تابع الندوة: حسن محني الشهري - علي العُمري لتحقيق دور مؤثر وفعال لمستوى الخدمات المطلوبة لقطاع الهندسة المدنية تنظم الهيئة السعودية للمهندسين ندوة «التعليم العالي» وذلك في إطار جهودها لنشر الوعي الهندسي لما له من تأثير على سلوكيات وحياة المجتمع.. وهذه الندوة هي الثالثة من سلسلة ندوات تقيمها الهيئة السعودية للمهندسين قبل انعقاد ندوة «تطوير الخدمات الهندسية : الإجراءات والاشتراطات» في 25 شعبان الحالي، وقد استضافت الهيئة السعودية للمهندسين بالمنطقة الغربية في هذه الندوة كلاً من: الدكتور عبدالسلام الغامدي عميد كلية التقنية بمحافظة جدة، المهندس نبيل عباس استشاري هندسة معمارية، المهندس محمد سعود هاشمي مدير عام هندسة المرافق بالخطوط الجوية العربية السعودية، المهندس عبدالله خوجة مدير الهيئة السعودية للمهندسين بمنطقة مكةالمكرمة، الدكتور ياسر بليلة عميد كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، والمهندس طلال سمرقندي من شركة الجفالي. وقد أدار الحوار في هذه الندوة المهندس فائق محمود خياط.. وشارك في الرقابة كل من المهندس سمير قرشي من رئاسة الطيران المدني والمهندس عبدالله القرشي من مكتب المهندس زهير فايز ومندوب صحيفة «الجزيرة» بصفتها الراعي الإعلامي للندوات الهندسية. وأوضح المهندس فائق خياط في بداية الندوة ان الجهود المبذولة للإعداد لهذه الندوات الهندسية والمنهجية تؤكد اهتمام الهيئة السعودية للمهندسين بالقضايا الاستراتيجية من خلال طرح المستجدات والمتغيرات الاقتصادية المحلية والاقليمية والعالمية ودراستها لتأثيرها على اقتصاديات الوطن واستنباط الحلول واقتراح الآليات لتنفيذها من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وقد تناولت الندوة عدة محاور منها معرفة التخصصات في الإدارات لبعض القطاعات المختلفة بالدولة والمهارات المطلوبة. 4 تخصصات هندسية بالخطوط السعودية وقد تحدث في البداية المهندس محمد سعود هاشمي مدير عام هندسة المرافق بالخطوط الجوية العربية السعودية عن الإدارات الهندسية في هذا المرفق الحيوي الهام فقال: إن الإدارة الهندسية تعنى بخدمة الإدارات المختلفة في «الخطوط السعودية»، فهي تعنى بالعديد من الإدارات الخدمية منها إدارات الحجز والعمليات الجوية والشؤون الفنية والتسويق وكل إدارة من هذه الإدارات لها مشاريع مرفقية تحتاجها من أجل ان تؤدي هذه المرافق الخدمات المنوطة بها، وبالتالي دور الإدارة الهندسية هو تأمين تلك الاحتياجات للإدارات كل حسب احتياجها، والإدارات الهندسية لدينا هي أربع إدارات رئيسية منها: إدارة تخطيط المرافق وهذه الإدارة معنية بتحديد نطاق العمل في المشاريع وهي حلقة وصل بين الإدارات المستفيدة لإدارات السعودية والعمل الهندسي بمعنى انها تعبر عن احتياج أي إدارة وتقوم بترجمته إلى مقاييس فنية، على سبيل المثال نأخذ موظفي الحجز فكل موظف من هؤلاء الموظفين له مساحة معينة لتقديم الخدمة للجمهور، الشؤون الفنية لصيانة الطائرات ولديها ورش مختلفة لكل ورشة من هذه الورش معايير ومقاييس معينة، هناك أيضاً إدارات أخرى كالخدمات الطبية، كاتب ومبيعات، ولدينا إدارة للتخطيط دورها معرفة ما تطلبه الإدارات المختلفة وترجمته إلى رسوم هندسية إضافة إلى ان هذه الإدارة حلقة وصل بين «الخطوط السعودية» وهيئات الطيران المختلفة خارج المملكة العربية السعودية، بمعنى ان هناك تنسيقا بينها وبين أي جهة عند إنشاء مطار لديها بمعنى ان المطار