عند دراسة مراحل تشكيل السياسة المستقبلية لأي دولة، وتحديد أهدافها الاستراتيجية، كثيراً ما يبرز رأيان في أوساط صنع القرار لتلك الدولة، الأول: يتبنى مواقف متصلبة، ويرى استخدام القوة للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية للدولة، والثاني: يعتمد الطرق الدبلوماسية والمفاوضات للوصول إلى نفس الأهداف، وعلى مدى أكثر من نصف قرن، ساد الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة الرأي الأول الذي يستخدم الإرهاب والقتل وسيلة لتحقيق أهدافه، لقد كان بن جوريون ))أول رئيس وزراء للعدو الصهيوني((، وحتى ارييل شارون ))رئيس الوزراء الحالي((، لايحجم عن استخدام القوة للوصول إلى ما يعتبره ))أهداف إسرائيل((، بل لقد كان يفتعل ظروفاً تهيئ له استخدام القوة والإرهاب والقتل، إنه فيلم اسرائيلي طويل، ، شاهده الفلسطينيون آلاف المرات منذ نشأة الكيان الصهيوني عام 1948م وتجسد على الأرض في احتلال اسرائيل لقطاع غزة عام 1956م، ومذبحة كفر قاسم ضد الفلسطينيين الذين لم يرحلوا عن ديارهم عام 1956م، وفي الأيام الأولى للاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزةوالضفة الغربية في يونيو ))حزيران(( 1967م، ، ! القائمون على تمويل الفيلم متأكدون من نجاح عرضهم ولو استمر عرضه مائة عام أخرى على هذا الجمهور الساذج، ، ! لذا نراهم يمولون بين فترة وأخرى أحد أجزاء هذا الفيلم على غرار افلام رامبو 3 ، 2 ، 1 ، ، ، أما المخرجون فقد أجادوا الصنعة، لدرجة أن أحدهم فاز بجائزة نوبل مناصفة عن دوره في إخراج الأجزاء التي صدرت أعوام 1978 و1981 و 1982م، وآخران استحقا ثلثي الجائزة عن أدوارهما في هذا الفيلم منذ أكثر من ثلاثة وخمسين عاماً، ! حتى مناظر الديكور نفسها، مع الفارق الزمني في تطورها، ! ولأن الفيلم يدخل في نطاق أفلام العنف فهناك دائماً الضحايا، ، ! وهم نفس الضحايا في جميع أجزاء الفيلم وان اختلفت الأسماء، ، ! ونفس عصابة القتلة مع اختلاف الأشكال، ، ! فالقتلة الإسرائيليون يجدون متعة في قتل الضحايا العرب، وعبادة في سفك دماء غير اليهود، ولقد تفننوا في اقتراف جرائم القتل ضد كل من هو عربي، ! مذبحة مخيم رفح في الأيام الأولى لاحتلال قطاع غزة بعد هزيمة 1967م كانت مذبحة مخيم رفح، حيث قام الجنود الإسرائيليون باطلاق النار على أكثر من مائة مواطن فلسطيني تم جمعهم أثناء الليل من منازلهم، وقد تم دفنهم في إحدى الآبار، ولم يتم الكشف عن جثثهم إلا بعد أشهر عديدة، وطوال هذه الأشهر كانت أسرهم تعتقد أنهم أسرى عند قوات الاحتلال الإسرائيلي، )للتذكير فقط فإن ستة من الشهداء المائة من مخيم رفح هم أشقاء وأقرباء وزير التموين في السلطة الفلسطينية أبو علي شاهين(، مخرج هذا الفيلم وهذه المذبحة هو موشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت، والذريعة التي قيلت بعد ارتكاب المذبحة: حتي لاينسى الفلسطينيون مذابح عام 1956م والتي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في أثناء احتلالها لقطاع غزة، وبالتالي الرضوخ للحكم الإسرائيلي، ، ! ثم توالت خلال العشرين عاماً الأولى من عمر الاحتلال عمليات القتل المنظم والمنهجي لأبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وأصبح كل قائد إسرائيلي يتفاخر بقتله أكبر عدد من الفلسطينيين دون أن يحاسبه أحد! ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يترك وسيلة إلا واستخدمها في قتل وتهجير وتشريد الفلسطينيين عندما تولى في أوائل السبعينات قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، وهي تضم شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، من هدم المخيمات، وتهجير سكانها إلى الضفة الغربيةوسيناء، إلى قتل المدنيين العزل في منازلهم، وأهالي قطاع غزة يذكرون دوره في قتل العشرات أمام ذويهم كالشهيد صبحي أبو ضاحي والشهيد محمد العاجز في مخيم رفح، ولم تمر حفلة قتل الفلسطينيين على اسحاق مردخاي وزير الدفاع في حكومة نتنياهو، وزعيم حزب الوسط في الانتخابات الإسرائيلية عام 1999م دون أن يشارك فيها، فقد قام بقتل صبحي شحادة أبو جامع، ومجدي أحمد أبو جامع، بضربهما بكعب مسدسه حتى الموت في عام 1984م أثناء التحقيق معهما، ! بعد أسرهما أثناء اشتراكهما في العملية التي أطلق عليها ))الحافلة رقم300((، اغتيال القادة الثلاثة حتى ايهود باراك والذي هلل البعض لانتصاره على نتنياهو في انتخابات 1999م، واعتبروه بطل السلام القادم ، قام بقتل القادة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت عام 1973م في فراشهم ووسط عائلاتهم، واعترف باراك الذي كان متنكرا بملابس امرأة بأنه اقترب من كمال ناصر )حتى رأى بياض عينيه وأفرغ المسدس في رأسه(، وقد كان اغتيال القادة الثلاثة من الإنجازات التي تباهى بها في الانتخابات، والتي دغدغ بها مشاعر الإسرائيليين، وساهم أيضاً في قتل خليل الوزير ))أبوجهاد(( في تونس عام 1988م، وفي زمن الانتفاضة الفلسطينية المباركة التي اندلعت في ديسمبر 1987م، وبعد الفشل الذريع الذي مني به الجيش الإسرائيلي في وقف اندفاعة الجماهير الفلسطينية الغاضبة، شكل الجنرال دان شومرن رئيس الأركان الإسرائيلي في ذلك الوقت، فرق الموت الإسرائيلية لقتل شبان الانتفاضة على الطريقة الإسرائيلية، والتي تتلخص في القتل مع سبق الاصرار والترصد وبدم بارد، ! والحديث عن ممارسات فرق الموت الإسرائيلية ودموية افرادها، يحتاج إلى مجلدات، ولكي نعطي صورة عن عمل هذه الفرق ضد المدنيين الفلسطينيين نذكر مايلي: في ابريل ))نيسان(( 1988م توقفت شاحنة فيها جنود إسرائيليون يرتدون ملابس مدنية أمام دكان جزار لعائلة الكردي في غزة، واندفعوا من داخلها حاملين أسلحتهم، وبدؤوا بإطلاق النار على صاحب المحل وأبنائه فقتلوا ثلاثة أفراد من أسرة الكردي، ! في يوليو 1989م قام اعضاء في فرق الموت الإسرائيلية بملاحقة ياسر محمد أبو غوش في سوق الخضار المركزي في مدينة رام الله، وعند هروبه منهم اصطدم ببائع متجول وسقط على الأرض، وعندما حاول النهوض اطلقت فرق الموت النار عليه وأصابوه في ظهره، وعندما حاول النهوض مرة ثانية اطلقوا النار على رأسه ليسقط شهيداً، ووفقاً لشهود عيان فقد كان الجنود الإسرائيليون على بعد متر ونصف المتر من ياسر أبو غوش عندما اطلقوا عليه النار في المرة الأولى، وكان بإمكانهم إلقاء القبض عليه حياً ولم يطلبوا منه التوقف، لقد كانوا يريدون قتله، وقد اطلقوا خمس أو ست طلقات أخرى بعد أن كان مستلقياً على الأرض، ، !! وفي مارس 1992م دخل أربعة جنود إسرائيليون متنكرين بسترات وسراويل جينز ملعباً بلدياً مسيجا لكرة القدم في طولكرم خلال مباراة بين فريقين محليين، وانتقلوا من لاعب إلى آخر إلى أن توقفوا قرب جمال غانم، حاول جمال الذي كان يشترك في المباراة الاحتماء خلف الحكم، ولكن من دون إنذار أطلق الجنود الأربعة النار عليه فسقط أرضاً، وثبت أحد الجنود بقدمه كتفي جمال مصوباً المسدس إليه، أما الجنود المتنكرون