دمار وخراب وحزن ودموع وبحث عن الأهل والأصدقاء والاطمئنان على سلامتهم ووداع مؤقت للمكان والسكان.. حالة هستيرية شهدها مجمع المحيا السكني يوم أمس الأول بعد الانفجارات الانتحارية الارهابية التي هزت سكون المجمع والعاصمة الرياض يوم أمس الأول، وفي هذا المناخ المأساوي الحزين كان لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية للمجمع الأثر الكبير على نفوس السكان وبدد مخاوفهم والرعب الذي يعتريهم. عند بوابة المجمع الرئيسية تشاهد جميع السكان الذين حضروا للمجمع ينقلون أمتعتهم الخفيفة متوجهين الى صديقاً أو فندقاً أو قريباً للسكن عنده خلال الفترة القادمة أما الوجوه فيخيم عليها الحزن والأسى والاصابات الطفيفة، روح الألفة والمحبة والاخاء بين سكان المجمع اتضحت لنا بجلاء حيث الدموع تذرف بغزارة عندما يرى الجار جاره أو الصديق صديقه صدفة أمام البوابة والعناق الشديد المستمر، حالة حزن لم أكن أتوقعها، أو أشاهدها في بلدنا الطاهر الآمن أثناء انتظاري أمام البوابة الرئيسية للمجمع لطلب الموافقة بالدخول والتي لم تأتي لهذه اللحظة حضرت سيارة ليموزين فيها خمس نساء اريتريات وبعد السؤال اتضح ان لهن أخت وردت أنباء أنها متوفية وهي تعمل بالمجمع فرددن اسمها لجميع المارة هل تعرفون عنها شيئا؟!! الدكتور موفق وزوجته الدكتورة سمر من سوريا الشقيقة واللذان يحملان بعض أمتعتهما الخفيفة ودّعا أصحابهما من جنسيات عربية أخرى حدثانا قائلين: بأن الرعب الذي عشناه وقت الانفجار لا يوصف اطلاقا ونحن نسمع ونتخيل بهذا ولكن لم نتخيل أن يكون واقعا وفي بلد الحرمين الشريفين فقد تطاير زجاج النوافذ علينا بشكل قوي جدا وتطايحت أبواب المنزل وكان دوي الانفجار لوحده رعباً يهز القلب مشيرا الى ان زيارة سمو وزير الداخلية ووقوفه على الموقع دليل واضح بأن قيادة هذه البلاد مهتمة بجميع من يكون على أرض السعودية موضحين ان هؤلاء الارهابيين لا يخافون الله ولهم منا اللعنة ومن الله الويل والثبور، وحول سؤالنا الى أين أنتم ذاهبون قالوا: سوف نبحث عن سكن في إحدى الشقق أو الفنادق. مجموعة من الأشقاء اللبنانيين حدثونا بأن هذا العمل الاجرامي الارهابي ليس من صفات المسلمين ولا يعتبر جهاداً ولا يمت للجهاد بصلة فهناك أماكن للجهاد مثل فلسطين أما ان تنتهك حرمة شهر رمضان المبارك وتروع الآمنين مهما كان دينهم فهذا عمل ارهابي والمجمع يقطنه حوالي 98% من العرب والمسلمين من جنسيات فلسطينية وأردنية ولبنانية وسورية ويوجد به حوالي أربع عوائل غربية بالجنسية فقط فهم من أصول عربية ويعتنقون الدين الاسلامي الحنيف الذي يرفض مثل هذه الأعمال فقد روعوا أطفالنا ونساءنا وجعلوهم في حالة هستيرية وقتل بعض من أقاربنا ونحن الآن لا نعلم أين نذهب لا سكن وأهل متفرقين البعض في المستشفى والآخر في حالة صمت منذ البارحة من هول الصدمة. ريم والتي تنتظر زوجها لجلب بعض الأمتعة استعداداً لمغادرة المجمع والذهاب لأهلها في أحد أحياء الرياض تقول ان اطلاق النار الذي سبق الانفجار كان قويا ومع الانفجار غاب عني الوعي من الخوف والرعب الذي انتابني وهناك أحد الجيران علمنا أنه فقد أحد أطفاله والآخرون في المستشفى لتلقي العلاج مشيرة الى ان زيارة الأمير نايف بن عبدالعزيز بددت مخاوفها وحالة الرعب التي تعيشها. عبدالرؤوف باكستاني الجنسية يعمل في أحد المزارع القريبة من المجمع قال: كنت نائما في حدود الحادية عشر أثناء النوم اهتزت الأرض من تحتي وتطاير الزجاج بشكل قوي من الغرفة من شدة الخوف لم أتحرك من مكاني إلا بعد نصف ساعة تقريباً، ولم استطع الخروج مع أنني أشاهد لهب النيران ترتفع من سماء المجمع ولم استطع النوم حتى حضر كفيلي في حدود الساعة الثامنة صباحا مردداً في نهاية كلامه «السعودية كويس بس ما فيه سيم سيم أول». مشاهدات * جميع مداخل الطرق المؤدية للمجمع تم اغلاقها من قوات الأمن. * حضور سيارات جمعية الهلال الأحمر مدعومة بكوادر شابة على هبة الاستعداد لأي طارئ لا قدر الله. * تواجد في المجمع عدد من الدبلوماسيين الغربيين فقد حضر القائم بالأعمال في السفارة النيجيرية والسفير الكندي. * حضر للمجمع عدد من الفضوليين الذين صعدوا الجبل لمشاهدة الأضرار التي لحقت بالمجمع من أعلى بعد أن تم منعهم من الدخول.