قال تعالى في محكم كتابه الكريم هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون10 ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون النحل الآيتان 10- 11,تبين هذه الآية الكريمة التى تحدثت عن الماء وفضل الله على عباده بإنزاله من السماء للشرب والزراعة ولكافة أنواع الحياة فالماء هو الحياة والعنصر الاساسي لاي تنمية ولايمكن لأي تنمية ان تتم بدونه وإذا رجعنا للحضارات القديمة او حتى للمدن الكبيرة والمراكز الصناعية في العالم في الوقت الحاضر لوجدنا انها قائمة على ضفاف الأنهار وفي المواقع ذات الوفرة الجيدة من المياه.مع ازدياد السكان في دول العالم المختلفة والحاجة المتزايدة إلى الغذاء وأهمية توفيره والذي يعتمد اساساً على الماء وإدراك دول العالم لذلك بدأت في السنوات الأخيرة التركيز على عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات لبحث افضل السبل لتنمية مصادر المياه والمحافظة عليها وحمايتها من التلوث والنضوب وتجلت ذروة هذه اللقاءات في مؤتمر الأممالمتحدة للبيئة والتنمية الذي يعرف بقمة الأرض وعقد في البرازيل في شهر يونيو للعام 1992م وكان من ابرز نتائجه اعتبار يوم 22 مارس من كل عام يوماً عالمياً للمياه للاحتفاء به بتكثيف الأنشطة الهادفة الى زيادة الاهتمام بمصادر المياه العذبة وإدارتها والمحافظة عليها وترشيد المياه وتنظيم الدورات والندوات لهذا الغرض ويتم الاحتفاء به برفع شعار معين في كل عام يختلف عن العام الآخر ومنذ العام 1994م وحتى العام 1998م رفعت الشعارات الماء للجميع ، الماء والنساء ، الماء للمدن العطشى ، الماء هل هناك ما يكفي ، المياه الجوفية المصدر غير المرئي على التوالي.إدراكاً من قادة هذه البلاد يحفظهم الله بأهمية المياه وأهمية ترشيد استخدامها والمحافظة عليها فقد شاركت المملكة دول العالم منذ العام 1997م بالاحتفاء باليوم العالمي للمياه حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة بالاحتفاء باليوم العالمي للمياه وإقامة ندوة عن المياه تعقد كل ثلاث سنوات يكون محورها الأساسي الترشيد وتقدم فيها ابحاث عن ترشيد استخدام المياه ويمنح صاحب افضل بحث جائزة ومن المقرر ان تعقد الندوة الأولى إنفاذاً للتوجيهات السامية الكريمة خلال الفترة من 10 13/ محرم/ 1412ه الموافق 15 18 ابريل عام 2000م وستتشرف الندوة برعاية صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام لها وافتتاح المعرض المصاحب للندوة والذي ستعرض فيه العديد من الشركات منتجاتها ومنها المنتجات المقتصدة للمياه، كما صدرت موافقة سامية كريمة بمشاركة المملكة لشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي للاحتفاء بأسبوع المياه الخليجي من كل عام تتزامن بدايته مع بداية اليوم العالمي للمياه وزودت جهات حكومية عديدة بصورة من الموافقة السامية الكريمة وعلى إثره شكلت لجنة وطنية برئاسة وزارة الزراعة والمياه وعضوية هذه الجهات لتفعيل الاحتفاء بالأسبوع الخليجي للمياه بما يحقق الهدف منه وقد تم الاحتفاء بالأسبوع الخليجي الأول للمياه خلال الفترة من 27/11/ 4/12/1419ه وكان شعاره المياه أساس الحياة فلنحافظ عليها.ويتم الاحتفاء بالاسبوع الخليجي الثاني للمياه خلال الفترة من 16/12 22/12/1420ه وشعاره مياه الشرب محدودة فاقتصد في استخدامها بينما شعار اليوم العالمي للمياه لهذا العام )الماء للقرن الحادي والعشرين( ويلاحظ وجود تعديل في الشعار للأسبوع الخليجي للمياه عن اليوم العالمي احياناً في حالة عدم توافق الشعار العالمي مع ظروف دول مجلس التعاون الخليجي الطبيعية.واود هنا ان اشير الى الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه التي نفذتها وزارة الزراعة والمياه بتوجيهات سامية كريمة من لدن ولاة امر هذه البلاد يحفظهم الله وبرعاية ومتابعة مستمرة من معالي الوزير حيث انطلقت هذه الحملة اعتباراً من 26/2/1418ه ونُفذت مرحلتان منها وسيبدأ بإذن الله في المرحلة الثالثة قريباً.لابد لأي منصف ان يثمن جهود الدولة في تأمين مصادر المياه الصالحة للشرب للمواطن والمقيم على ارض هذه البلاد الطيبة ولن اتطرق للمشاريع العملاقة الكبيرة التي نفذت في السنوات القليلة الماضية ولكنني سأشير بالاسم فقط لبعض المشاريع التي وضع حجر اساسها او التي تم افتتاحها خلال الحملة الوطنية لترشيد المياه فقد تم وضع حجر الاساس لمحطة تحلية مياه الشعيبة الثانية وكذلك وضع حجر الأساس لايصال مياه البحر المحلاة لمحافظة الاحساء كما تم افتتاح سد الملك فهد في بيشة وصدرت موافقة سامية كريمة بإيصال المياه المحلاة لمنطقة عسير حيث وصلت مياه البحر المحلاة الى مدن ابها وخميس مشيط كما تم افتتاح مشروع مياه الدوادمي وعفيف وكذلك افتتاح مشروع مياه البكيرية وافتتاح محطة التحلية لمنطقة المدينةالمنورة المرحلة الثانية وغيرها من المشاريع التي تصب في خدمة وراحة المواطن والمقيم على هذه الأرض.لابد من توجيه دعوة لكل مواطن ومقيم على ارض هذه البلاد بأن يثمن ويقدر جهود الدولة ايدها الله في تأمين المياه الصالحة للشرب وان يتقي الله في المحافظة عليها وترشيد استخدامها وينصح من يهدر المياه سواء من بيته او جيرانه لان هذه ثروة غالية لاتعوض بثمن، كما اوجه دعوة للجهات الحكومية المشاركة في اللجنة الوطنية للاحتفاء بأسبوع المياه الخليجي الثاني بتفعيل هذا الاسبوع كل حسب اختصاصه سواء عن طريق وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وإعداد المطويات والملصقات التي تحمل عبارات ترشيدية وتصحح اساليب خاطئة في استخدام المياه وبالمراقبة الدورية للمياه التي تهدر من بعض المنازل بعد غسلها ليعي المواطن أهمية المسح للارضيات بدلاً من غسلها بالمياه وكذلك الالزام بتنفيذ خزانات مياه في كل منزل حيث لايوجد مثل ذلك في بعض المناطق مما يتطلب معه توفير مياه الشبكة بصفة مستمرة وكذلك الحث على ترشيد استخدام المياه خلال نقل المباريات الرياضية والمناسبات المهمة الأخرى وحث ائمة المساجد على توجيه المواطنين بترشيد استخدام المياه وحث النشء من طلاب وطالبات المدارس عن طريق مدارسهم بأهمية ترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها, حفظ الله لهذه البلاد قادتها وادام عزها واستقرارها.