الآخرون فقد أطلقوا النار في اتجاه مقاعد المتفرجين، وأنذروا من كان لايزال على أرض الملعب، أطلق أحد الجنود النار مرة أخرى على جمال غانم ليتأكد من قتله، ! وصدر بيان عن قيادة الجيش الإسرائيلي جاء فيه أن جمال غانم ))قد تم التعرف عليه(( من جانب قوة من الجيش ))طلبت منه التوقف(( وعندما رفض ذلك وحاول الهرب اطلقت النار عليه، ، ! خرق حتى الموت في الشهر الذي يليه جرت حادثة نالت تغطية واسعة من وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية، إذ تورط شهود عيان يهود فيها، فقد شاهد زوجان يهوديان أفراداً من مجموعة ترتدي ملابس مدنية يطلقون النار على شباب عرب ملثمين كانوا يكتبون شعارات على الجدران، واتضح ان الأفراد المسلحين كانوا أعضاء في فرق الموت الإسرائيلية، ! وفي يناير 1993م أقدم ضباط مخابرات العدو الإسرائيلي على جريمة قتل أحد شباب الانتفاضة البطل عمر يوسف خميس الغولة، وبشكل متعمد وبدم بارد في مدينة غزة، حيث أكد مركز غزة للحقوق والقانون، أن الشهيد عمر الغولة ألقي القبض عليه من قبل رجلي مخابرات وجنديين أمام منزل في مدينة غزة، حيث قيدا يديه إلى الخلف، وبدآ بضربه بالأيدي والأرجل، ثم قاما بجره إلى الشارع الذي كان يقف فيه أربعة جنود أطلق أحدهم النار من سلاح أتوماتيكي عليه حيث انحنى عمر إلى أسفل دون أن يقع، فاستل ضابط المخابرات مسدسه وأطلق ست رصاصات في الجزء العلوي من جسم عمر، حيث انهار كلياً ووقع على الأرض، وعاود ضابط المخابرات الإسرائيلي وأطلق عدة رصاصات على رأس عمر من مسافة أقل من متر، وبعدها تعانق الجنود وبدؤوا بالضحك، ! وبينما كان جثمان عمر الغولة ممددا في الشارع ، تم ربط إحدى ساقيه بحبل، وطرفه الآخر موصول بسيارة جيب عسكرية إسرائيلية، وتم سحبه عدة أمتار، ! وكالعادة صدر بيان الجيش الإسرائيلي بأن الشهيد عمر الغولة حاول إطلاق الرصاص على قوة من الجيش، وبعد أن رفض الانصياع بالتوقف أطلق الجنود الرصاص عليه، ! وفي نفس يوم استشهاد عمر الغولة، استشهد الشاب أيمن ابراهيم برهوم من سكان مخيم رفح، والمعتقل في سجن انصار3 في صحراء النقب، بعد أن تناول طعاما وضعت إدارة السجن الإسرائيلية السم فيه، كطريقة جديدة تستعملها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتخلص من كوادر الانتفاضة، ! وفي مارس 1994م أصدر قاضي المحكمة الإسرائيلية أوري شتروزمان حكماً على مستوطن قام بإطلاق النار على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 12 عاما فقتله، قتل الأطفال وقد قتل الفتى لأنه قد قام برشق سيارة نفايات كان يقودها المستوطن بالحجارة، حكم القاضي على المستوطن بالخدمة العامة لمدة ستة أشهر، أي أن يبقى هذا المستوطن سائقاً على سيارة النفايات لمدة ستة أشهر أخرى عقاباً له على قتله فلسطينيا! الأسوأ من ذلك أن القاضي لم يكتف بهذا العقاب التافه، بل أضاف في قرار حكمه ))إن على الأطفال الفلسطينيين أن يكونوا في هذه الأيام الصعبة تحت مراقبة أولياء أمورهم((! أما المستوطن المجرم فقد قال بعد الحكم ))لم يكن قتل الفلسطيني خطأ، ولايوجد لدي ما أغضب عليه بسبب ذلك((! وبعد توقيع اتفاق أوسلو الشهير في سبتمبر 1993م خرج علينا شيمون بيريز وزير الخارجية الإسرائيلي وقتئذ بتصريح أظهر للعالم ما وصل إليه قادة الكيان الإسرائيلي من استهتار بكل الأعراف والمواثيق الدولية، وما وصلت إليه الطبيعة الصهيونية في التعامل مع الفلسطينيين، فقد صرح بيريز بأن ))موسم الصيد قد انتهى((! وهو