* الضحك الغليظ يخرج من الصدر إلى الوجه، والضحك الرقيق ينطلق من الوجه إلى الصدر،ولو نظرت إلى إنسان يضحك بغلاظة لوجدت صدره يرتفع، ويهبط، ثم تخرج الضحكة دفعة واحدة بتوقيت وحساب شديدين رغم هذه القهقهة التي تصاحبها، ولرأيت وجهه يحتفظ بلون واحد لا يتغير، ولا يتبدل فترة الضحك، أما لو نظرت لإنسان يضحك برقة فإنك ستجد وجهه كله وقد تحول لبركة ألوان مهتزة يصعب على فنان تشكيلي ماهر تصويرها. وتتيح لنا فرص الحياة العامة والخاصة أن نلتقي يومياً هذين النوعين من الضحك الغليظ والضحك الرقيق .. كان لنا زميل في العمل إذا ضحك تحركت أذنه من الخلف للأمام .. وصار لون وجهه مثل لون قلمه،وتحرك صدره كما يتحرك بندول الساعة الصينية، وتشعر وهو يضحك انه يشبه موتور سيارة توشك أن تتوقف عن الحركة لكن قائدها فشل في إطفائها .. وكان لنا زميل آخر إذا ضحك رأيت عينيه وقد استقرتا في أنفه،وأنفه وقد صعد إلى جبهته، ويخرج الضحك من شعر رأسه أكثر مما يخرج من فمه .. ؟ وتكون الصورة واضحة تماماً في الضحك الغليظ عندما يكون الشخص "نحيفاً نوعاً ما"أو"بدينا نوعاً ما" فيكون الضحك الغليظ من الرجل النحيف مدعاة السخرية منه، ويكون من الرجل البدين سببا رئيسيا من أسباب الإشمئزاز والضيق،وتكون عوامل الضحك الغيلظ في هذه الحالة دليلاً سهلاً للوصول الى شخصياتهم، وأفكارهم وأسلوبهم وطريقة تعاملهم،شرط أن تحسن التصرف،والتعامل، والتمعن،والملاحظة أثناء الاستعداد لبداية الضحك،وأثناء الاستعداد لاختتامه " وهنا تكمنن الصعوبة" والمشكلة، والأزمة حيث يحتاج الأمر لقدرات عالية،وفائقة في التوقيت،والتقدير، والملاحظة الدقيقة جداً" ولابد أن نعترف أن فرسان الضحك الغليظ أقل عدداً، وأكثر تأثيراً،وأن فرسان الضحك الرقيق أكثر عدداً، وأقل تأثيراً ،وليس في ذلك غرابة لأن فرسان الضحك الغليظ يوظفون كل شيء،ويحسبون كل شيء،ويفكرون في كل شيء فتنسدل عيونهم فوق أنوفهم،وتتحرك آذانهم من المؤخرة للمقدمة،وتكاد بطونهم تتضارب مع صدورهم في الارتفاع، والهبوط لحظة الاستعداد للضحك، ولحظة الاستعداد لاختتامه ! وعندما تجلس وسط مجموعة يتبادلون الضحك،أو ينفرد أحدهم به لوحده فحاول من باب العلم بالشيء أن تتفقد الوجوه التي حولك،وأمامك، وبجوارك لحظة الضحك،ولحظة المشاركة فيه،ولن تحرم من الاستمتاع بهذه الصور،وستجد نفسك في النهاية وقد اكتسبت خبرة جديدة في أساليب الضحك الغليظ يمكن أن تكون مادة إضافية مهمة للضحك الراقي،الرقيق " الذي مازلنا نعتقد أنه مفيد صحياً، ونفسياً، واجتماعياً إذا عرفنا كيف نستخدمه،وكيف نستفيد منه في مواجهة ومقاومة الظروف الصعبة التي يكسب فيها فرسان الضحك الغليظ معظم جولاتهم الانتهازية"!