يوم (افعل ولا حرج)... فنحتاج إلى رفع الحرج عن هذه الأمة، باجتهادات شرعية تقدم لعلاج ما يقع من الضرر. والعلماء قد قرروا مكان الجمرة إلى عنان السماء، وإلى ما أسفل من الأرض، كما أوضحوا ذلك في البيت الحرام والمسجد وغيرهما من أماكن العبادة. وان الزيادة لها حكم المزيد. وجمرة العقبة كانت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بجانب الجبل فلما أزيل الجبل بقي المكان خالياً. ولو كان كذلك في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لرخَّص في الرمي من جهته كما أن سائر الجمرات ترمى من جميع الاتجاهات، تلك إشارات سريعة وهذه المسائل تحتاج إلى بسط وشرح وتعليق واقتراحات لا يتسع لها هذا المقال ولكنها إشارة وبراءة للذمة، حتى لا يتهم الإسلام بالجمود وهو دين صالح لكل زمان ومكان وسيأتي زمان يكثر فيه الحجاج أضعاف مما هو عليه الآن، فماذا سنقدم لهم من الاجتهادات المُيسرة؟ وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.