يقصد أن قتل الفلسطينيين قد انتهى بعد توقيع اتفاق أوسلو، ، ! ولم تمض أيام قليلة على هذا التصريح، إلا وترتكب مذبحة جديدة في مدينة الخليل ضمن مسلسل الإرهاب المنظم والمستمر في الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حيث أقدم أحد مستوطني كريات أربع بالدخول إلى ساحة الحرم الإبراهيمي الشريف، وأطلق النار على مرأى من الجنود الإسرائيليين على المصلين، مما أدى إلى استشهاد 29 فلسطينياً وإصابة العشرات بجروح، وليسقط أيضاً 40 شهيداً فلسطينياً برصاص المستوطنين والجيش الإسرائيلي في عمليات قتل بالتقسيط، في أقل من اسبوعين بعد المذبحة في الحرم الإبراهيمي في مدن ومخيمات وقرى الضفة والقطاع! ولننظر إلى شهادة قائد سلاح الحدود الإسرائيلي في الخليل منير تاير للجنة إسرائيلية تحقق في مذبحة الخليل إذ قال: ))إن الجيش الإسرائيلي لديه أوامر بعدم اطلاق النار أبداً على أي مستوطن يهودي يطلق النار على الفلسطينيين، وإن الأوامر تنص على الانتظار إلى أن تفرغ خزنة الذخيرة أو تتعطل البندقية ثم التغلب عليه بعد ذلك((! وبعد دخول الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أراضي السلطة الفلسطينية في يوليو 1994م، استمرت إسرائيل في ممارسة أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني ذبحاً وتقتيلاً بالرصاص، فبعد أيام قليلة من استقبال الفلسطينيين لقائد ثورتهم المعاصرة، أقدم الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار على العمال الفلسطينيين العزل عند معبر ))ايريز(( بين قطاع غزةوفلسطينالمحتلة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من العمال، وتوالت عمليات القتل الهمجي الإسرائيلي للفلسطينيين منذ توقيع الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي، بل إن موسم الصيد الذي بشرنا بيريز بانتهائه قد ازداد ازدهارا ورواجا، فمن قتل رجال الشرطة الفلسطينية أثناء نومهم في مهاجعهم، إلى عمليات قتل كوادر الفصائل الفلسطينية المعارضة من أمثال هاني عابد ومحمود الخواجا ويحيى عياش ومحيى الدين الشريف والأخوين عادل وعماد عوض الله والعشرات غيرهم، وقتل العمال في الحواجز في غزة وترقوميا، وتكسير رؤوس الفلسطينيين المزارعين بالحجارة أثناء عملهم كما حدث للمزارع الفلسطيني محمد الزلموط البالغ من العمر سبعين عاما وهو يقطف الزيتون في مزرعته في نابلس حيث قام أحد المستوطنين بتهشيم رأسه، وكما حدث للمزارع الفلسطيني عبد المجيد أبو تركية، والذي لم يكلف قتلة سوى مد عصا من نافذة سيارة مسرعة للمستوطنين باتجاه رقبته وهو يسير على جانب الطريق، ! سجن لمدة شهر وفي شهر يوليو ))تموز(( 1999م أصدر قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الخليل، حكما بالسجن لمدة شهر على جندي إسرائيلي قام بقتل عامل فلسطيني خلافا للتعليمات! وجاء في الحكم ان الجندي الإسرائيلي الذي قتل علاء أبو شرخ من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، قد أطلق النار على أبو شرخ عندما حاول دهس جنود إسرائيليين متواجدين على حاجز إسرائيلي، مع اعتراف القائد بأن الجنود وضعوا الحاجز في منطقة مخفية يتعذر على سائقي المركبات رؤيتهم، والانصياع إلى الأوامر العسكرية! إن الحكومة الإسرائيلية التي تتشدق بأنها لم تشرع حكم الإعدام في محاكمها منذ نشأة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948م، تمارس حكم الإعدام على الفلسطينيين مع سبق الإصرار والترصد، وما