أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء أول أمس «الاثنين» مواطناً فلسطينياً ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مدينة الخليل بالضفة الغربية إلى مدينة غزة. وقال ناطق باسم الأمن العام الفلسطيني ل «الجزيرة» : إن الجيش الإسرائيلي الذي كان يعتقل الشاب كمال محمد إدريس (26 عاما) في الضفة الغربيةالمحتلة قام بإنزاله عند مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة حيث مستوطنة ( نيتساريم ) الجاثمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين. وأضاف الناطق الفلسطيني أن قوات الاحتلال طلبت من المعتقل تحت تهديد السلاح التوجه إلى داخل الأراضي الفلسطينية في غزة، حيث قام بتسليم نفسه لقوات الأمن الفلسطيني المتواجدة في المنطقة. وأكدت قوات الاحتلال إبعادها للشاب إدريس قائلة: إنها حصلت على إذن بذلك من المحكمة العليا الإسرائيلية، وموضحة بأن إدريس هو واحد من ثمانية عشر فلسطينيا قد يبعدون لمدينة غزة بسبب اتهامهم بالقيام بنشاطات ضد الاحتلال. وتتهم سلطات الاحتلال إدريس بتنفيذ العديد من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية في مدينة الخليل. وكانت سلطات الاحتلال أعلنت في منتصف الشهر الماضي أنها قررت إبعاد 15 أسيرا فلسطينيا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، ثم أضافت بعد يومين ثلاثة أسماء للقائمة ليصبح عدد المهددين بالإبعاد ثمانية عشر. وفي تعقيب للمصادر العسكرية الإسرائيلية على عملية الإبعاد قالت: إن المنوي إبعادهم متورطون في أنشطة «إرهابية» على حد زعمهم، وأن ثمانية منهم من حركة حماس، وخمسة في حركة الجهاد. وبإبعاد المواطن الفلسطيني إدريس يصل عدد المبعدين الفلسطينيين من الضفة الغربية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ( 44 ) فلسطينيا منهم «30» إلى قطاع غزة هم : أشقاء وشقيقات فدائيين فلسطينيين، وفي العاشر من أيار من العام الماضي أبعدت سلطات الاحتلال ثلاثة عشر فلسطينيا إلى خارج فلسطين، أولئك الذين كانوا يتحصنون داخل كنيسة المهد في بيت لحم وزعوا على ست دول أوروبية. وتقول النيابة الإسرائيلية العامة: إنه وبحسب تقديرات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) فإن هدم بيوت عائلات منفذي العمليات التفجيرية وإبعادهم إلى غزة من شأنه أن يساعد في صد العمليات التفجيرية وفي ردع منفذي العمليات عن تحقيق نواياهم. وقالت مصادر في الشاباك في هذا الصدد: إن الأمر الرئيسي الذي يهتم به الفدائيون قبل خروجهم إلى تنفيذ العملية هو مصير عائلاتهم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ويخشون من أن يتعرض ذووهم لأي سوء. ويقول محللون سياسيون فلسطينيون ل «الجزيرة» : تشكل ظاهرة الإبعاد هذه خطوة يائسة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الحد من ظاهرة الاستشهاد في المجتمع الفلسطيني بعد أن فشلت سياسة هدم المنازل في ردع الفدائيين الفلسطينيين. واعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إبعاد الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة وإلى خارج فلسطين هو بداية لعملية طرد جماعي ( ترانسفير ) للفلسطينيين.