* أنا لا أذكر شيئاً !؟ أو قل أنني لا أريد ان أتذكر، حتى لو أدى الأمر إلى النسيان، أنا لن أتذكر.. لن أتذكر !؟ * الآن.. أستطيع أن أرى عينيه بوضوح، بل أزعم أنني أقرأها.. هو يمارس هذه اللغة جيداً، بارعٌ في نحوها وصرفها، شعرها ونثرها، ظاهرها وباطنها، لا.. إنه يفضح أسراري الآن.. أحتوي المكان.. وأغادر، * أنا الآن أنعرج بدراجتي على طريق يمخر الجبال، رائعٌ هو اسمها هذه الجبال، أمارس اتكاءة المرافق على أكتاف مقودي، وأتمنى.. كما لو كنت (أخطلاً) صغيراً قد كبر.. فلما شبَّ عوده عاد يعلن كعادته دائماً.. انه قد ولد من جديد، * إن اليد التي كانت تخرج لي بيضاء من غير ما سوء، (هي) ذات اليد التي ترمي بآخر قشرة (بندق) كان قد (قرمش) ما بداخلها.. نحوي! * كان سخيفاً.. والسخف الذي أعني هو ذات السخف الذي تعنيه اللغة.. وعلى أولئك السخفاء ان يبحثوا في (منجدهم) علّهم يأنفون من كونهم (سُخفاء). * لقد ودعته مراراً لكنه هو الذي كان يعود (برأسه) في كل مرة، ليزعم انه تذكر شيئاً مهماً فيما رحت أنا أستمع إليه، كما لو كان مثيراً للاهتمام ! * وضحك العم طويلاً.. كان قد ضحك فعلاً بل واستغرقته ضحكته، حتى انني ضحكت معه على نفسي، أنا أعرف أنه كان يضحك بسببي، لم أجد أي سبب آخر حتى أنني خلته قد ضحك من غير ما (سبب) !! * (وبعد فاصل قصير) لعله قد تذكر شيئاً، أو أنه يحاول أن يتذكر، فعندما لا يستشعر الإنسان ما يستذكره، تخرج الذكريات باهتة (بليدة) كما يخرج طفلٌ (ميْت) من أحشاء امرأة (متعبة) بعد حمل طويل. * يتحرك.. يعود بالكرسي قليلاً إلى الوراء.. سيتحدث إذن ولكنّ (عوده) ما زال يتحرك.. هذه المرة إلى (أعلى).. حتى إذا ما استوى على عوده.. قرر الرحيل !؟ * في واقع الأمر هو لم يقرر، فهو لم يعد يقرر تراه تحت شجرة (اللبلاب) كخطيئة آدم بيْد أن أحداً لا يطردها من هناك لأن أحداً لا ينظر إلى هناك أبدا، * الشك لا يزال والصوت في الماكينة.. يدغدغ الجبال لا بد من طبيعة الشك صار خوفاً، والخوف ما يزال والرؤى سريعة والجبالْ كانت تعزف ناياً، كان حزيناً إلى الحد الذي صارت الطبيعة فيه باكية.. رهيبة.. كئيبة حتى أنني خِلتُ لوهلة أنهم قد أرهبوا صوتَ (فيروز)،