منذ أن صدرت إرادة جلالة الملك فيصل الباني بتعيين سمو الأمير فهد بن محمد آل سعود أميراً على منطقة القصيم وسموه يعمل بكل طاقته ولا يدخر وسعا وستكون ثمرات ذلك لعموم أرجاء المنطقة، في جميع الشؤون الحياتية، ولا غرو في ذلك، فالأمير يتمتع بصفات الحيوية والنشاط، وقد برزت فعالياتها لجميع الأهالي. ويسر «الجزيرة» أن تقدم لقرائها هذا الحديث الذي حظيت به من سمو الأمير فهد، والذي يبرز الأهداف والمرامي التي ترنو إلى تحقيقها حكومة الفيصل المعظم.. * قمتم سموكم بتطوير جهاز الامارة ودعمتم جميع أقسامه بالأيدي الإدارية والفنية الحية فهل في نية سموكم تدعيم مراكز إمارات مدن المنطقة بالأيدي العاملة لتضطلع بمسؤولياتها على الوجهة التي ترضي سموكم؟ - نعم لا شك في ذلك فسوف لا أدخر وسعاً في تطوير جميع مراكز الإمارات التابعة بقدر الاستطاعة وفي حدود الامكانيات ولقد شكلت عدة لجان لدراسة احتياجات إمارات المنطقة تمهيداً لتطويرها ودعمها ولكن هذا بالطبع لا يتحقق إلا على مراحل نظراً لاتساع منطقة القصيم وكثرة احتياجاتها ومتطلباتها. * الشعور السائد لدى سكان المنطقة أنه منذ أن تسلمتم مهام أعمالكم وأنتم تعملون على تطوير المنطقة حسبما تسمح به الإمكانيات، فهل تتكرمون سموكم بايجاز ما تخططون لتحقيقه وما تأملون تحقيقه في المستقبل؟ - أما ما أخطط لتحقيقه لهذه المنطقة فهو النهوض بها لتكون في مستوى بقية مناطق المملكة في جميع المجالات الزراعية والتعليمية والصحية والاجتماعية والتنظيمية بالتعاون مع الوزارات ذات العلاقة ولا أعتقد أن هناك داعياً لذكر ما أخطط لتحقيقه فالأيام سوف تكشف هذا لك وللاخوة المواطنين، أما ما آمل تحقيقه في المستقبل فهو كل ما يعود على هذه المنطقة بالخير والازدهار. * مراكز امارات مدن المنطقة متباعدة بعضها عن البعض الاخر والاتصال المباشر غير متوفر الآن ما رأي سموكم لو أنشئت شبكة هاتفية وأخرى شبكة خطوط مسفلتة تربط مراكز إمارات المدن بمقر امارة المنطقة ليكون الاتصال معها فورياً وسريعاً؟ - هذا صحيح ولا شك إن ايجاد شبكة هاتفية وشبكة خطوط مسفلتة أوسع من الشبكات الحالية تربطان مدن المنطقة بالمقر الرئيسي للإمارات شيء نود تحقيقه ونأمل من وزارة المواصلات اعطاء هذا الموضوع نصيبه من العناية والدراسة لما له من الأهمية في تحسين وضع المنطقة. * لقد سبرتم غور المنطقة من جميع جوانب الحياة الاجتماعية وسموكم لا شك قد لاحظتم سوء التخطيط من جانب الأهالي وعدم حسن اختيار الأحياء السكنية والصحية الاستراتيجية فهل لدى سموكم اقتراح في هذا الشأن؟ - الواقع إن ما أشرت إليه من سوء تخطيط من جانب الأهالي وعدم حسن اختيار الأحياء السكنية والصحية الاستراتيجية كما أسميته أنت قد يكون في فترة من فترات الماضي وهذه ظاهرة موجودة في كل مجتمع حتى تصل إلى هذا المجتمع يد الاصلاح والتخطيط الحديث المدروس وما حصل في منطقة القصيم حصل لكثير من مدن المملكة فقد كانت الحركة العمرانية في أغلب مدن المملكة بطريقة عشوائية وما أن امتدت يد الإصلاح والتخطيط إلى مدن المملكة في عهد باني النهضة السعودية حتى اكتشف الأهالي الخطأ الذي كانواواقعين فيه والذي لولاه لما خسرت الدولة المبالغ الطائلة من أجل تحسين وتنظيم هذه المدن، ولا شك إن ايجاد البلديات له أثره الكبيرفي تطوير أوضاع المدن وليس بخاف على أحد ما كانت عليه هذه المدن من قبل خمسة عشر عاما وما هي هي عليه الآن، أما ما اقترحه بالنسبة لما ذكرت فهو أن يتجاوب الأهالي مع المسؤولين ويتقبلوا الارشادات والتوجيهات التي تعطى لهم لكي يتحقق لهم التطور المطلوب عمرانياً وصحياً. * المواطنون يشعرون شعوراً دقيقاً بما تبذلونه من عناية بالمستشفى المركزي ببريدة، وبما تخصونه به من تطوير وتقدم ولا ريب في أنكم لاحظتم بأن بعض الأقسام الطبية العلاجية ينقصها الأطباء الأخصائيون مثل طبيب عظام وأمراض صدرية لعلنا في المستقبل القريب وبفضل اهتمامكم نرى هذا النقص سد وأصبح المستشفى يؤدي خدماته على أحسن ما يرام؟ - عنايتي بمستشفى بريدة هي جزء من عنايتي بالصحة في جميع مدن هذه المنطقة وبالتعاون مع معالي وزير الصحة سوف يتحقق لجميع المستشفيات في هذه المنطقة سد النقص الحاصل بها إن شاء الله. * ما رأي سمو الأمير في سير التعليم في المنطقة، وفي عموم مراحله؟ - سير التعليم في منطقة القصيم يظهر لي سائر على خير ما يرام ولا شك في أن القائمين على مراقبة سيره قد بذلوا قصارى جهودهم لضمان سيره على الوجه المطلوب وفي الاطار الذي يكفل للأجيال القادمة حياة أفضل ومستقبلاً أكثر ازدهاراً. * في ختام هذا اللقاء الذي اتاحه سموكم لقراء الجزيرة نطمع أن توجهوا نصيحة لاخوانكم وأبنائكم من المواطنين بمنطقة القصيم؟ - أود ألا تكون كلمة لأهل القصيم خاصة بل شاملة لجميع أخواني المسلمين بأن عليهم التمسك بدينهم القويم إذا كانوا يطمعون في رضاء الله والفوز بخير الدنيا وخير الآخرة وأن يكونوا يقظين لما يدور حولهم من تيارات ودعوات هدامة تسعى للاطاحة بهذا الدين، وتشتيت شمل المسلمين الذين، كانوا أقوى أمة على وجه الأرض لما تمسكوا بدينهم وحافظوا عليه، ونسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا لما فيه الخير وأن يهدينا سبيل الرشاد وأن يأخذ بيد حامي حمى الإسلام مولاي جلالة الملك المعظم فيصل بن عبدالعزيز ليعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها إن الله على كل شيء قدير.