انتشرت «بسطات» الوجبات الجاهزة في شوارع جدة بشكل مضاعف مقارنة بالمواسم الرمضانية السابقة واضيفت للمعروضات انواع جديدة من اللحوم المطبوخة والمشويات الجاهزة والاسماك المقلية وكان الاختلاف بهذه الظاهرة ازدحام اطراف الشوارع في تنافس كبير بعد ان كانت المبيعات محدودة بأكلات رمضانية محددة مثل الحلويات وفي مقدمتها «الكنافة» والسمبوسة. بعد صلاة العصر مباشرة تبنى المنصات في وقت قصير وتتكدس فيها هذه الوجبات وكان لتضاعف اعدادها تأثير في ارباك حركة المرور وانسيابيتها التي لم تعد مقتصرة على الاحياء الشعبية وسط جدة فقط ودخلت هذه التجارة الى الاغراءات الطارئة بغية الاستفادة من الموسم لتحقيق المكاسب السريعة. وقبل موعد الافطار بساعة تقريبا يشتد الاقبال على الشراء فيحدث الازدحام المروري والارتباك الذي يوضح فقدان السائقين لقدرة التحكم في اعصابهم لضيق الوقت وتبدو شوارع كثيرة مختنقة بالفوضى المرورية فالجميع صائمون والهدف اختصار الوقت حيث الوقوف الخاطىء والتجاوزات في سباق على اقرب مكان الى هذه البسطات. تجار الموسم يعرفون طبيعة الحالة قبل المغرب فيقومون بتجهيز عبوات الاطعمة مسبقا بينما يصر الكثيرون على انتظار التجهيز امام اعينهم من مقالي المعجنات والمأكولات البحرية بشكل خاص. استطلاع الرأي في هذه الظاهرة من خلال المتسوقين يقول عنه احمد الشهري بأنه سمة رمضانية طبيعية وكان الازدحام اقل في السابق وخاصة لمحلات الفول والتميس ولكن مؤشرات الصيام تظهر بشدة قبل موعد الافطار خاصة عندما تزكم الانوف روائح المأكولات في هذه البسطات ويكون الاقبال فعلا طبيعياً حتى وان كانت الموائد في البيوت عامرة بالوجبات من اعداد المطبخ المنزلي. علي الاحمدي يؤكد أن اغلب هذه المأكولات يتم اعدادها وطبخها بشكل سيئ اضافة الى نوعية اللحمة المفرومة في السمبوسك وكذلك المقليات الاخرى ومن وجهة نظره ان ما يحدث استغلال ذلك الاحساس لدى الصائمين بالميل للطعام وهو ما يحدث فعلا بدليل ان عمليات الشراء تسبق المغرب بنصف ساعة على الاقل ويكون الجوع وصل ذروته فلا يتردد الصائم في الاستجابة لنداء المعدة وطبيعي ايضا انه ينسى ما يكون معداً ينتظره إلقاء اللوم على مراقبي البلدية لأنهم يشتركون في الحالة نفسها اما ما يحدث فالجميع يعرف ان المغريات هذه تنتهي بتناول القليل وقد يتبعها تلبك معدي او معوي لمن لديه شراهة في الاكل فلا يعود للشراء من هذه الاماكن. وجهة نظر عبد الله القزان ان البلديات لم تعالج الظاهرة مسبقا بإصدار تصاريح لإقامة هذه البسطات وتحديد شروط إلزامية للنظافة والجودة فما نراه انها عشوائية في كل شيء. ويضيف أن ماهو ادهى وامر مبيعات «السوبيا» والزبيب والتمر الهندي وهي مشروبات مرغوبة في رمضان واصبحت تجارة للعمالة الوافدة وانتشرت في كل زاوية من الشوارع من دون اشتراطات صحية تضمن سلامة طرق إعدادها والغريب ان الاقبال عليها كبير جداً فالكثيرون يحرصون على وجودها في مائدة الافطار لانها متوازنة في رمضان منذ القديم واللافت للنظر ان امكانية التلوث بالجراثيم من الامور الواردة حيث الاعداد لهذه المشروبات بشكل غير مضمون في اغلب الحالات. حالة الحركة المرورية قبل المغرب توضح الجانب الآخر من الظاهرة فليس هناك تقيد بالنظام الذي يؤدي الى السلامة ولكن الحوادث طفيفة وغالبا ما تنتهي بالتسامح عند احتكاك السيارات ببعضها وسط الزحام.