حين سئل صلى الله عليه وسلم عن العمرة:«أفي كل عام يا رسول الله»؟ سكت: فسألوه عن سبب سكوته فقال صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجَبَت: لكنها تجب في العمر مرة واحدة». أخونا نزار رفيق بشير - يحفظه الله - قام في شعبان 1424ه برحلة الى مكة والمدينة، ادى العمرة وتشرَّف بزيارة المسجد النبوي والسلام على اشرف الخلق - محمد صلى الله عليه وسلم. الرحلة العُمْرية.. كان هذا هو العنوان، وما أقرب النسب هنا إلى «العُمْر» واتفاقها أيضاًً مع ما جاء بالحديث الشريف من وجوبها مرة واحدة في «العمر». عوداً على بدء.. أعود إلى هذا المقال الذي أرخى سدوله على حجم الصفحة «صفحة الرأي بتاريخ 27 شعبان 1424ه» فشغل منها 39% من مساحتها، واسائل نفسي: ما عساه ان يستفيد القارئ الكريم من هذا السرد؟ فلا «علاَّمة» كتب ولا «مجاهل إفريقية» وصف، وكأن الصفحة عجز قراؤها، وروَّادها عن سد سوادها فكفاهم الأخ الكريم نزار شر الكتابة، وكأنما قد غاب عن خاطره ان هذه المساحة ليست حكراً على قلم بعينه، وكأنما الذي يعنيه هو الانتشار، أو أن لسان حاله يقول:« أنا ومن بعدي الطوفان». الأستاذ نزار له تحليلاته الشعرية اللطيفة، مع أنه في احايين كثيرة قد ينسى نفسه وأعتقد أنه لو كانت المساحة مدفوعة لما بلغنا «بسكون العين» معشار ما نبلغه الآن «أنا وغيري»، ولتسابقنا - جميعاً - في رفع شعار:« خير الكلام ما قلَّ ودل». والآن.. ليفسح لي الأخ نزار بشيء من المداخلة الهدف منها هو الاستفادة قبل الإفادة: 1- قولك يا أستاذ: كنت أريد أن أقول له: قبل ان يولد أبوك كان لديَّ غرفة نوم كاملة «هذا اسلوب لا يليق صدوره من مثلك، وخصوصاً ان الاخ السوداني لم يتعدَّ حد الادب، وأنت شخصياً الذي دفعته لذلك حين عَلَّقت ثوبك على جدار الغرفة فقال لك: عَلِّقه في الدولاب» ورددت بقولك: «أنا مش متعوِّد ثم توقفت تماماً كمن يقرأ قوله تعالى{يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا لا تّقًرّبٍوا الصَّلاةّ} فعلى من تقام الحجة؟: نعيب «كلامَنا» والعيبُ فينا وما «لكلامنا» عيبٌ سِوانا 2- أراك فضَّلت قول: «وقد صَلَّيت في ثلاثة المساجد» على قول: وقد صَلّيت في المساجد الثلاثة» مع ان الاخيرة قد تكون أرقَّ سمعاً وأخف وقعاً من الاولى، منك استفيد ويستفيد غيري. 3- حين دخلت مطعماً باكستانياً وطلبت ما طلبت، وجاءوك بما طلبت عَقَّبْتَ في نهاية هذه العبارة بقولك«: والله يعينني على الدخول والخروج». والسؤال: ما علاقة قولك« والله يعينني.. بما قبلها حيث لا شيء بعدها؟ واي دخول وخروج هذا الذي تعنيه؟ ولماذا التشتيت؟ 4- يبدو أنك يا أخي تخلط بين جنسية المحل وجنسية من يعملون به، ولكن كيف تقبل ان يأتيك «الجرسون» بصحن خضار مسبَّك - على الطريقة المصرية - وبه من اللحم «قطعة عظم مشفِّي صافي»؟ اما محاسب المطعم - والذي أشرت إليه بأنه «مصري معمم» فأنا اؤكد لك اختلاط الجنسيات عليك، بدليل قولك أنه مقابل شكواك من قطعة «العظم المشفّي» اعاد لك ريالين وقال لك: «خذ ريالين تشبرق بهم، والشاهد هنا يا أخي أن كلمة «تشبرق» هذه غير مصرية، واسأل من شئت من اهل الخليج. 5- أما وصفك للخدمات بقولك: أن الزوار يقضون حاجتهم على الكهرباء» فهو قول فيه جفاف وغلظة وتورية: 6- واكبر خلط اختلط عليك يا سيدي انك خلطت بين «الرؤية/ الرؤيا» والرؤية: هي ما يراه الناظر في يقظته، والرؤيا: هي ما يراه الناظر في منامه، وهي انواع وليس المجال هنا للسرد والتفصيل. 7- واما طلبك - منا - في نهاية الرقعة التي حجبتها عنا دون فائدة تذكر - ان ندعو لك بالعودة، ففيه من الاثرة والانانية ما فيه - وكان الاجدر بك يا سيدي ان تدعو أنت لنا بما مَنَّ الله عليك به، وحينئذ تكون يا سيدي ممن امتدحهم الله تعالى بقوله: {وّيٍؤًثٌرٍونّ عّلّى" أّنفٍسٌهٌمً وّلّوً كّانّ بٌهٌمً خّصّاصّةِ } وفي مقالها بتاريخ 20/9/1424ه بعنوان:« هذا ما نريده من صفحة الرأي» تدعو الأخت هدى سالم القحطاني ان تهتم الصفحة بالقارئ العادي وعدم حكر الصفحة على الاقلام الكبيرة والاسماء المعروفة. وكذلك في تعقيبه - عليها - بتاريخ 8 شوال 1424ه يقول الاخ/ عبدالرحمن عقيل حمود المساوي: هذا ما نريده نحن القراء، نريد صفحاتنا لنا فقط، لا يشاركنا فيها احد لأنها لم تنشأ الا لنا، وهذا من حقنا». خاتمة بهذا لست وحدي الذي يطالب بإفساح اكبر رقعة ممكنة لا لهدف شخصي، ولكن لغرض الاستفادة من اكبر قدر ممكن من الآراء والمناقشات الهادفة، والاثراء الجميل، وان كنت حقيقة اعتب على أخي عبدالرحمن المساوي ما يعتور مقالاته - وما أكثرها - من تكرار بعض الالفاظ فالتكرار يصب في نفس الهدف الذي نحن بصدد تحجيمه، كما أنه يصيب الاسلوب الجميل بشيء من الركاكة والضعف «بفتح الضاد المشددة» وختاماً.. أرجو وأرجو ألا يفسد الخلاف بيننا للود قضية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته