هل ثمة إشكالية حينما نمارس عزفاً منفرداً على وتر البوح.. نسكب نثرا.. ونريق حبرا.. ورقة وقلم.. وأنّات ألم.. استنطاق مسكون بشجن الكتابة.. وتغلغل في أعماق احرف مثقلة بآثار التوهج.. الكتابة هذا الهم الكبير الذي يفتق في اذهاننا ملامح التوجس.. لتولد بين أناملنا ظهوراً متشحا بالقبول او الرفض. حقاً هل ثمة صهيل مزعج حينما نمارس حقنا المشروع في التعبير عن رؤانا وطرح افكارنا في قالب متزن وعبر خطاب أنيق يحترم إرادة الطرف الآخر؟ في زمن نرجسي استبد فيه حضور الذات.. وغابت ملامح الموضوعية؟ وقد نضطر لحوار أنفسنا عبر نزوح مر من الذات إلى الذات.. في مشهد تقوقعٍ يحكي غياب الحوار الحضاري المفتوح الذي يعالج رؤانا ويتصدى لأفكارنا. للأسف هناك فئة من الناس اعتادت مصادرة آراء الآخرين وتهميش ذواتهم وفرض رأي أحادي محفوف بالجدل العقيم والضجيج الفارغ.. الذي يئن تحت وطأة الاحتدام.. حقاً ما أجمل ان نتجافى الحوار المشنج المليء بالاحتقان والمسكون بعلامات الهيمنة والاستبداد.. والرؤية بعين واحدة سواءً أكان حواراً شفهياً او كتابياً.ولعل من ثقوب الحوار السلبي جفاف الموقف وغياب الاعتدال واختلال ميزان الموضوعية والحياد.. نحن في حواراتنا كثيراً ما نكابر ونرفض الإنصات والاعتراف بوجاهة الرأي الآخر وكأنه اعتراف ينقص قدرنا.. لنظل ممسكين بخيوط الرفض.. منتشين بإسكات الطرف المقابل.. وكأننا نمارس ارتحالاً مراً بمفردات الذات.. تحت وقع خطى الضجيج.. على رسلك أخي سليمان.. جميل أن نخاطب الشوك بلغة الورد.. وأن ننقش ملامح احتواء الذات على آفاق الحوار.. نحتفي بالرأي الآخر.. ونمتص حدة المواقف التي يرسمها الآخرون.. أتألم حينما اقرأ تعقيبات متوترة وردوداً ثائرة تجاه دوائر الاستفزاز.. وكأن البعض يتجاوب مع رؤى معلبة تستمرئ العزف على وتر العقوق.. عذراً اخي.. ازلْ غلالة الشجن.. ولا تلجم احرفك امام الآراء المتكلسة.. وهذا قدر من يتعاطى الكتابة. عذراً أخي.. ما أكثر الاطروحات المسلوقة والرؤى الجامحة التي تسيء استعمال مشرط النقد وتعبث بأدواته.. بل وتحشر نفسها في أي نزف كتابي تخطه اناملنا.. تريد ان تقدم لنا «قائمة» بالموضوعات التي نتوغل في اعماقها وكأننا قطع شطرنج.. او كأننا نذرع مسافات الحبر بدون جواز سفر.. اجل ليس ثمة مكان للمناورات الكتابية والمناوشات المقالية التي تذيب حبيبات النقد الهادف.. وما اسوأ تلك الآراء التي اعتادت القفز على الأسوار ورمي الاشجار المثمرة.. نحن لا نستعير المشاعر ولا نشتري الاحرف انه امتزاج بطقوس الكتابة هذا الهاجس الجميل الذي يحملنا بعيداً عن ذواتنا لنمارس اشتباكاً عذباً مع أغصان البوح.. قد نلجأ للانكفاء.. نلوذ بالانطواء.. نعبىء جيوب الذات بتداعيات الوجدان.. نزاول خربشة في ملامح الشجن.. لنعيد اكتشاف انفسنا من جديد.. تحت سقف الكتابة.. التي تخرجنا من عزلتنا وتقدمنا في أروع هطول. محمد بن عبدالعزيز الموسى /بريدة