بسم الله الرحمن الرحيم استوقفني مقال صغير في صفحة «زمان الجزيرة» يوم 14/11 كان المقال القديم بتاريخ 1391 هجرياً وكان يحث السيدات على ترك عادة التزاور صباحاً لأنه يشغل عن إعداد الغداء، وأن عليهن التزاور عصراً، فأخذت أستدعي ملامح تلك الأيام الجميلة، حيث يتزاور النساء صباحاً إلى أن أصبح ذلك عرفا سائداً عندهم بحيث نبه ذلك المقال عليه، يا الله.. الآن النساء لا يتزاورن صباحاً ولا حتى عصراً، قَلَّ التزاور إلا ماندر، المرأة الآن في وقت الصباح تَغُطُّ في نوم عميق، في حين كان نساؤنا في السابق شعلة وحيوية ونشاطا.. صباحاً يتزاورن فيما بينهن وكأنهن أخوات حميمات، فالمرأة ربة المنزل الآن -وليس كل النساء كذلك- تنام صباحاً لأنها ربما تسهر مع جارات أخريات صويحبات من نوع آخر نانسي عجرم وأحلام ونوال الزغبي عبر الفضائيات، تعرف أخبارهن وتتقصى عنهن أكثر مما تعرف عن جارتها، تسأل مثلا عن أحلام، هل تم لها التوفيق مع زوجها؟ ونانسي عجرم ما آخر حفلاتها الغنائية؟ أما جارتها التي بجانبها فلا تكاد تعرف عن أحوالها شيئاً، هل هي بحالة جيدة أم مريضة؟ أسعيدة هي أم حزينة؟ وليس ذلك بقاصر على المرأة بل الرجل أيضاً كذلك فقد يرى جاره ويسلم عليه في المسجد أوعند الدخول والخروج من المنزل ويكتفي بذلك، فلا يدعوه للدخول إلى بيته وشرب الشاي والقهوة لتتم الألفة والمودة كما كان سابقاً، وما يعرفه عن جاره لا يتعدى ملامح وجهه ومن أي العوائل هو وكفى، وقد شدد الإسلام على حق الجار فليس الأمر بالبسيط كما يتصور البعض فالرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالإحسان إلى الجار رابطا بينه وبين الإيمان حيث يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره» كما أنه حثَّ النساء أيضاً بقوله: «يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة» فقد حثهن على تبادل الهدايا فيما بينهن حتى ولو كانت شيئاً بسيطاً فذلك يزيد المودة والمحبة، «تهادوا تحابوا»، وكان نساؤنا في عصر جداتنا يتبادلن الهدايا، طبخة تطبخها أو عذق تمر أو ما شابه ذلك وذلك الآن يعد عيباً فالهدية يجب أن تكون من أرقى الحلويات وإذا كانت طبخة تصنعها بيديها فهي شكل غير حضاري، فالنفوس أصابها الكبر والترفع.