تناولت الصحافة العالمية زيارة وليم روجرز لمنطقة الشرق الأوسط باهتمام كبير، كما ركزت الكثير من التعليقات على الأهمية التي يمكن تفسيرها من وراء اقصاء السيد علي صبري نائب الرئيس المصري وعلاقة ذلك بزيارة الوزير الامريكي. فقد كتبت صحيفة اطلاعات الايرانية تقول: ان اقالة السيد علي صبري من الزعامة المصرية في مستهل زيارة المستر روجرز للقاهرة قد تكون آخر تنازل تستعد الحكومة المصرية والجيش المصري لتقديمه لاسرائيل وللولايات المتحدة بحثا عن حل سلمي، فلقد عارض علي صبري أية تنازلات لاسرائيل والولاياتالمتحدة وكان يضع العراقيل في طريق الجهود السلمية للرئيس السادات.وقالت صحيفة النهار البيروتية ان تعهد الولاياتالمتحدة على لسان المستر روجرز بالمحافظة على حدود لبنان الحالية يستحق الشكر. وهو يعرف جيدا انه لولا اسرائيل لكان اللبنانيون الذين لم يتظاهروا ضده قد تظاهروا تأييدا له. وقالت صحيفة صن الباكستانية انه بالرغم من أن المستر روجرز أوضح انه لا يتوقع أية نتائج دراماتيكية خلال زيارته للشرق الأوسط، فان هناك تفاؤلا قائما على أساس تغير الموقف الأمريكي تجاه اسرائيل. وقال فيليب بيرنرت في الاورور الفرنسية ان الرئيس السادات لم يقص علي صبري ارضاء لروجرز ولكن لأن صبري قد حاول لاسابيع بل لشهور عديدة تخريب سياسات السادات.وكتبت صحيفة اربايتر تسايتونغ النمسوية تقول ان هذا دليل على أن الرئيس السادات لا يخشى الاتحاد السوفيتي وأضافت ان اللعبة الشائعة بين الدول الصغيرة لابتزاز الدول الكبيرة، تلعب هنا بطريقة ما، بحيث ان أمريكا لم تكن الضحية هذه المرة.وسيظهر المستقبل ما اذا كان السادات مخطئا. وقالت صحيفة هاند لسيلات الالمانية الغربية: يبدو أن الامريكيين متقنعون بصدق نوايا السادات للسلام، غير ان ذوي الخبرة من المراقبين المحايدين لا يشاطرون هذا الرأي، فهم يخشون المفاجآت غير السارة التي قد تنتظر الامريكيين الذين لا يعرفون المماحكات الشرقية. ويبدو لصحيفة الدفاع الاردنية من بيانات روجرز في العواصم العربية التي زارها حتى الآن انه جاء ليأخذ لا ليعطي. ومن جهة اخرى فقد شهدت العواصم العربية أحداثا ذات أثر حيال زيارة وزير الخارجية الامريكية، ففي القاهرة قام بزيارة دار صحيفة الاهرام واجتمع برئيس تحريرها السيد محمد حسنين هيكل قبيل اجتماعه بالرئيس المصري أنور السادات. ومعروف ان السيد هيكل كان قد دعا الى التقارب المصري الأمريكي. وفي بيروت قاطعت أربعة أحزاب يسارية التظاهرات التي جرت ضد السيد روجرز أثناء زيارته للعاصمة اللبنانية وهي الحزب الشيوعي اللبناني والناصريون والبعث المؤيد لسوريا والحزب التقدمي الاشتراكي بالاضافة إلى منظمة الصاعقة السورية. أما في دمشق فقد ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان الصحف السورية صدرت خالية على نحو غير متوقع من أي تعليق أو هجوم مباشر على جولة وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط.وقالت الوكالة ان الامر الذي يثير الدهشة هو التناقض الصارم بين هذا الصمت وبين الحملة العنيفة التي شنتها الصحف الدمشقية منذ اسبوعين على هذه الزيارة، وما رافقها من استنكار ودعوة للجماهير العربية والزعماء العرب الى مقاطعة مبعوث واشنطن الذي وصفته هذه الصحف في بدء الحملة بأنه العدو الاول في قضايا العرب.