نحن في هذا الوقت بأمس الحاجة إلى ما يعمق إيماننا ويقويه.. ومن ذلك تعزيز التكافل الاجتماعي الذي يجمع الناس على الخير ويوحد الكلمة ويزيد المجتمع الإسلامي قوة ومتانة وثباتاً. تحية واحتراماً لكل الذين تبنوا وأسسوا ومولوا ودعموا مشاريع الخير في بلادنا الغالية. ولكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح أي مشروع خيري أو اجتماعي. وانه لما يثلج الصدر أن نجد مظلة الجمعيات واللجان الخيرية تتمدد لتشمل مدن وقرى المملكة على اتساع أطرافها.. ويزيدنا غبطة أننا لم نعتن بفئة وننس فئة أخرى بل تعددت وتنوعت الجمعيات لتشمل الفقراء والمساكين والأيتام والمعاقين والعجزة والمرضى والمشردين والشباب المحتاج إلى الزواج وأسر السجناء وأهالي المرضى وغيرهم. وخلال أعوم قلائل تطور أداء العمل الخيري في بلادنا فأقيمت مراكز التدريب لتغني الفقراء والمحتاجين عن السؤال.. وتأسست مراكز الأبحاث التي سيكون من ثمراتها مواجهة قضية الإعاقة وقايةً وعلاجاً. ولقد ارتفع مستوى الوعي بالعمل الخيري، وبدأ كثير من الناس يلتفت إلى مختلف احتياجات المجتمع، بل إن الأهم من هذا كله التوجه إلى الأوقاف الخيرية. فالوقف له شأن كبير في تاريخ المجتمعات الإسلامية.. أخذه العالم الغربي عنا فطوره ونظمه ونتج عن ذلك جامعات ومعاهد ومراكز أبحاث ومستشفيات ومصانع وغيرها.. مما دعم الحضارة الغربية ومكنها من الصمود والتطور حتى غدت على ما هي عليه من مكانة.. فنحن أولى بالعودة وتفعيل الوقف الخيري احياء للسنة النبوية الكريمة. وأنه مما وفق الله إليه ولاة أمرنا- أعزهم الله ونصرهم- اهتمامهم بالرعاية الاجتماعية وجعلها ركناً من أركان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.. هذه الوكالة «وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية» تقوم بأعمال جليلة للغاية والقائمون عليها رجال مخلصون شرفهم الله بالمسؤلية الكبيرة. وإن المهرجان الأول لرعاية المعوقين الذي شعاره «لنجعل من الإعاقة انطلاقة».. هو إحدى الأفكار النيرة والواعية التي تنفذها الوزارة الموقرة. وقد سبقه في العام الماضي المهرجان الأول لليتيم ومهرجان الجمعيات الخيرية وغيرها من الأعمال الجليلة. انعقد هذا المهرجان من 22 إلى 24/10/1424ه وكان برنامجه حافلاً بالحلقات العلمية التي شارك فيها نخبة متميزة من كبار الخبراء على مستوى المملكة. وصدرت توصياته ونشرت في الصحف وكانت على مستوى الحدث. نسأل الله تعالى أن يوفق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وعلى رأسها معالي الدكتور علي النملة في تفعيل التوصيات ونقلها إلى الواقع الملموس ليعم بنفعها أفراد المجتمع الخير وفي مقدمتهم المعاقون وأسرهم. وبهذه المناسبة أدعو جميع الموسرين في بلادنا الغالية لدعم مشاريع رعاية المعاقين ومراكز الأبحاث وكل الفعاليات الخاصة بهم داعياً المولى جل وعلا أن يجنبنا جميعاً شرور الإعاقة. أختم بالشكر والحمد لله سبحانه وتعالى أن من علينا بحكومة وولاة أمر يدعون إلى الخير ويتبنونه ويساندونه ويشجعون عليه.