نجحت الحملة التي شنتها الجهات المختلفة تجاه الألعاب النارية وما تمثله من خطورة على الصغار؛ إذ بادر الدفاع المدني في حملته بالتحذير من مخاطرها وبعقاب من يبيعها ودعوة المواطن للإبلاغ عن مواقع البيع، فيما كانت التحذيرات الطبية حاضرة وأسهمت في توعية الناس بما يمكن أن تسببه تلك الألعاب من أضرار على عيون الأطفال بالذات وأيديهم، ونتاج ذلك مر عيد الفطر المبارك هذا العام دن إزعاجات تذكر للألعاب النارية التي كانت تعتبر ظاهرة من الظواهر السيئة التي تنتشر في مجتمعنا رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورتها، وأضرارها على مستخدميها وعلى الآخرين لما تسببه من تشوهات وجروح مختلفة وعاهات مستديمة، إضافةً إلى الأضرار في الممتلكات التي قد تقع عليها أثناء اشتعالها كالحرائق وغيرها، كما أن الشرر أو الضوء عند استخدام المفرقعات يتسبب في ضرر العيون الحساسة من دخول الرماد المتطاير أثناء عملية الاحتراق. وكانت ممارسات الصغار بالألعاب النارية من العادات السلوكية السلبية لديهم حيث تلحق بهم الضرر، إلى جانب تعكير الجو لدى الأسرة في حال وقوع كارثة، إلى جانب تسببها في إزعاج الآخرين سواء المرضى أو المارة أو النائمين دون مبالاة من هؤلاء الأطفال الذين لا يقدرون أضرارها كلياً. تأثير سلبي وقالت سيدة الأعمال ريم سعيد: إن استهلاك العديد من الألعاب النارية خاصةً في المناسبات كالأعياد والزواجات يؤدي إلى استهلاك وتبذير كميات من دخل الأسرة التي تعاني من الأزمات المالية، وقد نهى الله عن التبذير في أكثر من موقف في القرآن الكريم كما أنها استنزاف للكثير من الريالات، مما له تأثير سلبي على الاقتصاد، وقد يؤدي استخدامها داخل المنزل دون علم الوالدين إلى حدوث حرائق. وأشارت سميرة سعيد إلى أن من يجني ثمار ترويج هذه الألعاب المحفوفة بالخطر هم ضعاف النفوس من الباعة الذين همهم الأول الربح المادي دون النظر إلى الأضرار التي قد تلحقها تلك الألعاب النارية على مستخدميها من الأطفال وغيرهم وحتى كبار السن. تشويه وعاهات وأوضحت فاطمة بنت عيسى أن الألعاب النارية يجب أن يكون عليها حظر من الدولة نظرا لخطورتها، ففي الماضي كانت تلك الألعاب على شكل تسلية للأطفال وفرحة لهم في الأعياد والمناسبات الخاصة ولم نعهد مثل هذه الألعاب الحديثة والمتطورة في الشكل والمضمون التي أصبحت خطرا يهدد حياة الجميع، مبينةً أن الألعاب النارية أصبحت خطرا على مستوى الدول والمشاهد الان والمتابع لها يرى العجب فهي على ما يبدو لي أصبحت من الأشياء التي يحارب بها جيل هذا الوطن، فلم تكن للتسلية في وقتنا الحاضر بل أصبحت للتشويه والعاهات وكأنما هي حرب على فلذات أكبادنا، مُشددةً على أنه على الأسرة أن تعي مخاطر تلك الألعاب النارية على أبنائها وتوضيح ذلك لهم وتوجيههم بالابتعاد عنها وعدم الاقتراب منها وعدم شرائها، لما لها من خطر جسيم عليهم وعلى صحتهم بما تلحق بهم أخطار وتشوهات في حال استخدامها، وعليهم كذلك عدم شراء تلك الألعاب لأطفالهم بل يجب عليهم تبليغ الشرطة بأماكن بيع هذه الألعاب التي أصبحت خطرا على الأسرة والمجتمع بأكمله. حملات مكثفة وقال سعود سعد الهويمل: في كل عيد تختلط أفراحنا بالأحزان جراء إصابة أطفالنا من الألعاب النارية، هذا السلاح الذي يكون بين يدي الأطفال بدون أي مراقبة أو اهتمام ولا ينتبه الشخص إلا بعد حدوث إصابة قد تكلف الطفل تشوها في أحد أطرافه، وفي كل عيد نسمع ونرى إصابات الأطفال الخطيرة ولكن متى تكون هذه الأحداث عظة وعبرة للشخص؟، هل لابد من أن تكون الإصابة في ابنه كي ينتبه لخطرها ويتوقف عن شرائها له؟، مضيفاً أن على وسائل الإعلام دور كبير في توعية المجتمع بمخاطر استخدام الألعاب النارية والتحذير منها عبر التلفزيون والصحف المقروءة والإذاعات، ولا يتوقف ذلك عند دور وسائل الإعلام بل يجب على المسؤولين في أقسام الشرطة أن يتعقبوا مروجي هذه الألعاب التي أضرت بشباب الوطن وأطفاله، والقيام بتنفيذ حملات مكثفة على أصحاب المحال التي تقوم ببيعها وتغريمهم ومصادرة تلك الألعاب من الأسواق وإتلافها ومحاسبة من يقوم ببيعها وتغريمه حتى يرتدع غيره والتشهير به. خطر كبير وأوضح ريان السهلي أن ظاهرة وجود الألعاب والمفرقعات النارية شديدة الانفجارات وشديدة الإزعاج وشديدة الخطر على حياة الأطفال والمارة في الشوارع تخيف الآباء على أطفالهم، متسائلاً: هل يعقل أن يظل الأب حابس ابنه في المنزل وعدم السماح له بالخروج ليلعب مع أقرانه الأطفال نتيجة خوف الأب على ابنه من نتائج هذه الألعاب الخطيرة التي سبق وأن أحرقت وشوهت وأعمت كثيرا من الأطفال؟، مشيراً إلى أن هناك من يقوم برمي هذه المفرقعات المزعجة التي لا تفرق بين بعضها وبين القنابل فوق المارة من الناس وخاصة النساء والأطفال مما يسبب الرعب للناس، خاصة مع وجود الأخطار والهواجس الأمنية هذا جانب، والجانب الأمني الآخر أنتم تعرفون خطر هذه الآفة التي ممكن ان يتخذها العدو المتربص كغطاء لأعماله. طريقة نظامية وأشار مقباس الزهراني -أحد المتعهدين بتوريد الألعاب النارية في المناسبات الوطنية والأعياد- إلى أن الألعاب النارية خطيره جداً جداً وتصنع من البارود إضافة الى الفسفور، والفسفور خطير جداً على اللحم البشري وتنقسم الى قسمين القسم الأول ما يخص الحفلات الرسمية والمهرجانات السياحية وتستورد بطريقة نظامية لها لائحة صدرت من الأمن العام وهذه الألعاب إذا وجدت مؤسسة لها خبرة في الاستيراد والتخزين والتشريك والتنفيذ فخطورتها تكون قليلة جداً، مضيفاً: أنا شخصياً أستورد هذا الألعاب من عام 1421ه تقريباً أي أكثر من (16) عاماً، نفذنا ولله الحمد في عدة مناطق في المملكة منها الباحة وعسير وحائل وجدة والمنطقة الشرقية وينبع، والرياض لنا تقريباً فيها أكثر من (15) عاما مع أمانة مدينة الرياض نفذنا في هذا المناطق ولله الحمد بنسبة السلامة (100%) تحت إشراف الأمن العام قسم الأسلحة والمتفجرات، وبهذه الطريقة النظامية تكون نسبة الخطورة بعيدة جداً لأن الاستيراد والتنفيذ خاضع لإشراف الأمن العام قسم الأسلحة والمتفجرات، مبيناً أنه يلاحظ حالياً مقيمين وسعوديين ليس لديهم خبرة ولا تراخيص من الأمن العام ويقومون بالاتفاقيات مع أصحاب معارض التسويق وينفذون فقرات ألعاب نارية التي تباع في الأسواق الحرة دخلت عن طريق التهريب ولم يكن هناك رقابة عليهم في بعض المناطق وكان من المفروض أن يلقى عليهم القبض، ويتخذ معهم الإجراءات النظامية؛ لأنني أنا شخصياً ما دخلت هذا المجال إلا بعد أن دربت أبنائي في الصين ولله الحمد لدي الان (12) شخصا متخصصين في النص والإسقاط والتشريك والتنفيذ بواسطة أجهزة الكمبيوتر أو بواسطة الفتيل الناري عن بُعد. تشديد الرقابة وأوضح الزهراني أن النوع الثاني من الألعاب النارية هي الألعاب الخاصة بالأطفال وهي خطيرة للغاية وانا الان عمري تقريباً (60) عاماً وهذه الالعاب تباع وتتطور من سنة لأخرى بألعاب مختلفة وتقريباً لم يوجد حل لإيقاف