في لقاء خاص تشعب الحديث، بين السياسة من خلال ما تعرضه القنوات التلفزيونية، وهم أدبي يسعى إلى بلورة موقف موحد على ضوء تناثر المناشط الأدبية وتغافل المتابعة الإعلامية الموصلة، في لحظة انطلاق القناة الرابعة وإرسال قناة الرياضة على الأقمار الفضائية. وما كان يدور في التجمعات الصغيرة بين ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) وعدم اعتراف بعض الناشطين العرب بأن العالم تغير، ولم يعد لنظرية المؤامرة مكان في الطرح الجديد، فهي مصالح اقتصادية متبادلة والحكومة الذكية تطوع أنظمتها لمزيد من الاحترام والثقة. وطغى (فكر المؤامرة) عندما جاء اسم أكاديمي يهتم بالنقد الأدبي، ويرى نفسه مبدعاً من خلال نماذج حرص على نشرها حتى يؤكد موقعه العلمي، عندما أعاد أحد المتحاورين مطلب ترميم (جماعة السرد) التي تهاوت جدرانها بسبب فكرالمؤامرة حيث ذكر المحاور اسم الدكتور كنموذج وقال لقد اعترض (هذاالأكاديمي) بصفته عضواً في لجنة علمية على ترشيح تجربتي القصصية للدراسة العلمية (من خلال طالب غير سعودي) واتهم المشرف على الطالب بأنه قرر به. وتذكرت منذ عشر سنوات حادثة روتها لي عضو هيئة التدريس بهذه الجامعة (من فلسطين) سعت أن تكون رسالة الماجستير عن الشعر السعودي المعاصر وجاء اسمي في مسرد خطة البحث وإذا بالأكاديمي المتخصص يطالبها بحذف اسمي، فكان أن غيرت الباحثة خطتها فاختارت شاعراً من القرن الهجري الثاني. وعود على بدء ينمو (فكر المؤامرة) في إهاب المثقفين وبالذات جيل الخمسينات والستينات حيث فقد هذا الجيل ثوابته وبالتالي مصداقيته مع نفسه، وانتمى للآخر بوهم التميز وهذا نجده في فئة تمارس التعالي على واقعنا، فتقوم بنفي وتدمير كل أصيل. إن معطيات الحاضر تفرض علينا الخروج من عنق الزجاجة، وهنا يكون السؤال متى نرتقي بتعاملنا إلى وعي المعرفة المطلقة، ولماذا لا نكون جادين في عملنا حتى نصل إلى درجة الإتقان، ومتى نرعى الصدق والأمانة في تعاملنا مع من حولنا حتى مع اختلاف الأهداف وتباين الطموحات. إنه ميراث المؤامرة التي زرع فكرها (المعسكر الشرقي) الذي تخلص من وهم الاستعداء وانتقل إلى نظام تبادل المنافع من أجل معاش كريم.