كم هي حائرة قوافل كلماتي.. وكم هي عاجزة سحائب مفرداتي عن اسداء الشكر لجريدتي الغالية فهي دوحة وارفة الظلال تجتمع في صفحاتها الآراء والمقترحات لما يخدم القارىء والمتلقي.. وحيث ان الجزيرة تطرقت في عدة موضوعات عن هموم المعلم والمعلمة وعن مآسي الجدول المدرسي وضغط الحصص وكذا تطرقت لمناقشة بعض المعلمات وأخذ آرائهن حيث أبدى بعضهن ايضا ضجرهن من مهنة التدريس وخصوصا وهنّ في بداية عملهن الوظيفي لذلك أبت جبلتي المشحونة بالحب إلا مشاركة هؤلاء الاخوات والتخفيف من معاناتهن.. فأقول مستعينة بالله أولا ان مهنة التدريس مهنة شاقة بل هي مهنة المتاعب كما يقال لأن المعلمة لا يقتصر دورها فقط على ايصال المعلومات للتلميذات فدور المعلمة يتخطى ذلك فهي الموجهة والمرشدة والمربية لطالباتها لذلك أقول أخياتي اتشحن بوشاح الصبر ولتبدأن مسيرتكن التعليمية به لأن الصبر هو الطريق الوحيد لاجتياز المصاعب أيا كان نوعها ولا تنسين قول الشاعر: الصبر كالصبر مرّ مذاقه وله عواقب أحلى من العسل ثانياً: بما أنكن حققتنّ ولله الحمد حلمكن الوظيفي العذب والذي كنتن تنتظرنه طويلاً وباشرتنّ عملكنّ وملامحكنّ تنطق بالبشر فاحمدن الله على ذلك ولتعلمن أن هناك العديد ممن تخرجنّ مثلكن ولكن الوظيفة بالنسبة لهن ما زالت سحابة لم يهطل سديمها بعد فكم واحدة منهن تتمنى تلك الوظيفة التي حصلتن عليها حتى وإن مرت بالمشاق فالمهم أنها حققت ما تصبو إليه ولم تذهب أحلامها أدراج الرياح. ثالثاً: مازلتن أخواتي في بداية الطريق ولم تضعن أقدامكنّ إلا على العتبة الأولى فلا تقفن حائرات بل اجتزنّ بقية العقبات بارادتكنّ وقدرتكنّ وعزمكنّ واصراركنّ ولو أن كل معلمة تحطمت آمالها واستسلمت لليأس من أول وهلة لما وجدنا معلمات مازلن على رأس العمل. رابعاً: لا تقطعن طريق أفكاركن من بداية أول مشكلة وكنّ شعلة متوقدة ولا تكنّ جذوة خابية واجعلن من عملكن زهرة يصل شذاها إلى جميع طالباتكن بلا استثناء وامطرنّ عليهن علماً وثقافة لتنلن الأجر والثواب. خامساً: من ناحية نصاب الحصص فكان الله في عونكن لأن القضية لا تتوقف عند شرح المنهج وإنما تتعداه الى التصحيح والرصد والامتحانات الشهرية ولن يعذركن في ذلك أحد لا هيئة إدارية ولا مشرفة تربوية فالمطلوب عمل كل ذلك وهذا بيت القصيد عند كل معلمة ولكن أقول لكنّ حاولن استغلال الوقت وتنظيمه ومتابعة أعمالكن أولا بأول خصوصاً أن الأعمال وما تحمله من مشاق شبح مخيف لدى كل معلمة. سادساً: أيا أخياتي.. لا تقتلن أملكن وأمنياتكن العذبة التي كانت تتراقص ألحاناً على أوتار حياتكن ولا تسجنّ أنفسكن في كهف مكفهر ولا تتلاشى الآمال داخلكن فالممارسة والخدمة كفيلتان بأن تعودا المعلمة على جو المدرسة فتتأقلم حينها يصبح الأمر عادياً فاجعلن الأمل شعاركن وإياكنّ واليأس فهو قاتل الأحلام ومحطم الآمال. وأخيراً: الكل يجزم ويؤكد على أن تلك المهنة مهنة المتاعب منذ الأزل وليس في زمننا هذا فقط وإذا أردتنّ أن تخفضنّ عن انفسكن تلك الوطأة الثقيلة فاقرأن معارضة ابراهيم طوقان لأحمد شوقي حين قال شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا فعارضه إبراهيم طوقان الذي ضاق ذرعاً بمهنة التدريس بقوله: شوقي يقول وما يدري بمصيبتي قم للمعلم وفه التبجيلا ويكاد يفلقني الأمير بقوله كاد المعلم أن يكون رسولا لو جرّب التعليم شوقي ساعة لقضى الحياة شقاوة وخمولاً حسب المعلم غمة وكآبة مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا يا من يريد الانتحار وجدته إن المعلم لا يعيش طويلا إذن: مهنة التدريس تحتاج الى جَلَد فهذا في زمن ابراهيم طوقان فما بالكن بزمننا الحاضر ألا تحتاج المعلمة الى ضبط أعصابها حتى لا تنهار؟ ولكن ما يخفف مصاب ذلك ان تلك المهنة من أعظم المهن يعتز بها كل من ينتسب إليها ويكفي هذه المعلمة أنها شمس تتوقد ضياء كل صباح فتنير ظلمة الليل الحالك لتعلن فجراً جديداً من وميض النور الممتد ليصل هذا النور إلى كل متلقية وكل سامعة من طالباتها فتتألق في سماء العلم حينها سينشأ لدينا جيل يشعر بروح الانتماء لعقيدته أولا ولوطنه ثانياً ولا تنسين قول القائلة: وطفقت أعدو في الحياة يشدني شوق إلى استمرار خط حياتي أنهيت مرحلة الدراسة كي أرى نفسي تدرس هذه اللبنات وفقكن الله وحقق لكنّ أحلامكن وأمانيكن وطموحاتكن ولدوحتنا الحبيبة فيض من الحب والتقدير.