لقد أكرمنا الله تعالى بهذا الدين وجعله رحمة لنا وجعلنا أمة وسطا لنكون شهداء على الناس. وديننا الإسلامي دين يرفع النفس الكريمة ويباركها ويزكيها ويختار لها المقام الأعلى ويضيء لها الطريق طريق الهداية والصواب ويحثنا على ما هو صالح لنا في هذه الحياة. ولو رجعنا إلى الوراء ونظرنا في عصر الصحابة رضوان الله عليهم ذلك النفر القليل الذين أقاموا هذه الدولة الإسلامية خالدة بقيادة الهادي البشير عليه الصلاة والسلام. كانوا عبادا بالليل وأسودا بالنهار لا يخافون في الله لومة لائم ان الايمان اذا تغلغل في القلب صعب نزعه ولا يزداد صاحبه مع الشدائد إلا ايمانا وصبرا.. كانوا خشنين لا يحبون الترف... أقوياء على الكفار.. رحماء فيما بينهم. وجاء عمر شاب يزوره وهو في نزعه الأخير فلما أدبر رأى ثوبه يسحب على الارض فناداه: ارفع ثوبك وأرض ربك. ثم لننظر إلى بعض شبابنا في عصرنا الحالي الذين أخذوا يقلدون الغرب وذلك فيما يسمونه بالخنفسة بتطويل شعورهم وسوالفهم، وما أسرعهم وأبدعهم إلى هذا التقليد الأعمى.. حقا انه منظر مخجل لصاحبه ولمن في قلبه غيرة على هذا البلد الإسلامي الطاهر. انني اعتقد بأن هؤلاء المتخنفسين اذا دعت الحاجة إليهم ونادى منادي الجهاد لا يستطيعون ان يشدو على زناد البندقية والمدفع وذلك لأنها أشياء لم يألفوها، فقد الفوا القبض على المشط والتطلع في المرآة. أيها الشباب تذكروا حديث الرسول القائل «اخشوشنوا وامشوا واركبوا» وكونوا قدوة لهذا البلد الإسلامي. انه مجرد نداء نهمسه في آذانكم لعل الله يهيئ لكم من أمركم رشداً. المرسل سعيد علي العلكي