كم هو رائع أن تكون العزيزة منبراً للدعوة إلى الله ومناراً مضيئاً للأجيال عبر ما تخطه أقلام كتابها المبدعين. وكم هو جميل أن تلتحم الأقلام لتناقش قضية عامة من قضايا النساء ليكون هناك جسر من التواصل بين القراء والكتّاب. إنه والله لفخر أن تسير قافلة كلماتنا وسحائب مفرداتنا مصطحبة معها كلمات بانورامية مخطوطة بماء بكر تكون شاهداً لنا وشافعا حين نلقى ربنا عز وجل. إن موضوعي والذي أحاول أن أبحرفيه قدر المستطاع موضوع يرتاح له عقلي ويسعد به وجداني وتسكن معه روحي فهو تاجنا نحن النساء ورمز عفتناوطهارتنا.. وحين بدأت الحديث أحسست أن مداد قلمي ينسكب بسهولة فأطلقت وريقاتي ابتسامة الرضا وتحولت كلماتي إلى ورود بأي شكل ألونها وبأي خط أخطها تبدو قمة في الروعة لأنها تتحدث عن «الحجاب». كلماتي تلك ما هي إلا عصارة جهدي.. وحلاوة أملي.. وروعة نفسي وأماني ذاتي وصدى للمقالة اللؤلؤية «حجابك تحدي والتي نسجها قلم الأخ سليمان المطلق» والتي كان لها مردود إيجابي.. وإن كانت كلماتي تظل صغيرة الحجم أمام مفرداته العظيمة والتي سكبها مداده لذلك تتضاءل كلمات الشكر والامتنان أمام ما قدمه لنا نحن النساء من نصائح عظيمة صادقة نابعة من خوفه على بنات وطنه ورغبة فيما يرفع مقامهن ويزيد عزتهن ورفعتهن فجزاه الله خيراً على ما خطته أنامله من نصائح قيمة وجعل الله كل حرف في ميزان حسناته. لذلك اعتبر مقالته عن الحجاب ليست مقالة إنما هي مقامة من أعظم المقامات ولن أبالغ ان قلت انني اعتبرها عقداً لؤلؤيا لابد لكل فتاة أن تزين به نحرها لتسعددينا وآخرة.. وإن كان الأستاذ قد أجاد وأفاد فلم يترك لي في تلك المقالة شيئا فجمله اللؤلؤية وعباراته الذهبية الرائعة قد زرعت في نفوس الكثير حب الحجاب ولكن هو شيء في نفسي يصول ويجول خصوصا وان الكثير من أعداء الاسلام يحاولون يشتى الطرق تشويه الحجاب فزعموا أنه سبب الانحطاط وأنه كبت للحرية وتلك والله من أخبث الاساليب التي استعملها دعاة التحرير ضد المرأة. لقد شن أولئك الاعداء حربا ضروسا على الحجاب وعلى العفة والفضيلة بأساليب تقطر سما وخبثا فتعالت صيحاتهم وهتافاتهم وصرخاتهم من أجل تحرير المرأة واخراجها من عفتها وكرامتها. لذلك يبقى دورك أختاه.. نعم دورك أنت فأنت صاحبة الشأن فلا تأبهي بما يقولون فهم يهرفون بما لا يعرفون فعليك أولا أن تصدقي مع ربك في حجابك فصدقك بهذا لا يزيدك سوى تمسك بحجابك وإيمان بربك الذي فرض عليك ذلك دون اختيارك واصلي عزيمتك أمام عينيك «فعزيمة بلا عمل كشجرة بلا ثمر». واعلمي أن هؤلاء الناعقين نصبوا أنفسهم محامين ليس خوفا عليك أو اشفاقا أو حبا بل لأنهم عرفوا مكانة المرأة المسلمة ودورها في صنع الأمة وتأثيرها في المجتمع فهم حين يفسدون المرأة فهم ينجحون في تحطيم حصن من حصون الأمة ويدخلونها مستسلمة.. يقول أحد اليهود في «بروتوكولاتهم» (علينا ان نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية). فيا رعاك الله.. اعتزي بحجابك جوهرا ومضمونا.. ولا تدسي رأسك في رمال الشعارات الفضفاضة والتي تريد أن تصهر نفسك في بوتقة الآلام والأحزان لتكوني حينها سلعة رخيصة الثمن.. ولا تأبهي بالمصطلحات الرنانة والدعايات المغرضة ولا تكوني كشمس أتعبها الشروق وسحابة أثقلها المطر وعيون اعياها السهر بسبب ما قيل عن حجابك فما هي إلا براثين الطغيان المتأرجحة على جماجم هؤلاء المتشدقين فلا تستطردي في متابعة مقالات كئيبة تضيق بها نفسك خطتها أقلام واجفة نضبت عقول كتابها من الفكر.. واحفظي حجابك يحفظك الله وصوني جمالك وتذكري قول الشاعر الغيور حين قال: أختاه يا بنت الخليج تحشمي لا ترفعي عنك الخمار فتندمي ودعي هراء القائلين سفاهة إن التقدم في السفور الأعجمي حُلل التبرج إن أردت رخيصة أما العفاف فدونه سفك الدم لكنني أمسي وأصبح قائلا أختاه يا بنت الخليج تحشمي فاللهم اجعل الستر زينتنا والعفاف جمالنا والطهر ديدننا حتى نكسب رضاك في الدارين وهذا ما نسعى إليه جاهدين. طيف أحمد الوشم/ ثرمداء