أقبلت عشر ذي الحجة التي اختلف العلماء هل هي أفضل من العشر الأخيرة من رمضان، أم العشر الأخيرة أفضل، وما ذاك إلا لأنها موسم عظيم. هذه العشر توشك أن تنزل بساحتنا، فهل سنضيعها كما أضعنا عشرات المواسم التي مرت بنا؟ هذه العشر أقسم الله عزَّ وجلَّ بها في كتابه الكريم فقال {وّالًفّجًرٌ، ولّيّالُ عّشًرُ ، والشَّفًعٌ والًوّتًرٌ}. وأخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر» قالوا يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء». أرأيت أخي الكريم عظيم المنزلة لهذه العشر الفاضلة، فهل ستحافظ على المحافظة والإكثار من الأعمال الصالحة فيها رجاء الفوز بوعد الله والنجاة من وعيده. ومن أهم الأعمال التي تتأكد في هذه العشر: 1- الصيام: فقد جاء في حديث حفصة رضي الله عنها قالت: «أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة» وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يصومها، وآكدها في الصيام يوم عرفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم «يوم عرفة احتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده». 2- الذكر: وهو في هذه العشر أفضل منه في غيرها لقول الله تعالى: {ويّذًكٍرٍوا اسًمّ اللَّهٌ فٌي أّيَّامُ مَّعًلٍومّاتُ}، فالأيام المعلومات: هي أيام العشر عند جمهور العلماء وروى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم... فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد. 3- المحافظة على نوافل العبادات: كالسنن الرواتب، وصلاة الضحى، والوتر وقيام الليل، والتزوّد من النفل المطلق. 4- الحج: وهو أعظم الأعمال في هذه العشر وهو فرض على من لم يحج يجب عليه أن يبادر إلى أدائه، فإن تأخر مع القدرة عليه فهو آثم وهو من أفضل الأعمال عند الله و«الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». ( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض