كشف ميزان الربح والخسائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أبواب دخول انتفاضة الأقصى عامها الرابع استمرار الهاجس الأمني لدى الصهاينة بعد أن اخفقت كافة الخيارات العسكرية والإجراءات الأمنية في توفير الأمن لمواطني إسرائيل. ويعترف العديد من المحللين والعسكريين الصهاينة أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أصيبت خلال هذه الانتفاضة أكثر من أي حرب أخرى، باستثناء حرب النكبة. ولفت أحد هؤلاء المحللين الأنظار إلى أنه ومنذ قيام إسرائيل عام 1948م لم يسقط عدد كبير من القتلى الإسرائيليين مثلما سقط في عهد شارون (أكثر من 870 قتيلا) ولا في كل حروب إسرائيل وانه لم تنفذ عمليات مثلما نفذت في عهد شاون) أكثر من ثلاثمائة عملية (ويخلص هذا المحلل إلى أن شارون يدفع ثمناً باهظاً للسياسة المراهقة التي يتبعها. ويقول «زئيف شيف» المحلل الاستراتيجي في صحيفة «هآرتس» ان هذه هي الحرب الوحيدة التي أصيب فيها مدنيون صهاينة أكثر مما أصيب رجال أمن. وان هدف الفلسطينيين ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في قلب الدولة. ويضيف بأن الدولة العبرية لم تنجح في منع الهجمات على الجبهة الداخلية الصهيونية في كل أشهر القتال، ولكن من ناحية عسكرية نجحت أجهزة الأمن في ان تقلص بشكل كبير عدد الهجمات على الجبهة الداخلية. إلا أن الصهاينة يعترفون أن جيشهم لم ينجح أيضاً في جهوده العسكرية لمنع تهريب السلاح والمواد المتفجرة غير المنقطع إلى المناطق الفلسطينية. كما أن إنتاج المواد المتفجرة يستمر هناك بلا انقطاع. وفي منطقة الحدود مع رفح دمر نحو مائة نفق، عبرها هرب الفلسطينيون السلاح والمواد المتفجرة، ولكن الفلسطينيين تمكنوا دوما من حفر المزيد من الأنفاق وتعميقها تحت 30 متراً. نسبة القتل 1:3 ووفق المعطيات الإسرائيلية فإن نسبة الخسائر في هذه الانتفاضة كانت سيئة بالنسبة لهم بالقياس إلى كل حرب سابقة. فنسبة القتلى الصهاينة إلى الشهداء الفلسطينيين هي 1:3 وفي كل مقايسة مع الحروب الماضية، فان هذا إجمال سلبي. حيث قتل في الانتفاضة الحالية من الصهاينة أكثر مما قتل في حرب الأيام الستة في حينه قتل 803 صهاينة. وفي نفس الإطار العسكري للانتفاضة يظهر من الإحصائيات المختلفة قبل نحو شهر أنه وقعت 18125 عملية، منها 116 عملية تفجير. على الجانب الفلسطيني اما على صعيد التضحيات الفلسطينية خلال الانتفاضة فأفادت آخر إحصائية فلسطينية حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني منذ بداية الانتفاضة في 29 أيلول 2000 وحتى الحادي والثلاثين من شهر آب الماضي، ان الشعب الفلسطيني قدم خلال خمسة وثلاثين شهراً 2700 شهيد بينهم 490 طفلا و180 من الإناث. الانتفاضة في أرقام وخلال الثلاث سنوات الماضية لم يتوقف نزيف الانتفاضة ولا زالت رموز الانتفاضة مثل محمد الدرة وفارس عودة وإيمان حجو شاهدة على هول الجريمة وعظم التضحيات وفي هذا الإطار، أفادت آخر إحصائية فلسطينية حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني منذ بداية الانتفاضة في 29 أيلول 2000 وحتى الحادي والثلاثين من شهر آب الماضي، ان الشعب الفلسطيني قدم خلال خمسة وثلاثين شهراً 2700 شهيد بينهم 490 طفلا و180 من الإناث. وأوضحت الإحصائية التي أصدرها مركز المعلومات الوطني الفلسطيني ان من بين الشهداء 732 قتلوا جراء القصف الإسرائيلي، الذي بلغ عدد مراته منذ الأولا من تشرين أول من العام ألفين 20588 مرة فيما استشهد 185 مواطناً فلسطينيا مستهدفين و76 آخرون غير مستهدفين في عمليات اغتيال غير قانونية. وذكرت الإحصائية ان 95 مواطناً بين شيخ وامرأة وطفل من المرضى سقطوا جراء العراقيل التي وضعها الاحتلال على الحواجز العسكرية حيث أقامت قوات الاحتلال 1617 حاجزاً ونقطة عسكرية جديدة خلال الانتفاضة. وأشارت إلى أن 41 شهيداً سقطوا جراء اعتداءات المستوطنين، وسقط من طلبة المدارس والجامعات 553 شهيداً و9 شهداء من الإعلاميين والصحافيين فيما استشهد 25 من أفراد الأطقم الطبية والدفاع المدني خلال تلك الفترة. وحسب الإحصائية فان إجمالي عدد الجرحي خلال 35 شهراً من الانتفاضة بلغ 36743 جريحاً. وبلغ عدد المعتقلين 7389 أسيراً موزعين على 22 سجناً ومعسكراً وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية المستقيلة، هشام عبدالرازق ان من بين الأسرى 80 أسيرة، يقبعن في سجن «نفيه ترستا» في معتقل الرملة شمال القدسالمحتلة، و361 أسيراً من الأطفال دون الثامنة عشرة، يقبع العدد الأكبر منهم في سجن «هشارون» شمال مدينة «تل أبيب» والباقي في سجون «مجدو»، «عوفر»، في بيتونيا، والبعض الآخر في مراكز تحقيق «المسكوبية»، «قدوميم»، «حوارة» ومعسكر «سالم»، ونوه الوزير إلى أن ما يقارب 21 ألف مواطن من مختلف الأعمار، تعرضوا للاعتقال لأسباب مختلفة ولفترات زمنية متفاوتة خلال الانتفاضة. وبلغ عدد الانتهاكات ضد الصحافيين والإعلاميين 473 اعتداء ما بين استشهاد وإصابة واعتقال واحتجاز وتقييد الحركة أثناء تغطيتهم لجرائم الاحتلال وغيرها. وفي نفس السياق بلغ عدد المنازل المتضررة في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل كلي وجزئي 53656 منزلا بينها 3877 دمرت بشكل كلي منها 1555 في غزة و49779 منزلا تعرضت لأضرار جزئية. وذكرت إحصائية المركز ان عدد المنشآت الصناعية والتجارية التي تم تدميرها بالكامل خلال الانتفاضة 7129 موزعة ما بين ورش صناعية ومحلات. وأشارت الإحصائية إلى ان 165 ألف دونم من الأراضي تم الاستيلاء عليها لصالح مشروع الجدار الفاصل الاستيطاني. وبلغ إجمالي الأراضي التي جرفتها قوات الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة 60467 دونما.