في طفولتي.. كنت أتعجب حين يقاطع جدي فرحتي ليردد عبارتهم المعهودة: «عيد أول أحلى». وأغدو أتساءل في نفسي: كيف للفرح أن يدخل بيوتهم الطينية الضنكة؟ وأي عيد دون ألعاب نارية أو ثياب جديدة؟ ولم أدر حينها أن الفرح هو من يسكننا لا نحن من يسكنه، وإن ضاقت به المنازل اتسعت له الصدور بكل رحابه. أما هذه الأيام فتلك العبارة تنساق على لساني كلما شاهدت طفلا تعلو الابتسامة ثغره، وتزيِّن ملامحه الطفولية البريئة. على الرغم من افتقار العيد لمظاهره البهيجة، فحتى لقاء أهل الحي صار تحت قبة المسجد وبين جدرانه بعد أن كانت تمد له البسط مدَّ النظر. عذراً أطفالي الأعزاء فسأقاطع فرحتكم كما كان يفعل جدي لأقول: «عيد أول أحلى».