المذابح التي قامت بها في دير ياسين وقبية وغزة واللد وكفر قاسم والرملة ونحالين والصفصاف ورفح والخليل وخانيونس وصبرا وشاتيلا وعين الحلوة، واغتيال القيادات وكوادر وفعاليات وأبناء الشعب الفلسطيني، والكوادر العلمية العربية، إلا مثال حي على الإرهاب الإسرائيلي، وعلى التفكير الهمجي لقادة إسرائيل الخارجين عن القانون، وفي الانتفاضة المباركة ))انتفاضة الأقصى الحالية((، نجد أن ))موسم الصيد(( في الأراضي الفلسطينية قد ازداد ازدهاراً ورواجاً، وأن الصياد الإسرائيلي، مستوطناً كان أم جنديا، أصبح أكثر ولوغا في سفك الدم الفلسطيني، مصدقا بيريز بأن موسم الصيد قد قارب على الانتهاء، فلينتهز هذا الصياد ماتبقى من الوقت لملء جوفه بالدم الفلسطيني! وإلا بماذا نفسر سقوط أكثر من 500 شهيد فلسطيني نصفهم من الأطفال في انتفاضة الأقصى في عمليات قتل منظمة ومبرمجة ومنهجية، وجرح أكثر من خمسة وعشرين الفا من الفلسطينيين بينهم 4116 فلسطيني خلال الفترة نفسها، الدبابات لتنفيذ الإعدام وبماذا نفسر إقدام الجيش الإسرائيلي يوم 22 نوفمبر الماضي على تنفيذ ))عملية إعدام(( بحق جمال عبدالرازق مع ثلاثة فلسطينيين في قطاع غزة بنيران دبابة إسرائيلية بعد أن استمر في إطلاق النار على سيارتيهما بالرغم من توقفهما، وكذلك اغتيال ثابت ثابت في 31 ديسمبر الماضي، واغتيال ابراهيم بني عودة في 23 نوفمبر الماضي ، وعشرات من قادة وكوادر الانتفاضة، وقتل خمسة فلسطينيين بدم بارد في قلقيلية في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، بعد أن نزفوا حتى الموت، وترك جثثهم على الأرض، ومنع وصول سيارات الإسعاف الفلسطينية إليهم، وإطلاق قناص إسرائيلي النار على العامل الفلسطيني شحادة موسى الجعفري في مدينة البيرة وهو يعمل في إحدى البنايات وإصابته إصابة قاتلة، واطلاق النار على محمود المدني واستشهاده وهو خارج من المسجد بعد أدائه الصلاة!! باستطاعة شارون وموفاز وكل قادة جيش العدو الإسرائيلي ومستوطنيه أن يمارسوا هوايتهم البغيضة في قتل الفلسطينيين، ، !! وباستطاعتهم كذلك توسيع السجون وزيادة المعتقلات، واعتماد كافة ماتسمح به القوانين النازية التي ورثوها من حكومة الانتداب البريطاني، بالإضافة إلى أساليبهم الجديدة التي ابتكروها في اغتيال الأطفال والنساء والشيوخ، وإجهاض الحوامل بقنابل الغاز، وفرض الحصار لأشهر متواصلة على الفلسطينيين دون ماء ولا غذاء ولا كهرباء، ، !! باستطاعة العدو الصهيوني ان يفعل هذا كله وما هو أكثر، ، !! غير ان ذلك كله لن يستطيع ان يطفئ شعلة النضال الفلسطيني المستمرة ضياء منذ ما يقارب القرن حتى اليوم، ، وستبقى إلى الأبد، ولن يستطيع ان يمنع أطفال الحجارة من إلقاء الحجارة الفلسطينية المقدسة، وتجميع الزجاجات الفارغة وملئها بالكيروسين، والقائها على جنود العدو ومستوطنيه، ولن يستطيع ان يمنع النساء الفلسطينيات من إطلاق زغاريد الفرح كلما سقط لهن من أبنائهن شهيد، ولن يستطيع أن يمنع مؤذنا ينادي الله أكبر، ، الله أكبر ، ، حي على الجهاد، ولن يستطيع هذا العدو أن ينجو من لعنة الدماء التي يسفكها، وسيكتشف وهو يولغ في سفك هذه الدماء، أنه كالقط الأجرب الذي يلحس مبرد الحديد، وانه يغرق في دمائه، ويبقى التساؤل: إلى متى سيستمر أبناء الشعب الفلسطيني في تعداد شهدائهم؟ وهل بإمكاننا أن نجعل عدونا يمارس نفس الدور في تعداد قتلاه؟ فجميل جدا ان تضحي من أجل وطنك، ، ، ولكن الأجمل أن تجعل عدوك يضحي من أجل عدوانه،