أعلنت معظم الفصائل الفلسطينية النافذة ترحيبها بالهدنة التي يسعى إلى إقرارها مبعوث مصري رفيع غير ان النجاح الذي تصادفه مهمة المبعوث المصري أثارت حنق اسرائيل الساعية دوما إلى تعطيل أي مساع سلمية حيث أدانت الايجابيات التي تتحقق. فقد ندّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الاسرائيلي يوفال شتاينيتز أمس الثلاثاء بالوساطة المصرية للتوصل إلى هدنة مع الفلسطينيين ووصف مصر التي ترتبط معها اسرائيل بمعاهدة سلام بأنها «وسيط معاد» لاسرائيل. وقال شتاينيتز وهو من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة ارييل شارون للإذاعة الاسرائيلية العامة «ما يجري خطير جداً لأن عنصراً معادياً لاسرائيل يدخل إلى الساحة الفلسطينية وهو عنصر، وفقاً لزعمه، معاد أيضا في رأيي لعملية السلام هو مصر». يشار إلى ان مصر كانت الدولة العربية الأولى التي وقَّعت معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979. وتأتي هذه التصريحات لرئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع وهي واحدة من أهم اللجان في الكنيست «البرلمان» غداة وساطة قام بها رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان من أجل التوصل إلى هدنة تتيح لرئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع التوصل إلى وقف لإطلاق النار.وقد اتفق عمر سليمان وقادة فلسطينيون يوم الاثنين على السعي للتوصل إلى هدنة من جانب الفصائل الفلسطينية إلا ان مسؤولاً فلسطينياً بارزاً قال ان هذه المساعي لن تنجح الا بضغوط امريكية على اسرائيل. وسوف تبدأ محادثات بين السلطة الفلسطينية والنشطاء خلال الأيام المقبلة بهدف صياغة وقف لإطلاق النار يعد حاسماً لنجاح أي حوار مع اسرائيل. وقال قريع لرويترز ان المبعوث المصري عمر سليمان الذي ساعد في التوصل إلى هدنة أعلنتها الفصائل الفلسطينية من جانب واحد في يونيو/ حزيران الماضي سيوفد نائبه إلى غزة اليوم الأربعاء لتوجيه دعوات إلى مصر لاستمرار المحادثات.وأعرب قريع عقب لقائه وسليمان عن تفاؤله بشأن تحقيق تقدم. وقال المسؤولون الفلسطينيون ان أي اتفاق بشأن الهدنة يتوقف على موافقة اسرائيل على وقف الأعمال العدائية، وقالوا ان أي اتفاق سوف يتم تقديمه لاسرائيل مع طلب باتخاذ خطوات متبادلة.وقال نبيل أبو ردينة مساعد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الفلسطينيين يطالبون الولاياتالمتحدة بالتزامات أو ضمانات كي لا تقوم اسرائيل بتحرك يؤدي إلى انهيار أي هدنة جديدة وأنه يتعين على الامريكيين الضغط على اسرائيل لوقف الاغتيالات وجميع أشكال الهجمات كي يتسنى استمرار الهدنة الجديدة. وذكر مسؤول اسرائيلي ان شارون أبلغ المسؤولين الايطاليين خلال زيارته الأخيرة لايطاليا ان اسرائيل سوف تمتنع عن أي عمل عسكري طالما لم تقع تفجيرات أو هجمات. ويواجه الزعيم الاسرائيلي دعوات متزايدة للقيام بجهود جديدة لوقف إراقة الدماء. وطالب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الاسرائيلي وأربعة من الرؤساء السابقين لجهاز الأمن الداخلي «شين بيت» بتخفيف إجراءات الحصار وحظر التجول والقيود الأمنية الأخرى على الفلسطينيين قائلين ان تلك الممارسات تدعم المقاومة المعارضة لمفاوضات السلام. وكانت الهدنة السابقة التي تفاوض بشأنها سليمان قد استمرت لشهرين قبل ان تنهار. وألقى الفلسطينيون باللوم في إنهائها على اعتداءات الجيش الجيش الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. وقال سليمان للصحفيين بعد لقاء مع عرفات وقريع في مقر عرفات برام الله يوم الاثنين انه ستكون هناك هدنة وحوار. وأصدر فصيل فتح الذي كان منقسماً بشأن الهدنة السابقة منشوراً يجدد موافقته على هدنة جديدة بشرط ان تنسحب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية وأن توقف كل الإجراءات ضد الفلسطينيين وفقاً لما ذكره المسؤول الرفيع حسين الشيخ. وقال عدنان عصفور وهو من قادة حماس ان الحركة مستعدة لدراسة وقف لإطلاق النار الذي يقترحه سليمان طالما أوقفت اسرئيل الغارات والاغتيالات. وقال الشيخ نافذ عزام وهو مسؤول من الجهاد الاسلامي ان اي «مشروع جديد» يجب ان تلحق به ضمانات صارمة تلزم اسرائيل «بوقف عدوانها». وتتحدث وسائل الإعلام الاسرائيلية بالفعل عن هدنة فعلية مشيرة إلى عدم حدوث أي تفجيرات فلسطينية منذ أوائل شهر اكتوبر/ تشرين الأول كما أوقف الجيش الاسرائيلي جهوده لاغتيال زعماء جماعات فلسطينية.