في موروثنا الشعبي أمثال صالحة لكل زمان ومكان ومنها قولهم: «المجالس مدارس»، وقولهم: «اللي ما هو لله يضيع»، وأمثال أخرى تناقلها الرواة وخلدها الشعر من مثل قول الشاعر جرى الجنوبي: إن كان ما للرجل رأي يدله يأخذ من أشوار الرجال دليل وقول الشاعر سويلم العلي السهلي: انظر لأصابع كفك طوال وقصار ما هن سوى لو كلهن بهن أظافير مثل اللحي تنبت على كل الابشار لا شك تنفيل اللحي مجنبٍ غير ويماثله قول الشاعر محسن بن حويان الغيداني: جهلت في سود اللحي والشوارب أحسبتهن مارية أهل المواجيب وأثر اللحي حتى العفون المصارب تطلع بهم مطلاعها بأهل الطيب وقد استخدم الشاعران تعبير «اللحي» لأن المخاطب هم الرجال فقط والمعنى هو التفريق بين الرجال بأفعالهم لا بأشكالهم. وفي شعرنا الفصحي الكثير الكثير من هذه المعاني التي تؤكد أن الرجل موقف وتعامل وأن الشكل لا يشفع لصاحبه إذا كان عمله يخالف ما يُظن به من الخير والإنسانية. يقول الشاعر مرشد البذال: ترى الرجال بْهم فهود وحياوين جاك الكلام اللي صحيح ثباته رجلٍ تشوفه جسم وعيون ويدين لولا الشعر ما تفرقه من خواته ورجل تعلق به رجالٍ مسمين عز الرفيق ولا بته ولحماته فاصلة سُئل أعرابي: من أطيب أبنائك.. فأجاب: من تأتيكم أخباره!!» آخر الكلام لشاعر لم أتوصل لمعرفة اسمه رغم بحثي الطويل عنه وعن بقية القصيدة: لو كل من يضحك بوجهي رفيقي كان البنات أخير ضحك وتمازيح وين الصديق اللي طريقه طريقي اللي يعضَّدلي إلى جيت أبا اطيح