بدأنا نرى استخدام الألعاب النارية منذ سنوات قليلة وبكثافة عند افتتاح مشاريع في كبريات مدننا ثم بدأنا في استخدامها سنوياً خلال فترة الأعياد بحجة أنها جزء من الترفيه والتسلية بتناقض عجيب مع قرارات المنع الصادرة للألعاب النارية الصغيرة التي يشتريها الأطفال وأولياء أمورهم لاطلاقها ابتهاجاً بالعيد وإدخال الفرحة على نفوس أطفالهم وتسليتهم بالرغم من أضرارها الكثيرة والكبيرة وإضاعة المال في ما لا يجدي وإكساب النشء عادة التبذير وعدم المبالاة بإضاعة المال وإثارة ضغائن غير القادرين على مجاراتهم من أقرانهم في مظاهر المباهاة الزائفة. الكل يعلم أن بلادنا أعزها الله أنشأت حديثاً هيئة للمحافظة على نظافة البيئة من التلوث ومكافحته ولكن ماذا عن عدم مبالاتنا بهذه الألعاب النارية مع ما تشكله من تلويث للبيئة بأبشع صورها من تصاعد البارود والكبريت والمواد الضارة في سمائنا التي لا ينقصها التلوث بالغبار المتصاعد مما جعلها أكثر المدن تلوثنا بذرات الغبار ولا سيما مدينة الرياض وثانية الأثافي هي تلك الأصوات المزمجرة التي تصم الآذان في أوقات يحتاج الأطفال والأسر إلى الراحة والسكينة والدعة فقد جعل الخالق النهار، معاشاً والليل سباتاً لحكمة اقتضاها جل جلاله ولم يقل أحيوا لياليكم بمقذوفات الألعاب النارية المزعجة والضارة لعباد الله لكي تستفيد منها الشركات الأجنبية الصانعة وخبراء الإطلاق والمرتزقة من الأجانب، إذا كان لدينا فائض من الأموال فالأجدى والأولى بنا أن نحولها إلى صندوق مكافحة الفقر الذي أمر بإنشائه سمو ولي العهد - حفظه الله - وأجزل له المثوبة، إن هذه الألعاب يتعدى ضررها الخسائر المادية على الاقتصاد وتلوث البيئة بالأدخنة السامة وخطورة صواعقها التي تصم الأذان وترعب القلوب وتطير النوم من عيون الأطفال والمرضى والعباد فهي تتكون من مواد كبريتية وفسفورية سامة وضارة للبشر والحيوانات والطيور والنباتات فأين العقول!؟ لا أحد يعارض الجهود المبذولة والمشكورة من قبل أمانات المدن لإدخال البهجة والسرور على نفوس الأطفال وأسرهم ولا أحد ينكر أن في تشكيلات ألوان هذه الألعاب عند اطلاقها نوعا من الرونق والجمال ولكن الأضرار الناجمة عنها والخسائر المادية الكبيرة واستنزاف الأموال فيما لا يجدي بل يضر ويضر وهناك آلاف من الأسر المعدمة التي هي بأمس الحاجة لهذه الأموال المهدرة لكسوة أطفالها وإطعامهم فهلا عقلنا. إني أطلقها صيحة مدوية وأناشد القائمين على هذه الألعاب بالكف عنها مستقبلا فقد جرت علينا الويلات وسوف نسأل ونعاقب على هذا الإسراف والتبذير. وأعيد وأكرر لنضع هذه الأموال مستقبلاً دعماً لصندوق مكافحة الفقر وسوف تجنون الشكر والثواب من الله ومن خلقه، وكلنا يذكر التوجيهات الصادرة من قلب الرجل الكبير سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله ورعاه - قبل سنوات بالتزام سياسة الترشيد في الإنفاق والمصروفات وتوجيهها الوجهة الصحيحة النافعة وإيماناً مني بما حث عليه ولي العهد من مبدأ المكاشفة والمصارحة والشفافية فقد سال مدادي بما اعتلج في صدري من محبتي لهذا الوطن انطلاقاً من التوجيهات السديدة من الرجل النزيه والحكيم ثم إن امراً آخر قد يفوت علينا جميعا بأن تكون فترة اطلاق هذه الألعاب النارية القوية والكثيفة مدعاة لتستغل من قبل ضعاف النفوس والمفسدين في الأرض لا قدر الله فيختلط الحابل بالنابل على الناس وعلى المسؤولين. حفظ الله هذا الوطن من كل مكروه وسوء.