مع أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك عام 1424ه انتقلت إلى رحمة الله الخالة سارة المدلج والدة محمد وسليمان عبدالله العمر وشقيقة الشيخ محمد المدلج بعد حياة حافلة بالطاعات - نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحداً- وذلك على أثر مرض استدعى إدخالها مستشفى الملك خالد الجامعي. ورغم قوة الألم لم تجزع أو تشتكي، بل كانت ترد على من حضروا لزيارتها من أبنائها وبناتها ولم يتمالكوا أنفسهم من تكرار السؤال عن صحتها تسبقهم العبرات وذرف دموع الشفقة عليها بعد أن ذبل جسمها، تقول لهم ما الموت أخاف إنما الذي أخشاه أن أثقل على أحد منكم.رحمك الله أيتها الصابرة المحتسبة حتى وأنت على سرير المرض تسمعين مَنْ حولك دروساً في الصبر والتحمل والاحتساب. وترديد عبارات التسبيح والتحميد والتهليل. فهنيئاً لمن شغل وقته بالطاعات وابتعد عن كل ما يخدش طاعاته. ومجتمعنا بفضل الله نحسبه كذلك، ولا أدل على هذا من عمارة المساجد وإنشاء الجمعيات الخيرية وكفالة الأيتام وتفطير الصائمين وإفشاء السلام وحب المساكين وهي أمور لا بد أن تترك أثراً محموداً على نفوس أصحابها مما يهوِّن عليهم مصائب الدنيا من مرض وخلافه. لقد زاد من لوعة الفراق ما لمحته على وجوه المعزين من علامات الحزن على موت هذه المرأة الصالحة والذين تقاطروا على المسجد الجامع بمدينة مرات للصلاة عليها وتشييع جثمانها، حيث اكتظت المقبرة والساحات من حولها بالسيارات.نسأل الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته. وعزاؤنا لأبنائها وبناتها وشقيقها وشقيقاتها وأسرة الدايل وأخي غيهب الغيهب في هذا الفقد الجسيم، وأن يرزقهم الله الصبر والسلوان {انا لله وانا اليه راجعون}، والحمدلله على قضائه وقدره. ص.ب 150005 الرياض 11747