لابد وان يكون حسب المواصفات حيث يكون مصمما، ويكون وفقاً لاحتياجات الخطوط السعودية. الإدارة الثانية: تصاميم المرافق، وهي تقوم بإعداد الوثائق الفنية للمشاريع وهي تتكون من عدة أقسام منها: الهندسة الكهربائية، الهندسة المعمارية، الهندسة الإنشائية.. والكهربائية منها الإنارة والجهد العالي والمنخفض والاضاءة إلى غير ذلك، والميكانيكية لها علاقة بأجهزة التكييف والحرائق، والهندسة المعمارية لوضع تخطيط المرافق والمباني والشكل المعماري لها. هذه الأقسام جميعها تعد تصاميم المشروعات وتعد وثائق المشروعات وهي من جداول وخرائط ومواصفات وكميات، وهناك أنظمة للخطوط السعودية تطرح بعد ذلك هذه المشاريع حيث تطرح العروض والمشاريع على المؤسسة وهناك إدارة التصاميم لها دور لاختيار المقاول المناسب. الإدارة الثالثة: هندسة الإنشاء وهذه الإدارة معنية بجميع مشاريع الخطوط السعودية. الإدارة الرابعة: هي إدارة تنسيق مشاريع المرافق وهي معنية بالتنسيق فيما بينها وبين جميع الإدارات الهندسية في مراحل التخطيط والتصميم والإشراف، كما ان لها دورا آخر بينها وبين الجهات الخدمية ومنها البلديات والهاتف وغير ذلك، ولها تنسيق مع الطيران المدني حيث ان المطارات لها قوانينها من حيث الموافقات والاعتمادات أثناء التصاميم وأيضاً الحصول على تصاريح العمل. هذا باختصار شديد دور الإدارات الهندسية في الخطوط السعودية. وعن التخصصات الهندسية الموجودة في هذه الأقسام بيّن المهندس محمد سعود الهاشمي بأنها أربعة تخصصات معروفة في الهندسة المعمارية: هي الإنشائية والكهربائية والمعمارية والميكانيكية لكن المهندس الكهربائي دوره يتفرع تحت تخصصات منها الإنارة والشبكات الكهربائية والمهندس الميكانيكي يختص بأنظمة أخرى كالتكييف والتهوية وانظمة اطفاء الحريق. والحمد لله الآن لدينا 90% من المهندسين سعوديون وإن شاء الله نصل إلى100%، كما اننا في حاجة إلى مهندسين كهربائيين بالتنسيق مع الجامعات لنحصل على بعض الشباب من المهندسين المتخرجين للعمل في الخطوط «السعودية» حيث لدينا الآن العدد الكافي من المهندسين في التخصصات الأخرى. تخصصات هندسية جامعية كما تحدث المهندس نبيل عباس استشاري هندسة معمارية عن الكليات الهندسية التي في جامعات المملكة فقال: من معلوماتي العامة هناك كليات متخصصة في الهندسة وخرج من تحت جناحها كلية تصاميم البيئة وبها أقسام الهندسة المعمارية وتخطيط المدن وهندسة تنسيق المواقع، وهذه كانت ضمن كليات الهندسة سابقا. فكليات الهندسة تخرج غير قسم المعماري تخصصات في الهندسة المدنية وأحب ان أشير إلى ان هذا القسم بجامعة الملك عبدالعزيز يحتوي على ستة أقسام منها: إدارة المشروعات والمياه والإنشاء وهذا يخص الإنشاءات الخرسانية والحديدية وأيضاً قسم الهندسة الكهربائية والطبية والاتصالات، والحاسب الآلي. وأيضاً الهندسة الميكانيكية قسم للطاقة والطيران والحراريات. وعن بعض التخصصات التي تدرس في الجامعة ومجالات العمل بها قليلة ومنها تخصص الهندسة النووية والكيميائية.. وقال الدكتور عبدالسلام الغامدي عميد كلية التقنية بمحافظة جدة ان هناك العلاج الاشعاعي الموجود بالمستشفيات والطب النووي وهناك مجالات محصورة في تخصصات معينة لكن اعتقد ان الجامعة الوحيدة بالمملكة التي بها تخصص نووي هي جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وتحدث الدكتور ياسر بليلة عميد كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن قدرة الخريجين الإنتاجية في العمل الهندسي فور تخرجهم حيث إن العنصر البشري هو الأساس وهو العصب الذي تقوم به صناعة الهندسة المدنية بصفة خاصة لكون هذا المنتج من هذه الصناعة هي «الخدمة»، وكلما كان العنصر البشري مؤهلاً جيدا لتقديمها تحولت هذه الخدمات إلى عنصر جذاب قوي للعملاء في كل مكان. وحول التطور الذي يشهده السوق المعماري أكد انه ليس عملا عشوائياً، ودائماً هناك نظرة لهذا السوق تقول إنه لا يحتاج إلى كثير من الفهم للدخول فيه وهذه نظرة خاطئة ووصف غير صحيح عن هذا القطاع الذي وصل إلى مراحل متقدمة في الأداء، فالدخول في مشروع هندسي معماري كالدخول في مشروع صناعي أو خدمي لابد من دراسة جدوى اقتصادية. وحول عمل الكثير من المهندسين السعوديين المعماريين الذين يعملون في مجالات عمل مختلفة غير تخصصاتهم، خصوصاً بعد التخرج، أو يعملون في أعمال إدارية تبعدهم عن المجال الهندسي في حين ان الدراسات تشير إلى ان عدد المهندسين في المملكة يقل بكثير عن عدد المهندسين بالدول المجاورة أو الأوروبية وعلى سبيل المثال في دراسة للهيئة السعودية للمهندسين أجراها المهندس صالح العمر إذا أخذنا بريطانيا سنجد ان بها 5300 مهندس لكل 100 ألف من عدد السكان وألمانيا 3800 مهندس مقابل 100 ألف ومصر 2800 مهندس لكل 100 ألف والأردن 1000 لكل 100 ألف والسعودية 380 مهندس لكل 100 ألف. ويؤكد الدكتور ياسر بليلة انه مازال سوق العمل في المملكة في احتياج العديد من المهندسين السعوديين، وقال: إن المهندسين المعماريين الذين يتركون مجال عملهم الهندسي قد يتركون ذلك العمل لعدم وجوده في الأماكن الرئيسية التي يريدون العمل بها كالمدن الكبيرة كالرياض وجدة، وهناك من عنده طموح آخر يجعله يترك هذا العمل الحكومي ويعمل بالقطاع الخاص والبعض يجد فرص عمل أخرى وبعيدة وغير مباشرة بتخصصه فيمارس هذا العمل، وهناك من يعمل بسوق العقار ودراسة الجدوى الاقتصادية بالمكاتب الاستشارية. ومداخلة من المهندس محمد سعود هاشمي مدير عام هندسة المرافق بالخطوط الجوية العربية السعودية أكد فيها ان عدد المهندسين السعوديين لكل 100 ألف هو عشر الموجود في ألمانيا. ولكن المهم حجم الاقتصاد بمعنى انه لا يعنينا العدد بقدر ما تعنينا حاجة البلد، فلو ان لدينا 3000 مهندس لكل 100 ألف سوف لا نجد لهم عملاً لأن حجم الاقتصاد لا يتحملهم. كما أشار إلى ان المهندس المتخرج من الجامعة غير قادر على تأدية العمل الهندسي فور تخرجه من الجامعة فالدراسة في الجامعة لا تتعدى 5 6 سنوات، لكن الخبرة الهندسية الإنتاجية لا تأتي من مهندس متخرج حديثا ولكنها تحتاج لفترة عمل طويلة وهم بحاجة إلى تأهيل وتدريب ودورات حتى يتمكنوا من ممارسة المهنة، فالحياة العملية تختلف بنسبة «90%» عما قام بدراسته في الجامعة، والشباب السعودي كفؤ والمجال الهندسي متجدد ويستطيع كل فرد منهم ان يطور نفسه في هذا المجال بعد التخرج ويحاول ان يستفيد من المراجع الهندسية ويحدِّث معلوماته. التدريب واكتساب الخبرات وعن الدورات التدريبية والمهارات لاكتساب الخبرات لتولي مهام المهنة.. قال الدكتور ياسر بليلة عميد كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: لدينا خريجون من جامعات المملكة تخرجوا على مدى 25 عاما ويحتلون مراكز قيادية وهناك متخرجون من جامعات أوروبا وأمريكا ولكن ليسوا على نفس المستوى والعكس صحيح، ولكن الأفضل من الجانبين هم الذين يطورون أنفسهم بالإلمام بعلوم التقنية الحديثة واللغة الإنجليزية، إضافة إلى الدورات التدريبية. ويشير المهندس نبيل عباس استشاري هندسي إلى ان التعليم الجامعي الهندسي جزء منه هو تدريب للمهندس.. كيف يتعلم المهندس في حياته بعد تخرجه من الجامعة، فالخبرة العملية لا تأتي إلا بعد 20 عاماً على الأقل لاكتساب المهندس مهارات جديدة، وذلك بعمله بأماكن مختلفة كالشركات والمؤسسات والمصانع، إضافة إلى السفر للخارج إذا اتيحت له الفرصة للاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الهندسة المعمارية. إضافة إلى ان الإنترنت قد قرب المسافات أيضاً فهناك الكثير من المواقع الهندسية لشركات المقاولات والاستشارات المعمارية والكتب والمراجع الهندسية التي يستطيع قراءتها والحصول عليها، ومع دخول المملكة لمنظمة التجارة الدولية سيكون هناك تحدٍ للمهندس السعودي إذا لم يكن على مستوى علمي.. حيث إن الشركات تستطيع ان تحضر مهندسين من الخارج إذا لم تجد المهندس المؤهل تأهيلا شاملا لمزاولة المهنة، لذلك هنا في المملكة بعض الشركات تقوم بتدريب موظفيها بدءاً من تعيينه إلى ان يتقاعد، وكل فترة تدريبية لها عامان إذا اجتاز التدريب تمت ترقيته وإذا لم يجتازه لم يرق إلى درجة أعلى مما يفقده فرص الترقي الوظيفي والعلاوات، فهناك في المانيا يشترطون على المهندس أو الموظف بأن يكون لديه مثلا 50 دورة منذ التحاقه بالعمل إلى ان يحال إلى المعاش وعليه ان يجتاز هذه الدورات ومنها الإدارية والمحاسبية والهندسية. وقد تناولت الندوة التخصصات الموجودة بكلية التقنية بمحافظة جدة. وتحدث في ذلك الدكتور عبدالسلام الغامدي عميد الكلية قائلاً: إن التخصصات الموجودة بالكلية هي تخصصات تقنية وأخرى إدارية. بالنسبة للتخصصات التقنية: يوجد بها قسم تقنية كهربائية وهو تخصص قوى كهربائية وهناك قسم آخر سوف يتم افتتاحه قريباً وهو الآلات الكهربائية. أما القسم الثاني وهو التقنية الميكانيكية به ثلاثة تخصصات هي تقنية الإنشاء، تقنية المركبات وتقنية التبريد والتكييف، أما القسم الثالث قسم التقنية المدنية والمعمارية وبه نوعان من التخصص هما تقنية مدنية وتقنية معمارية ويعتبران من أحدث الأقسام التقنية التي تم افتتاحها بالكلية، أما التخصصات الإدارية فهي: المحاسبة، الإدارة المكتبية وأحدث الأقسام هو قسم الفندقة والسياحة. الأول وهو لإدارة الفنادق والثاني للسياحة والسفر، ونحن الآن ندرس افتتاح قسم جديد للكيمياء الصناعية وتخصص إدارة المعلومات. وتحدث المهندس طلال سمرقندي من شركة الجفالي عن الصعوبات التي واجهته بعد التخرج أثناء العمل، فقال: إن الجامعة غير مسؤولة عن تأهل المهندس للعمل في مكان ما، بل هي تؤهله لدراسة العلوم الهندسية.. وأول ما بدأت العمل كان في القطاع الحكومي، وجدت مثلا بعض ما اعمل فيه عمليا لم اقم بدراسته في الجامعة، ففي عملي بالبلدية وجدت الصكوك والرخص والمناقصات والتعديات وهذه الأشياء وغيرها لا تُدرس في الجامعة، ومن الممكن إضافتها في المنهج الدراسي تحت «إدارة المشاريع»، أو الإدارة المساعدة للمهندس بعد التخرج كمعلومات، بعد ذلك انتقلت للعمل في القطاع الخاص وجدت ان مستوى الخريج بصفة عامة ضعيف بالنسبة لتخصصات هندسية أخرى، لكن الظروف اختلفت الآن لوجود التقنية الحديثة كالكمبيوتر والاتصالات والإنترنت التي ساعدت المهندس في عمله. الاستفادة من الشركات الأجنبية وعن خبرته في سوق العمل وأفضلية الشريك قال المهندس سمرقندي: لقد كانت الخدمات المهنية غير متواجدة بشكل كبير، لذلك كانت الجهود فردية، ولكن برزت الشركات تقريبا وتحديدا في عام 1406 1407ه ووجود الشركاء وضرورة المشاركة في النشاطات والأفكار وغيرها. وهناك الآن مجموعة كبيرة من الشباب السعودي الذين حصلوا على إمكانيات الاطلاع على الشركات الأجنبية، وصارت لهم فرصة التنقل بين دول العالم فهذه ثروة، والآن أصبح لدينا طاقة هائلة يمكن ان تستثمر وتوحد جهودها وتعمل بقدر أكبر مما يقدمه الفرد، وهذا لا يعني انني لا أؤيد التعاون مع الشركات الأجنبية ففي الواقع اننا لا ننكر ان الشركات المهنية الموجودة في العالم هي شركات متخصصة وكبيرة جدا سواء اقتصادية أو مالية أو هندسية ضخمة وقد بلغ عمر بعضها اكثر من مائة عام وهذا يتواجد في معظم دول العالم. وأضاف المهندس سمرقندي انني اقترح على الشباب السعودي صاحب الكفاءات الاستفادة من إمكانية الشركات المهنية في العالم حتى ولو لمدة قصيرة، وذلك لأن الخدمات المهنية تتعامل مع الفكر والذكاء في تقديم الخدمة بطريقة علمية سليمة. إضافة إلى ذلك لابد من جذب وتشجيع الاستثمار الأجنبي وتدفقه. وأشار إلى ان الاستراتيجية الموحدة للتنمية الصناعية تدعو وتؤكد على أهمية تسريع عملية التنمية الصناعية على أساس تكاملي، وكذلك تشجيع الاستثمار الأجنبي لأخذ دور في المشروعات الخاصة بالتنمية الاقتصادية ليساهم في توسيع القاعدة الاستثمارية والحصول على التقنية المتطورة والخبرات الإدارية والتسويقية. فالهدف من الاستثمار الأجنبي هو التكامل مع الاستثمار الوطني للوصول أيضاً في ايجاد أجيال من العمالة المدربة والمؤهلة من الإداريين والمهندسين والفنيين العاملين في المجال الهندسي، التي يفترض ان ترافق الاستثمارات الأجنبية بكفاءة واقتدار بما يسهم في رفع قدرة الاقتصاد على ايجاد قاعدة إنتاجية قادرة على النمو والبقاء في المستقبل وايجاد فرص عمل جديدة. وأكد المهندس سمرقندي ان سياسة التخصص ترمي إلى تنشيط الحوافز الإنتاجية في القطاعات المعمارية والصناعية والمال والتجارة الخارجية وتطعيم موازنة الدولة بايرادات من القطاع الخاص ثم استخدام هذه الموارد لتنشيط السوق، وقد كشف أحدث تقرير اقتصادي أصدره الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية والزراعية والسياحية العربية ان المملكة العربية السعودية احتلت المركز الأول من حيث الاستثمارات العربية البينية بمقدار «6 ،0%» لتبلغ «1،4 مليارات» خلال الفترة من 1998م حتى عام 2000م، وعلى الرغم من حدوث تقدم لهذه الاستثمارات خلال الفترة من عام 2001م حتى عام 2002م إلا انها متواضعة للغاية بالمقارنة بالاستثمارات الوافدة للبلاد العربية والتي بلغت «6 ،3 مليارات دولار» عام 2001 والتي تعد ضئيلة أيضاً بالمقارنة بالاستثمارات الدولية. وعن سير الاستشارات المهنية في المملكة أوضح المهندس عبدالله خوجة مدير الهيئة السعودية للمهندسين بمنطقة مكةالمكرمة ان الخدمة المهنية الهندسية تنشأ عند الحاجة في المكاتب الاستشارية الهندسية وعندما قامت المشاريع الصناعية والعمرانية في بداية السبعينيات كانت للمكاتب الهندسية حصة جيدة من ذلك وتبع ذلك النشاطات الاقتصادية الأخرى. وفي رأيي ان تشجيع الدولة للعمل ضمن المكاتب الاستشارية المعمارية والهندسية وإبراز دورها أمر هام وحيوي وعلى المكاتب ان تتعاون لتقديم الاقتراحات في أسلوب الرقابة على المهنة ودعمها وان تكون قوة المكاتب الاستشارية الهندسية ليس القوة المادية فقط وإنما قوة الأفكار والجهود وجودة الاعمال التي تنتجها.