تزايدت وتيرة التوتر والشعور بالاستياء داخل الأوساط الطلابية والشعبية في مصر تجاه دعوة الرئيس الفرنسي جان شيراك لسن قانون يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، حيث قام طلاب جامعة الإسكندرية بتوزيع بيانات ومنشورات تدعو لرفض دعوة شيراك وارسلوا احتجاجات الى السفير الفرنسي بالقاهرة والقنصل الفرنسي بالاسكندرية وقد تواكبت هذه الاحتجاجات مع ما أعلنه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» من معارضة لدعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لسن قانون يحظر ارتداء الحجاب ورموز دينية مسيحية ويهودية أخرى في المدارس العامة. وقال المجلس - وهو أكبر جماعات الحقوق المدنية المسلمة الأمريكية - في موقعه على الإنترنت إن الحظر المقترح سوف يحد من قدرة أبناء الأديان المختلفة بفرنسا على ممارسة معتقداتهم الدينية بحرية، وأن مثل هذه الخطوة تعد انتهاكا للدستور الفرنسي ومواثيق حقوق الإنسان الأوربية. وأضافت كير أن دعوة الرئيس الفرنسي على الرغم من أنها موجهة بشكل علني ضد رموز دينية مختلفة إلا أنها تستهدف وبشكل واضح الوجود الإسلامي في فرنسا. وأوضح نهاد عوض المدير العام ل «كير» أنه لا يمكن لبلد ما أن تحافظ على قواعد الحرية والمساواة بينما تحرم مواطنيها من حقوقهم الدينية.. الحظر المقترح على ارتداء الرموز الإسلامية والمسيحية واليهودية لن يؤدي إلى الدفاع عن علمانية فرنسا. ارتداء النساء المسلمات أو الرجال اليهود لملابس دينية ليس دعماً لدين ما من قبل الدولة، وأتمنى أن ينضم إلينا القادة المسيحيون واليهود من شتى أنحاء العالم في المطالبة بمعارضة القانون المقترح. وأشار عوض إلى معارضة قيادات دينية مسلمة ومسيحية ويهودية بفرنسا لحظر ارتداء الرموز الإسلامية بالمدارس العامة الفرنسية. يذكر أن كير نجحت على مدى العقد الماضي - من خلال استخدام حملات التوعية والضغط الجماهيري والإعلامي والسياسي والقانوني - في حماية حق النساء المسلمات في ارتداء الحجاب بمختلف القطاعات العامة والخاصة بالمجتمع الأمريكي، وهو حق يكفله الدستور والقوانين الأمريكية. ويخشى مسلمو أمريكا من أن تنتقل حمى العداء للحجاب إلى الولاياتالمتحدة في ظل تصاعد خطاب الكراهية وممارسات التمييز ضد الإسلام والمسلمين في أمريكا وخصوصاً من قبل الجماعات اليمينية المتشددة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وتجاه تفاعل هذه الاحداث وفيما يبدو انه محاولة لتطويق هذا التوتر في بدايته التقى السفير الفرنسي بالقاهرة جان كلود كوسران بفضيلة شيخ الازهر الشريف الدكتور محمد سيد طنطاوي حيث اكد السفير الفرنسي ان حظر الحجاب في المدارس الفرنسية لا يمثل اضطهادا للمسلمين ولا مسا بحرية العقيدة. وأشار الى ان فرنسا أنشأت مجلسا تمثيليا للمسلمين المقيمين فيها للرجوع اليه في الاستشهادات الخاصة بأمور الدين، مؤكداً ان المسلمين في فرنسا يتمتعون بكافة الحريات وحقوق المواطنة بفرنسا.