أقيم في دولة الكويت مؤخرا وتحت رعاية سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء مؤتمر الكويت الدولي الثاني للتوحد وضعف الانتباه، وقد حقق المؤتمر عددا من الأهداف منها: التعرف على أحدث النظريات العلمية والاجتماعية والنفسية بظاهرة التوحد، والقاء الضوء على المشكلات التي تواجه اسر الاطفال الذين يعانون التوحد وتقديم الاستشارات اللازمة للتعامل مع مشكلات هؤلاء الاطفال، والتعرف على الاتجاهات الحديثة في مجال تشخيص وتقويم الاطفال التوحديين، والتعرف على برامج واساليب الرعاية الحديثة في مجال التعامل مع الاطفال الذين يعانون التوحد، وخلق قنوات التواصل بين العاملين والمهتمين بحقل التربية الخاصة عامة ومجال التوحد بصورة خاصة بغرض تبادل المعرفة، وخلق الوعي العلمي لدى المجتمع حول مشكلات الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما مشكلات الاطفال التوحديين بصورة خاصة. هذا وقد تم تكريم عدد من المؤسسات الرائدة في تقديم الخدمات للاطفال التوحديين واسرهم على مستوى دول الخليج العربي. وفي تصريح خاص بالجزيرة اوضحت «الدكتورة سميرة السعد» رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر ومديرة مركز الكويت للتوحد بأنه تم تكريم الخطوط الجوية العربية السعودية نظير برنامجها وخدماتها المتميزة التي تقدم للتوحديين كونها اول شركة طيران في العالم تعتني بالمسافرين التوحديين، حصلت من خلالها الخطوط الجوية العربية السعودية على الجائزة الماسية من الدرجة الاولى والمركز الاول على العالم لعام 2000م، من بين أكثر من 250 شركة طيران عالمية في المسابقة السنوية لشركة الناشر «منظمة الخدمات على الطائرات» بولاية فلوريدا بالولايات المتحدةالامريكية حيث تبنت الخطوط الجوية العربية السعودية فكرة ياسر بن محمود الفهد احد منسوبي تموين السعودية وهو والد طفل توحدي ايماناً من المؤسسة بدورها الرائد في تقديم الخدمات المساندة في المجتمع فكانت اول شركة طيران في العالم تعتني بالمسافرين التوحديين، ويتكون برنامج الخطوط الجوية العربية السعودية من تقديم خدمات متميزة لذوي التوحد بحيث تقدم لهم الوجبات الخالية من الكازيين والجلوتين «بروتين الحليب، وبروتين الحنطة» والمتوافقة على احدث الابحاث التي تقترح تقديم تلك الوجبات التي بدورها تقوم بتخفيف فرط الحركة وتعزز التركيز والانتباه بالاضافة الى تقديم الالعاب التعليمية والترفيهية التي تهدف الى تقليل حدة التوتر لدى المسافر التوحدي والناتجة عن التغير البيئي المفاجئ للمصاب التوحدي، بالاضافة الى العناية الفائقة من قبل افراد طاقم الطائرة. واوضحت الدكتورة سميرة السعد وفق البحث الذي قدمه ياسر الفهد «والد طفل توحدي» ان السفر مع راكب مصاب باعاقة التوحد يعتبر معناة كبيرة تبدأ منذ اللحظات الاولى من خروج المصاب التوحدي من منزله، دخوله مبنى المطار معاناة، وصعوده الى الطائرة معاناة، ونزوله من الطائرة في محطة الوصول معاناة، فالمعاناة التي تعانيها الاسرة لا حجم لها ولن نستطيع ان نصورها حيث ان هناك ردة فعل للمصاب بالتوحد تكمن في الآتي: التغير البيئي للمصاب بالتوحد، والتغيير الروتيني في نمط الحياة اليومية، وكثرة المسافرين المحيطين بالمصاب التوحدي، واشار الاستبيان الذي قدمه ياسر الفهد في البحث العلمي الى معاناة وامنيات اسر ذوي التوحد اثناء السفر ونتج عن ذلك البحث استحداث برنامج «الخطوط الجوية العربية السعودية تعتني بالمسافرين التوحديين» والذي بدأت الخطوط الجوية العربية السعودية العمل به على رحلاتها في 25/9/1999م، وركز هذا البرنامج المميز على عدة محاور كان اولها: نشر الوعي باضطراب التوحد، كما اوضح مدى التغير البيئي على المصاب التوحدي من حيث نوبات الغضب التي تنتج عن ذلك التغير وعدم تأقلم المسافر التوحدي بسرعة مع البيئة، كما ركز البرنامج على المنظور الغذائي كأساس علاجي مساعد للتوحديين، واخيرا على تقديم الخدمات الترفيهية والعناية التامة أثناء الرحلة. وفي ختام تصريحها للجزيرة تقدمت الدكتورة سميرة السعد رئيسة اللجنة المنظمة لمؤتمر الكويت الدولي للتوحد بالشكر والتقدير للخطوط الجوية العربية السعودية وعلى رأسها معالي الدكتور خالد عبدالله بن بكر على هذه اللفتة الانسانية الفريدة من نوعها عالميا.