تهريبها، ومن باب خبرتي في هذا المجال أحذر الاباء بعدم شراء هذه الألعاب لأن خطورتها قد تؤدي الى الوفاة أو بتر أحد الأطراف وقد حدث كثيراً في أنحاء المملكة، مطالباً ان تشدد الرقابة في الموانئ وفي المنافذ بعدم دخول الألعاب النارية إلا ان يعمل لها طريقة استيراد عن طريق المؤسسات ذات الخبرة وتخزينها في مخازن يشرف عليها الأمن العام، وتباع تحت مسؤولية رب الأسرة ولا تباع لأي طفل، ويكون نظام بيعها مثل نظام البنادق الهوائية وهو أفضل مما هو عليه الان، ويصدر لائحة للمستورد بأن يتحمل مسؤولية بيعها فيما لو باعها لغير رب الأسرة. نوع من العنف وقالت د. أريج المعلم: تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب فإن بيعها ما زال منتشرا بلا رقيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصة مع الاحتفال بالعيد المبارك، وباتت هذه المواد تشكل خطرا على المستخدمين وعلى المحيطين بهم من الأطفال مما سبب أرقاما لا يستهان بها يوميا في أقسام الطوارئ بالمستشفيات من حروق وتشوهات وعاهات مستديمة، ولا نغفل عن الأضرار التي تتركها هذه الالعاب على طبلة الإذن والتي تسبب خللا وظيفيا في عمل المخ وغيرها من الأضرار على العين، كما ان هذه الألعاب النارية تغرس لدى الاطفال نوعا من العنف والتعود على رؤية الانفجارات والاستهانة بها، وهنا يظهر دور الأسرة في قمع هذه الظاهرة وتوعية اطفالهم بأضرارها واطلاعهم على صور ومقاطع لأطفال سبق وان تضرروا من هذه الالعاب ومنعهم ومن شرائها، وكذلك توجيههم للاحتفال بالعيد بأنواع اخرى من الالعاب الترفيهية والمسلية والتي تعزز روح الجماعة والسعادة والتفاؤل. دراسات علمية وتشير العديد من الدراسات العلمية الى المخاطر الناجمة عن تداول الصغار لهذا النوع من المواد الخطرة والتي تتنوع أشكالها وانواعها كما ان العديد منها لا يحقق معايير السلامة فيما يتعلق بالمواد المكونة لها، إن الألعاب النارية هي عبارة عن مزيج من الفحم والكبريت ونترات البوتاسيوم مع إضافة الالمنيوم في بعض الأحيان لتأخذ المفرقعات شكل النجوم عند انفجارها بالهواء، وتصل درجة حرارة الشرارة الصغيرة من الألعاب النارية إلى (2000) درجة على مقياس سليلوز، أي إن درجة حرارة الألعاب النارية تزيد بحوالي (20) مرة عن درجة حرارة غليان المياه، لذلك من المحتمل أن تسبب المفرقعات النارية أضراراً جسدية بالغة كالإصابة بالحروق والتشوهات المختلفة، كما تحدث أضرارا في الممتلكات من جراء ما تسببه من حرائق عند سوء استخدامها، ويعتبر الوجه واليدين من أكثر المناطق في جسد الأطفال تعرضاً للإصابة بالحروق بسبب اللعب بالمفرقعات. تلوث ضوضائي ويعتبر صوت الألعاب النارية من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللاً وظيفياً في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين، إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات يعدان سبباً رئيسياً للإضرار بالجسم، وخاصة منطقة العين الحساسة، كما ان الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث يصاب جفن العين بحروق وتمزق أو دخول أجسام غريبة في العين وقد يؤدي الى الفقدان الكلي للعين، كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب قد تؤدي إلى التسبب بأضرار جسيمة في الجهاز التنفسي للطفل. ألعاب نارية معروضة للبيع تكثيف الرقابة على الأسواق يُقلل من انتشار الألعاب النارية مقباس الزهراني سعود الهويمل ريم سعيد ريان السهلي