كشف تقرير لمجموعة النزاع الدولي العالمية المعروفة التي تعنى بمعالجة النزاعات والأزمات الإقليمية والدولية أن (77% ) من المستوطنين الإسرائيليين مستعدون للتخلي عن مستوطناتهم في الضفة الغربيةوغزة والإقامة في إسرائيل، إذا ما حصلوا على تعويضات مالية ملائمة مما يساهم في تذليل عقبة رئيسية في مفاوضات السلام.. لكن التقرير الذي تحصلت «الجزيرة» على نسخة منه حذر في المقابل من وجود تنظيم سري في إسرائيل واسع النفوذ يدعم تكثيف الاستيطان لمنع قيام دولة فلسطينية متكاملة، ويلقى دعماً غير معلن من أرييل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية.. وقال التقرير: إن استمرار النشاط الاستيطاني ومواصلة بناء الجدار الأمني يشكلان تهديداً استراتيجياً يمكنه أن ينسف خطة خارطة الطريق، ويؤدي إلى انهيار عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية بالكامل ويضع إدارة الرئيس بوش أمام مأزق خطير.. ** ( 200 مستوطنة يهودية ) في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، تضم نحو ( 400 ألف مستوطن).. وكشف التقرير أن هناك حالياً ( 200 مستوطنة يهودية ) في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ( عام 1967 ) تضم نحو (400 ألف مستوطن يهودي ) موزعة كالآتي: ( 120 مستوطنة في الضفة الغربية )، يعيش فيها (230ألف )، و ( 16 مستوطنة ) في قطاع غزة، يعيش فيها ( سبعة آلاف يهودي ) و( 11 مستوطنة ) في ضواحي القدسالشرقية يعيش فيها ( 180 ألف مستوطن يهودي ).. وكشف التقرير أن هذه المستوطنات لم تعد بأغلبيتها قائمة على أسس مؤقتة بل تحولت إلى مدن وقرى حقيقية تتمتع بكل البنى التحتية الضرورية للاستمرار.. وقال التقرير: إن إحدى العقبات الأساسية التي تمنع وقف البناء الاستيطاني وجود تنظيم سري إسرائيلي يعارض إقامة دولة فلسطينية حقيقية، ويدعم الاستيطان ويضم مجموعة كبيرة من السياسيين والعسكريين وكبار الموظفين والحاخامات، يحتلون مواقع مهمة في الدولة اليهودية..لقد نسي شارون كل شيء، نقل المستوطنات، وإخلاء المستوطنات..!! وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، ألقى مساء (الاثنين) الماضي، خطاباً سياسياً معتدلاً جداً أمام الكنيست الإسرائيلي، مقارنة بالخطاب الذي ألقاه في«مؤتمر هرتسليا»، والكلمة التي ألقاها أمام مؤتمر حزب «الليكود»، وتجاهل في خطاب الاثنين الماضي الإشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى مسألة إخلاء بؤر استيطانية..وقالت مصادر في الكنيست الإسرائيلي: إن خطاب شارون كان حذراً للغاية، وذلك تفادياً لإثارة غضب وزراء اليمين في حكومته.. وكان وزراء حزب «المفدال»اليميني المتطرف، الذين يشاركون في الائتلاف الحكومي، قد هددوا في وقت سابق بأنه في حال شملت كلمة شارون مواضيع تتعلق بإخلاء المستوطنات، فإن أعضاء الكنيست المنتمين للحزب لن يصوتوا لصالح بيانه السياسي.. وقال شمعون بيرس زعيم حزب العمل الإسرائيلي في كلمته التي رد بها على خطاب شارون: لقد نسي شارون كل شيء، نقل المستوطنات، وإخلاء المستوطنات، وهذه المواضيع لم تعد مطروحة على جدول أعماله. وأضاف بيرس بشيء من السخرية: لقد قرأت اليوم في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن رئيس الحكومة سيقوم بإخلاء أحادي الجانب، وسوف يخلي المستوطنات في حزيران / يونيو.. انتظروا حتى شهر يونيو، تمالكوا أنفسكم حتى شهر يونيو.. !! وحظي البيان السياسي الذي ألقاه شارون ( والذي هدد فيه الفلسطينيين باتخاذ سلسلة خطوات تضمن أكبر قدر ممكن من الأمن لمواطني إسرائيل، مع وجود أقل قدر ممكن من الاحتكاك بالفلسطينيين، حتى يجد الفلسطينيون بينهم القيادة المطلوبة من أجل استئناف الحوار )، بتأييد 51 عضو كنيست ومعارضة 39.. * المستوطنون أصبحوا يشكلون قوة سياسية مهمة في إسرائيل وأوضح التقرير أن المستوطنين أصبحوا يشكلون قوة سياسية مهمة في إسرائيل، وأن شارون بالذات يقيم علاقات قوية معهم وأن النشاطات الاستيطانية أصبحت جزءاً عضوياً من تركيبة النظام الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والقانوني في إسرائيل، مما يجعل من الصعب جداً وضع حد لها أو إزالة عدد كبير منها من الضفة الغربيةوغزة في إطار اتفاق سلام نهائي.. وذكر التقرير أن حكومة شارون تشجع سراً الإسرائيليين على الاستيطان حالياً في مناطق زراعية في وادي الأردن لأسباب أمنية واستراتيجية بعيدة المدى.. وأشار التقرير إلى أن أحد الاقتراحات الأمريكية الأكثر جرأة لوقف الاستيطان تم تقديمه قبل ( 12 عاماً ) إذ اقترح ( جيمس بيكر وزير الخارجية في عهد إدارة بوش الأب )، بعد انعقاد مؤتمر مدريد للسلام ( خريف 1991 ) عقد صفقة عربية - فلسطينية - إسرائيلية تتضمن وقف البناء الاستيطاني في مقابل إنهاء المقاطعة العربية لإسرائيل ووقف المقاومة والكفاح المسلح الفلسطيني ضدها.. لكن حكومة إسحاق شامير رفضت هذا الاقتراح آنذاك.. ورأى التقرير أن من الممكن حل مشكلة البناء الاستيطاني وما يرتبط بها على الرغم من كل هذه العقبات إذا ما حزمت إدارة بوش أمرها وضغطت على شارون لكي تنتزع منه التزاماً رسمياً صريحاً بوقف النشاطات الاستيطانية التي تهدد رؤية الرئيس الأمريكي.. وكشف التقرير أن أغلبية كبيرة من المستوطنين مستعدون لمغادرة مستوطناتهم في الضفة الغربيةوغزة والإقامة في إسرائيل إذا ما تلقوا مساعدات مالية حكومية لتحقيق ذلك.. * ( 77% من المستوطنين اليهود )، مستعدون للتخلي عن مستوطناتهم في مقابل مساعدات مالية.. ونقل التقرير مضمون دراسة أعدتها منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية وجاء فيها أن ( 77% من المستوطنين اليهود ) مستعدون للتخلي عن مستوطناتهم في مقابل مساعدات مالية، لأنهم ليسوا متمسكين بالاستيطان لأسباب دينية أو عقائدية.. وتستطيع أمريكا والدول الكبرى تقديم مساعدات مالية إلى المستوطنين لنقل أغلبيتهم إلى إسرائيل وتسوية جانب رئيسي من هذه المشكلة..