مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان». ناشد عدد من المسؤولات والأكاديميات أفراد المجتمع كافة من مواطنين ومقيمين بالتعاون مع الجهات الأمنية للاطاحة بالعناصر المطلوبة في القائمة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية عبر وسائل الاعلام وقالوا التعاون حفظ للأمن واستقرار للبلاد من فئة سعت في البلاد فساداً. جاء ذلك في تصاريح متتابعة ل«الجزيرة» حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة والانجازات الأمنيةالتي تتبعها وتحقيقاً لمبدأ التعاون الأمني لاستقرار أمن بلاد الحرمين الشريفين أكدت الدكتور منيرة العلولا عضو هيئة التدريس في كلية التربية للبنات بالرياض ان الأمن مسؤولية المواطن قبل ان تكون مسؤولية الجهات الرسمية وقالت التعاون مع مسؤولي الأمن واجب حتمي على الجميع دون انتظار المكافأة مشيرة إلى ان المكافأة الحقيقية حفظ الأرواح والبلاد والأملاك. وأشارت د. منيرة إلى ان انقطاع الصلة بين الجيران في بعض الأحياء والتعارف يتيح فرصة استقرار الخلايا المطلوبة بينهم وسط الأحياء بأمان واطمئنان مؤكدة ان الواجب من أهالي الحي التعرف على الساكنين الجدد والكشف عن حالهم وذلك تحسباً للوضع الأمني الذي قد يشتت شملهم داخل بلادهم. وأهابت بكافة فئات المجتمع مواطنين ومقيمين رجالا ونساءً من عدم التهاون بالتعاون مع الجهات الأمنية للقضاء على هذه الفئة الضالة عن الحق. وبيّنت عضو هيئة التدريس في كلية التربية للبنات بالرياض ان المربي عليه واجب التوعية والتثقيف وتنبيه الناشئة لما يجب عليهم في هذه المواقف تجاه المجتمع والأمة وغرس روح المواطنة والانتماء الى الدين والوطن والمجتمع والأسرة، وقالت في هذا الصدد: كما ان من الواجب وسط خضم هذه الأحداث المشينة متابعة الأبناء وتربيتهم التربية السليمة ليعرفوا الحق ويتبعوه والباطل فيجتنبوه مشيرة إلى أنه يجب الحذر من أي تصرف مريب وغريب لدى الأبناء ومحاولة معالجته في الوقت نفسه وذلك درءاً للمفاسد التي قد تنجم عنه. كما قالت سهام الدوسري رئيسة شعبة الاحصاء بإدارة الاشراف التربوي بمنطقة الرياض ان الوطن دار أمن وأمان واستقرار وعليه يجب على المواطن والمقيم ان يحافظ عليه بكل ما نستطيع من قوة وان نساهم جميعاً في مكافحة الارهاب والتبليغ والادلاء على المطلوبين حتى نشكل يداً وصوتاً وعيناً واحدة نضرب بها بقوة الايمان وحب الولاء للوطن والمليك من رجال دين وأهل فكر وأدب وأسرة تربية وتعليم ومنابر اعلام ومجالس ذكر ودعاة وآباء وأمهات. وأضافت سهام الدوسري انه يجب الضرب بيدٍ من حديد على هذه الفئة الضالة ولا تأخذنا فيهم شفقة ولا رحمة وان نعمل على تفكيك شملهم واحباط مخططاتهم مشيدة بالمواطن الذي أفاد بمعلومات للجهات الأمنية أطاحت بأحد المطلوبين وقالت «لا شك أنها الغيرة على العرض والمال والأهل وهو الأمر الذي نبع من الايمان الراسخ». وأشارت رئيسة شعبة الاحصاء بمنطقة الرياض خلال حديثها ل«الجزيرة» الى ان الأحداث التي حصلت في بلاد الحرمين الشريفين هي احداث مؤلمة تحزن لها القلوب نافية ان يكون في العالم العربي والاسلامي مجتمع يؤيد العمل الارهابي الذي يروع الآمنين ويسفك الدماء والأموال والأرواح البريئة من نساء وأطفال وشيوخ وهدم لممتلكات أبناء الوطن والمقيمين. وأضافت ان هذه الفئة الضالة تناست القيم الحميدة والتعاليم السمحة في ديننا الحنيف دين الاسلام الذي هو دستور هذا البلد الكريم والذي أتي من محكم كتابه الكريم من الآيات ما نهت عن هذا العمل المهين بقوله تعالى:{ولا تّقًتٍلٍوا النَّفًسّ التٌي حّرَّمّ اللَّهٍ إلاَّ بٌالًحّقٌَ}. وقوله تعالى:{ومّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا وغّضٌبّ اللَّهٍ عّلّيًهٌ ولّعّنّهٍ وأّعّدَّ لّهٍ عّذّابْا عّظٌيمْا}. ونادت سهام الدوسري هذه الفئة عن طريق أولياء أمورهم بالعودة الى الرشد والتوبة الى الله ليغفر الله لهم كما ورد في قوله تعالى:{إلاَّ الذٌينّ تّابٍوا وأّّصًلّحٍوا وبّيَّنٍوا فّأٍوًلّئٌكّ أّّتٍوبٍ عّلّيًهٌمً وأّّنّا التَّوَّابٍ الرَّحٌيم ٍ}. فيما أوضحت حصة الحسين الموظفة بادارة الاشراف التربوي بمنطقة الرياض ان الأفكار التي يعمل بها الارهابيون والأعمال التي يقومون بها مرفوضة جملة وتفصيلاً وقالت أثناء حديثها ل«الجزيرة» بعد اعلان وزارة الداخلية لصور المطلوبين عبر وسائل الاعلام وطلبهم بتعاون المواطنين والمقيمين للافادة بمعلومات للجهات الأمنية للاطاحة بعدد من المطلوبين قالت يجب على المواطن والمقيم ألا يتأخر عن الابلاغ على هذه الفئة التي ضلت عن طريق الحق وتوضيح ان هؤلاء ليسوا من الاسلام في شيء وان الاسلام براء منهم ومن أعمالهم. وأضافت حصة الحسين ان الوطن اعطانا من خيراته الكثير ومن واجبنا عليه التعاون مع بعضنا الآخر حتى نكون مجتمعاً متلاحماً ومتماسكاً مشيرة إلى أننا بذلك لم نقدم ما يستحقه الوطن من تقدير وولاء لأن الأمر أكبر من ذلك. كما أكدت هناء الحسن مسؤولة التخطيط والحاسب الآلي في مركز التدريب التربوي بالرياض ان على المجتمع العمل بما يعلم حتى يستطيع ان يتغير للأفضل وقالت ان افادة أحد المواطنين خدمت المجتمع بما فيه من مسؤولين وأفراد وانقذت أبرياء مما سيحصل مستقبلاً لو لم يطح بهذا العنصر. وأضافت ان هذا المواطن له عظيم الجزاء من الله تعالى مشيرة إلى ان استشعارنا للمسؤولية يحتم علينا ألا ننتظر المقابل أو الحافز لكي نتحرك مؤكدة ان الحوافز والمكافآت من الله سبحانه وتعالى إذا اعلينا قيمنا وخدمنا مبادئنا. وطالبت هناء الحسن الجميع على مختلف مجالاتهم بالعمل على تحفيز الأفراد واعلاء هممهم نحو المسؤوليات العظمى والاقتداء بالسلطات في تنفيذ مثل هذه الخطط القويمة التي أعطت نتائج ايجابية سريعة وألا يكون هذا التضامن والتحول الايجابي في المجتمع مؤقتاً تبعاً للحدث أو الظرف الجلل الذي نعيشه الآن إنما يستمر حتى ننهض بأمتنا الاسلامية نحو الكمال.