لم ينل التفكير العلمي حظاً أوفر من الاهتمام في أي فكر مثل ذلك الذي ناله في ظلال الفكر الإسلامي الأصيل، النابع من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فالإسلام يربي الانسان تربية متكاملة: ينمي عقله، ويرقى بروحه، ويسمو بفكره,فقد دعانا الإسلام إلى التفكير والتساؤل عن سر هذا الكون العجيب في تنسيقه، المتكامل في ابداعه، ولم يكن ذلك التفكير بغرض الفلسفة أو التقوّل، أو الاكتفاء باظهار الدهشة والاعجاب، بل هو التفكير العلمي السليم الذي يجعلنا ننظر نظرة وعي وتدبر إلى ما نشاهده من بديع صنع الله، أمام عظمة الخالق، فنزداد ايماناً مع ايماننا، ويقيناً على يقيننا.والتفكير العلمي في الاسلام، هو تربية شاملة يستنير بها العقل ويرشد، ويستقيم بها السلوك ويسمو، فإن كان الإنسان قد تميز عن غيره من المخلوقات بالعقل، فان استعمال هذا العقل واستثمار طاقاته في البناء والعمل والاستزادة من طرق الخير، هو ما يميز انساناً عن غيره من بني البشر,ومما لا مرية فيه أن التفكير العلمي يعد أمضى سلاح للتخلص من كثير من السلوكيات غير العلمية، كالارتجال والتواكل والسلبية وغيرها,والله الموفق.