أمي الحبيبة.. أحبك يا أمي.. فلطالما أحطتني بالرعاية والحنان.. فلكِ عليَّ من الفضل الشيء العظيم.. أمي الغالية.. حبي الكبير لكِ يدفعني دفعاً، وبقوّة كي أصارحك بمكنونات نفسي.. أماه لقد تعبت في بنائي أنا وإخوتي الشيء الكثير، حتى اشتدت سواعدنا، وأصبحت تريدين أن تقطفي ثمرة هذا الجهد والتعب.. وهذا حق من حقوقك لا نغفله بل نشيد به، ونفخر بأن الله قيّض لنا أماً مثلكِ، يهمها حال أبنائها وصلاحهم.. ولكن أماه.. أرجوك ثم أرجوك.. لا تنظري إليّ دائماً من زاوية واحدة.. لا تطلبي مني الكمال في كلّ الأوقات.. لا تقارني بيني وبينك في كلّ الأحوال.. فلطالما سمعت منكِ عبارة : «عندما كنت في مثل عمركِ كنت.. وكنتُ..».. أمي الحبيبة.. لكلّ منا جيله الذي وُجد فيه.. ولكلّ منا مجتمعه الذي درج فيه.. ربما عشتِ ظروفاً أحسن مني.. وواقعاً أفضل من واقعي بكثير.. ولا تنسي أماه أننا الآن في زمن نكابد فيه شتى ألوان الغزو الفكري والعقدي.. صدقيني أماه.. أنتِ من سيدفعني إلى طريق النجاح بكلماتكِ العذبة.. وأسلوبكِ الليِّن مثلما تعودت منك.. ربّتي على كتفي.. عانقيني.. قبليني.. فلن تتخيّلي حجم السعادة التي سأشعر بها أثناء قربك مني.. أمي الحبيبة.. أقرّ وأعترف بأنه لا يوجد على سطح الأرض من سيخاف عليَّ كخوفكِ أنتِ.. ولا يوجد من سيحرص عليَّ كحرصكِ أنتِ.. فمَن سيحبني كحبكِ؟!!.. بل مَن سيتمنى لي الخير مثلكِ؟!!.. لذلك فأنت تغضبين عندما أقع في الخطأولا ألومك.. اماه : إذا كلفتِني بعمل فشاركيني فيه..فهذه أمنيتي أرجو ألا تفهميني خطأً.. أنا لا أريد زيادة أعبائك.. لكن لا تتخيلين حجم السعادة التي ستحوطني عندما تساهمين معي في الإنجاز.. ما رأيك أن نشترك في حفظ سورة من سور القرآن؟!!.. ما رأيك أن نشترك في تفريغ شريط إسلامي وطباعته ونشره؟!!.. شاركيني هواياتي.. أشركيني معك في الرأي.. أثني عليَّ أمام والدي وإخوتي.. أخبريهم أنني صديقتك المقربة.. بل والخاصّة جداً.. أماه.. دعيني أحبكِ اكثر.. اشتاق إليكِ اكثر.. فأنا اليوم في أشد الحاجة الى رضاك من أيّ وقتٍ مضى..