لم أتمالك نفسي عندما شاهدت طفلي يموت بين يدي؛ كان يتلوى من الألم والدماء تنزف منه بشدة، قمت بحمله بسرعة ونقلته على الفور إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت عبر سيارة مدنية كانت تمر بالصدفة من المكان إلا أن الإصابة كانت بالقلب والصدر حيث فارق الحياة متأثرا بجراحه.. بهذه الكلمات بدأت أم الطفل الشهيد محمد أيمن يوسف براهمة (8 أعوام) من مدينة طولكرم الفلسطينية حديثها ل«الجزيرة» عن قصة طفلها الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على يد قوات الموت الإسرائيلية التي اجتاحت المنطقة تحت وابل من إطلاق النيران.. وأضافت الأم بعد أن مسحت دموعها بمنديل أسود : كان طفلي الشهيد يلهو أمام منزل جده المتوفى إلا أن رصاص وحدات الموت الصهيونية التي وجهت بنادقها باتجاه كل شيء متحرك في حي الرباعية بالمدينة قتل طفلي بدم بارد، لقد أصابوه برصاصهم الحاقد في قلبه وصدره..، وأكدت الأم باكية: على أن طفلها الذي كان يدرس في الصف الثاني بمدرسة فرعون الأساسية توجه إليها وهو يقول: أمي الدماء تنزف من قلبي، فكشفت عن جسده وإذا بثقب كبير في صدره والدماء تنزف بغزارة لم أصدق ما شاهدته عيناني..أما شقيقته ولاء «10 أعوام» فلم تصدق أنها فقدت شقيقها وأمسكت بجثمانه في المستشفى بقوة وهي تحاول إيقاظه من النوم كما اعتقدت في تلك اللحظة القاسية. ويقول والد الشهيد: إن طفلته ولاء وطفله محمد «6 أعوام» ما زالا يستيقظان مفزوعين ليلا ويبكيان بحرارة على فقدان شقيقهما الذي كانا يلهوان معه على الدوام. وقال الرجل لقد قتلوا طفلي بدم بارد؛ إنها جريمة حرب يجب أن يحاسب مرتكبوها على أفعالهم المنافية لكل الأعراف والأخلاق الدولية.يذكر أن الطفل براهمة استشهد في الرابع من الشهر الجاري لحظة توغل قوات خاصة إسرائيلية في حارة الرباعية اغتالت خلالها المقاوم الفلسطيني سرحان سرحان أحد ابرز نشطاء الانتفاضة حيث فتحت الوحدات الخاصة النار بشكل عشوائي في الحي الأمر الذي أدى إلى استشهاد الطفل البراهمة..وفي تعقيبه على استشهاد الطفل البراهمة قال عبد الحليم أبو سمرة مدير العلاقات العامة في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ل«الجزيرة»: استشهد منذ بداية الانتفاضة وحتى وقت قريب ما يزيد عن «500» طفل فلسطيني، «95» في المائة منهم من الطلاب.